"بدأها مترف أمام إفريقيا الوسطى وتبعه عودية أمام غامبيا، ولم لا يأتي دوري أمام رواندا" يعترف مدلل فريق "عين الفوارة" عبد المومن جابو أنه حتى وإن لم يغضب لعدم إشراكه أمام غامبيا مؤخرا، إلاّ أنه كان يتمنى اللعب والحصول على الفرصة التي طال انتظارها، لأنه وبكل وضوح كان يشعر أنه قادر على تقديم يد المساعدة لزملائه في "بانجول"، مضيفا أنه سيصبر أكثر مستقبلا بما أن الفرصة ستأتيه لا محالة بداية من شهر جوان المقبل، والذي سيكون منتخبنا مقبلا فيه على خوض ثلاث مباريات رسمية. لم تكن ضمن التشكيلة المثالية التي أدرجها المدرب الوطني وحيد حليلوزيتش أمام غامبيا، غير أنك تابعت اللقاء باهتمام بالغ، فما رأيك في المستوى الذي ظهر به رفاقك في "بانجول"؟ أعتقد أن الفوز الذي عدنا به كان مستحقا بالنظر إلى المردود الطيب الذي ظهر به زملائي طيلة التسعين دقيقة، حيث فرضوا منطقهم على المنافس في عقر داره وأمام جماهيره، وسيطروا طولا وعرضا على مجريات اللقاء، ولم يفقدوا تركيزهم ولو لحظة واحدة، وصدقني لولا أرضية الميدان السيئة لكانت النتيجة أثقل لأن الأرضية أعاقت رفقائي عن تطبيق طريقة لعبهم الحقيقية. حدثتك ما بين الشوطين في المدرجات، وقلت لي حينها أنت ومترف سنعود في النتيجة، فما الذي جعلكما واثقين من ذلك؟ كنت واثقا من نفسي أنا ومترف بالنظر إلى ما شاهدته في المرحلة الأولى من فرق شاسع في المستوى بين المنتخبين، ودون مبالغة زملائي كانوا أفضل من المنافس من كل النواحي، كانوا أكثر هجوما وأكثر خلقا للفرص، وأحسن تركيزا. لقد رأيت أن الحكم رفض لنا هدفا شرعيا لكنهم تحكموا في أعصابهم وحافظوا على تركيزهم رغم تقدم المنافس في النتيجة، لذلك شعرت أننا قادرون على العودة في النتيجة، وهذا ما حصل بالضبط في المرحلة الثانية، عندما سجلنا هدفين مبكرين جعلانا نفوز باللقاء في نهاية المطاف. ألا ترى أن هذا الفوز جاء في وقته بعد فترة الفراغ الطويلة التي مر بها المنتخب الوطني؟ تلك الفترة الرهيبة هي التي جعلتنا نصر على تحقيق الفوز في هذه المباراة، منتخبنا لم يتأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا الماضية ودخل حينها في دوامة من النتائج السلبية، وكان لا بد لنا أن ننطلق بقوة في هذه التصفيات الجديدة، وأعتقد أن الفوز جاء في وقته. اليوم نحن نعمل تحت إشراف مدرب جديد يقوم بعمله على أكمل وجه، أمور كثيرة أخرى تغيرت من بينها التعداد الحالي الذي عرف ضم لاعبين شبان جدد لديهم كلمتهم يقولونها، وأتمنى أن يكلل العمل الذي نقوم به بالنجاح وأن نبلغ دورة 2013. قلت لنا أيضا إنك كنت ترغب في اللعب، فهل أغضبك قرار المدرب حليلوزيتش بعدم منحك الفرصة في هذه المباراة؟ لا، لم يغضبني قراره، لأني لاعب يحترم قرارات كافة المدربين الذين لعبت تحت إشرافهم مهما كانت. أنا تحت تصرف المدرب متى شاء، فإذا رأى أني جاهز للعب فسأكون مستعدا ذلك، وإذا رأى عكس ذلك، فسأحترم قراره مثلما فعلت حتى الآن وسأفعل في كل مرة، لكن هذا لا يمنعني من التأكيد مجددا أني كنت أرغب في اللعب، من الصعب جدا متابعة لقاء المنتخب الوطني من المدرجات. أنا لاعب يحب اللعب دائما، يحب مساعدة زملائه على الفوز، لذلك كنت أرغب في التواجد مع زملائي فوق الميدان أمام غامبيا. كنت تشعر أنك قادر على تقديم الإضافة؟ صراحة نعم، حتى وإن كان زملائي جميعا في المستوى طيلة فترات اللقاء، إلا أني كنت أشعر أنني قادر على مساعدتهم بما أمتلكه من إمكانات. كنت محفزا جدا للمشاركة في اللقاء لأني أمر بلياقة جيدة هذه الأيام، لكن علي أن أصبر لأن هناك تشكيلة تلعب بانتظام وتحقق نتائج جيدة منذ قدوم المدرب الجديد، وأنا متأكد أن الفرصة ستتاح لي يوما ما. ألا يقلقك عدم وضع حليلوزيتش الثقة فيك لرابع لقاء على التوالي حتى الآن؟ لا يقلقني هذا الأمر، بل يدفعني إلى مواصلة العمل بالجدية نفسها حتى أنال ثقته في لقاء من اللقاءات المقبلة التي تنتظرنا، المدرب صار يعرفني الآن وصارت لديه فكرة كافية عن طريقة لعبي، ومن المؤكد أنه سيمنحني فرصتي في الوقت المناسب. علي أن أتقبل مبدأ المنافسة وأن أحترمه، وأن أستغل فرصتي يوم تأتي أحسن استغلال. تلك الفرصة قد تأتي عن قريب بداية من شهر جوان حيث تنتظر "الخضر" ثلاث مباريات هامة، اثنتان منها لحساب تصفيات كأس العالم، والثالثة أمام غامبيا لحساب لقاء العودة من تصفيات كأس إفريقيا؟ نعم، مشوار طويل لا زال في انتظارنا، وتحديات أكبر سنقبل على خوضها بداية من جوان المقبل، وكما ذكرت ففي تلك المباريات قد أحصل على فرصتي وعلي حينها أن أبرهن على إمكاناتي، وعلى أحقيتي في تقمص ألوان المنتخب الوطني. الجمهور الجزائري ينتظر رؤيتك بقميص "الخضر" بفارغ الصبر، ويرى أنك تستحق الفرص مثلك مثل اللاعبين الآخرين؟ حتى أنا أرغب في إسعادهم، هم تعودوا على رؤية جابو من قبل بألوان الأندية، مثلما فعلت من قبل مع الحراش وما أفعله الآن مع وفاق سطيف، لكنهم لم يروني بعد مع المنتخب الأول، وأنا بدوري أتطلع بفارغ الصبر للحصول على فرصتي من أجل إسعادهم، وتقديم الإضافة اللازمة للمنتخب الوطني. وهل ترى أنك قادر على ذلك؟ صراحة نعم، وربما أفضل مما أقدمه الآن مع فريقي وفاق سطيف، لأن حمل ألوان المنتخب الوطني أمر آخر، أنت حينها تمثل وطنا بأكمله، ومن المنطقي أن يكون حجم المجهودات المبذولة فوق الميدان مضاعفا، ولذلك أؤكد لك مرة أخرى أني متيقن من أني لو ألعب مستقبلا مع المنتخب سأعطي أفضل ما لدي. لنتحدث عن زميلك عودية الذي حصل على فرصته وأقنع بما قدمه أمام غامبيا رغم أنه لم يسجل، ما رأيك؟ أمين "يعطيه الصحة"، قام بكل شيء في تلك المباراة، فاز بالصراعات التي خاضها مع مدافعي المنافس، لعب بالكرة ودونها، كان قاب قوسين من التسجيل لولا القائم، أتمنى له أن يواصل على هذا المنوال لأنه من أفضل المهاجمين الذين تمتلكهم الجزائر، ودون مبالغة فهو يستحق التواجد ضمن تعداد المنتخب الوطني. منح الفرصة ل عودية، ومنح الفرصة ل مترف من قبل أمام إفريقيا الوسطى، أكيد أنه يمنحك الأمل أنت أيضا؟ بطبيعة الحال يمنحني الأمل، من قبل أتت الفرصة ل مترف وقد رأينا ما قدمه من مردود جيد أمام إفريقيا الوسطى حيث كان من أفضل العناصر فوق المستطيل الأخضر، وبعده جاء الدور على عودية الذي نال كل الإشادة والثناء عقب ما قدمه أمام غامبيا، وأتمنى أن يأتي الدور علي أنا في اللقاء المقبل أمام رواندا إن شاء الله. واصل تألقك مع سطيف وسيكون لك ذلك... نعم، مع الوفاق الحمد لله الأمور تسير معي على أحسن ما يرام، وبالعمل الذي أقوم به مع سطيف أنا متأكد من الحفاظ على تواجدي ضمن تعداد "الخضر"، ما ينقصني أن أحصل على فرصتي وفقط، وبحول الله مع انطلاق تصفيات كأس العالم في جوان المقبل ستكون هناك فرص للجميع، وعلي أن أستغلها حتى أفرض نفسي وأثبت أني أستحق ثقة المدرب الوطني.