تمكنت، مؤخرا، الكتيبة الإقليمية للدرك الوطني بمغنية، على الحدود الغربية من الوطن، من وضع حدّ لنشاط شبكة، مكونة من خمسة أشخاص. استغل مجهولون يختفون، خلف أجهزة الحاسوب، مستواهم الدراسي الضعيف، وتحمسهم لدينهم، لتجنيدهم في صفوف "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" بسوريا. القضية التي بدأت تحقيقات الدرك الوطني بمغنية، فيها مع بداية الشهر الجاري، عقب ورود معلومات، حول شاب بالغ من العمر 27 سنة، والذي توقف مشواره الدراسي في حدود السنة الثانية متوسط. وكان على اتصالات مشبوهة مع شخص من العاصمة، عبر موقع التواصل الإجتماعي الشهير "الفايسبوك". وبدأ متابعة دقيقة لتحركات المتهم، تبيّن أنه باشر اجراءات السفر خارج الوطن، ليتم توقيفه، أين ضبطت معه لوحة رقمية، تبيّن من خلال معاينتها، أنها تحتوي خطبا تحريضية لقادة تنظيم القاعدة الإرهابي، مثل الظواهري والزرقاوي، إضافة إلى عدد من الفيديوهات التي تشيد بالأعمال الإرهابية وتدعو إلى الجهاد. وعقب حجز جهاز الإعلام الآلي الخاص بالشاب المذكور، تم إكتشاف أشرطة أخطر، تتمثل في فيديوهات تبين طرق التعامل مع المتفجرات وصناعة القنابل التقليدية. كما كشف المتهم على علاقة تربطه بشخص يحمل الجنسية التونسية، كان بمثابة همزة الوصل بينه وبين تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام، المعروف إعلاميا باسم "داعش". ولم يتوان التونسي، في اقتراح الجهاد على الشاب الذي وافق، لكن وضعيته المالية المتردية، وهو الذي يشتغل كمساعد بناء على فترات متقاطعة، جعلت التونسي يغير خطته، بعد أن التحق بسوريا، أين طلب من الموقوف أن يضمن ثمن الرحلة نحو تركيا، على أن يتكفل هو بباقي المصاريف لجلبه إلى جبهة القتال بسوريا. وفعلا بدأ الشاب في جمع الأموال للسفر نحو تركيا. وخلال التحقيقات الأولية مع الشاب الذي يقطن بحي المطمر الشعبي بمغنية، كشف عن هوية ثلاثة شباب آخرين، كانوا يرافقونه خلال الفترة الأخيرة، وشاركوه في مشاهدة الأشرطة التحريضية. كما عرفوا بمخططاته للسفر إلى سوريا من أجل الجهاد. كما كشف المتهم عن علاقة تربطه بشخص رابع من مدينة مغنية. كان يغريه من أجل الإلتحاق بالجماعات الإرهابية، الناشطة بالجزائر. موضحا له بأنه يملك علاقات مع شبكات دعم على مستوى وسط البلاد. وعقب الإنتهاء من التحقيقات مع الموقوفين الخمسة، تمّ تقديمهم أمام وكيل الجمهورية بمحكمة مغنية بتهم جناية الإشادة بالأفعال الإرهابية، والتشجيع عليها، وجناية التحريض للإنضمام إلى جماعة إرهابية تنشط داخل الوطن وخارجها، والتحريض على الانضمام إلى جماعات إرهابية داخل وخارج الوطن، ومحاولة الإنخراط في جماعة إرهابية، وجناية نشر تسجيلات تشيد بالإرهاب، إضافة إلى جنحة عدم التبليغ. وأمام القرائن القوية التي تدين المجموعة، أمر قاضي التحقيق بمحكمة مغنية بإيداعهم الحبس، في انتظار محاكمتهم لاحقا.