وسط إقبال كبير للمواطنين على التبرع بالأموال والأفرشة والأدوية باشرت المساجد الجزائرية بداية من الجمعة الماضي في أكبر حملة لجمع التبرعات والمساعدات لقطاع غزة، بعد الغارة الإسرائيلية الجديدة التي خلفت خسائر فادحة في الأموال والأرواح، لتواجه غزة وضعا إنسانيا واقتصاديا هو الأسوأ من نوعه على الإطلاق، ما دفع الكثير من أئمة المساجد إلى الإعلان عن حملة استعجالية لجمع المساعدات لغزة من فوق المنابر، والتي عرفت على مدى ثلاثة أيام مشاركة شعبية واسعة من الجزائريين الذين تبرعوا بأموالهم وكل ما يملكون لدعم المحاصرين في غزة. وما ساهم في هذه الحملة حسب الأصداء التي استقبلتها "الشروق" هو الصور المؤثرةلضحايا العدوان، التي تناقلتها جميع وسائل الإعلام، ما جعل الأئمة يخصصون دروسا قبلصلاة العشاء لحث الناس على التبرع. وفي هذا الإطار، أكد رئيس النقابة الوطنية للأئمة، جلول حجيمي، ل"الشروق" أن الحملةترمي إلى جمع مختلف أنواع التبرعات التي يحتاجها أهل غزة، على غرار الأموال والألبسةوالأفرشة والأدوية، "بالإضافة إلى حاجة ملحة إلى التبرع بالدم حيث تعاني المستشفياتالميدانية في غزة نقصا فادحا في كميات الدم بسبب العدد الكبير من الجرحى مع خطورةالإصابات". وطالب محدثنا وزارة الشؤون الدينية بضرورة التدخل لتنظيم هذه العملية مخافة حدوثانحرافات في استغلال أموال المتبرعين، وذلك بتخصيص حسابات بنكية في كل ولاية تجمعتبرعات المواطنين، واكتفاء المساجد بجمع المساعدات الغذائية والصحية والألبسةوالأفرشة. وأكد حجيمي أن النقابة الوطنية للأئمة تطالب بتدخل عاجل وصارم للسلطات الجزائرية لتقديمالدعم المعنوي والمادي للمحاصرين في غزة عن طريق تمكين وصول هذا المساعدات إلىغزة في أقرب وقت، والضغط على مصر لفتح معبر رفح باستعمال ورقة الغاز.