في الندوة الصحفية التي نشّطها وحيد حليلوزيتش بعد نهاية اللقاء في فندق ‘'شيراتون'' بدأ الحديث عن مباراة ليبيا قائلا: ‘'أنا سعيد، برافو للاعبين الذين قدّموا مباراة جيدة في ظروف خاصة... كنت أعرف أن منتخب ليبيا يستعمل الاندفاع البدني القوي وكذلك الأساليب السيئة الأخرى ويمكنهم أن يذهبوا إلى أبعد من ذلك، لكن لم أتصوّر أن الأمور يمكن أن تصل إلى حد لا يطاق مثل اليوم، هذه الاستفزازات أعطت للاعبين ثقة في أنفسهم، وأهنّئ من كل قلبي لاعبيّ على الفوز المستحق حتى وإن كان يمكننا فعل أمور أفضل، حيث خلقنا فرصا لكن التسرّع وغياب التركيز أمام المرمى حرمنا من تحقيق الفوز، لكن الفوز خارج الديار يبقى هاما والتأهل إلى كأس إفريقيا يبقى هدفنا». ‘'أنا حزين جدا لما حصل على أرضية الميدان'' وأضاف حليلوزيتش أنّ منتخبه لازال لم يحسم التأهل وقال: «كل شيء ممكن في مباراة العودة خاصة أمام فريق من هذا النوع، قبل بداية المباراة طلبت من اللاعبين أن لا يسقطوا في فخهم لكن في المباراة الأمور تجاوزت كل الحدود، وأنا حزين صراحة لأنّ أمورا كهذه حصلت في الملعب»، وصرّح حليلوزيتش متكلما عن منتخب ليبيا وما خلقه من فرص: «لم يخلقوا أكثر من فرصتين واحدة مخالفة أبعدها رايس والثانية اللاعب رقم 19 بحث عن مخالفة أمام بلكالام، فرصتان فقط من وضعيتين غير واضحتين وماعدا هذا لم نشاهد الشيء الكثير، لكن صراحة فريقي ارتكب بعض الأخطاء في التمرير وأمور من هذا النوع خاصة التسرّع أمام المرمى». ‘'غيّرت رأيي بخصوص مبولحي بعد أن شاهدت لياقته وبلكالام لعب مباراة جيدة'' وعن رأيه في مردود المدافعين والحارس مبولحي وهو الذي كان متخوّفا من مستواهم قبل اللقاء قال حليلوزيتش: «قبل أن أبدأ التربص لم أفكر إطلاقا في أن يلعب رايس لأنني لم أكن أعرف الحالة التي كان عليها، لكن بعد يومين تغيّرت نظرتي لما شاهدت لياقته، لقد تكلمت معه وقال لي إنه يعمل بجدية شديدة في فريقه، صحيح أنه يعاني من نقص في المنافسة لكن عامل الخبرة جعلني أعتمد عليه مقارنة ب دوخة، زماموش وسيدريك فلا أحد منهم تعوّد على اللّعب في هذه الظروف وهو ما جعلني أضع ثقتي فيه»، كما قال عن بلكالام: «إنها مباراة جيدة لبلكالام مع أنها أول مباراة له، إنه شخص لطيف ومهذب في تصرفاته إلى درجة أنني اعتقدت أنه ليس جزائريا''. ‘'حتى حليش أعجبني في التدريبات ومستقبلا لا أعرف من سيلعب'' وعمّا إذا كان يرى في بلكالام أنه سيكون حلا لمشكل محور الدفاع في المستقبل قال المدرب الوطني: «تعرفون أنه يمكنني الاعتماد على هذا الشاب بالنظر إلى مستواه، كما يوجد في المحور حلّيش الذي رغم أنه لم يلعب منذ عامين إلا أنه قدّم مستوى جيدا في التدريبات أفضل من ذلك الذي كان عليه عندما استدعيته من قبل، الآن سيكون هناك تنافس في المحور، ومن سيلعب لا أدري؟»، وأضاف: «لست أنا من يجبر نفسه على القيام بتغييرات في المحور بل الظروف تدفعني إلى ذلك في كل مرة، التربص الذي قمت به عملت فيه كثيرا من الناحية التكتيكية وفي النهاية كارل وبلكالام أديا مباراة جيدة، خلال الأسبوع قمنا ب 4 أو 5 تمارين خاصة وسارت الأمور بشكل جيّد وكارل أدى مباراة ممتازة وبلكالام أيضا، صراحة مستقبلا لا أدري من سيكون أساسيا». ‘'حضّرت لإدخال سوداني بعد أن شاهدت أنّ اللاعب رقم 3 استنفد طاقته'' وعن خيار سوداني الذي كان بديلا وليس أساسيا قال المدرب البوسني: ‘'صحيح أنه كوتشينغ جيد (يضحك) وحضّرت لذلك لكن الحظ أراد هكذا، لقد حضّرت لدخوله حيث رأيت أنّ اللاعب رقم 3 استنفد طاقته فقررت إدخال سوداني، لم أكن أعتقد أنه سيسجل لكن كنت أعرف أنه سيُتعب المنافس». وعن الهدف الوحيد في هذه المباراة أكد أنّ اللاعبين أدوا تلك اللقطة بشكل جيد عندما ترك سليماني كرة فغولي تمر إلى سوداني، وأضاف: «أتيحت لنا وضعيات أمام المرمى أفضل من تلك لكن التسرع وسوء التركيز حرمانا من التسجيل، والمهم في الأخير أننا عدنا بنتيجة جيدة في مباراة تُلعب على شوطين قلت إنه يجب التفاوض فيهما جيدا في انتظار مباراة العودة التي لا ندري في أي ظروف ستجري''. ‘'لعبت ب 3 مسترجعين لأنني درست منتخب ليبيا والتسجيل خارج الديار يمنحنا الثقة'' وبخصوص توظيف 3 لاعبين مسترجعين فضلا عن خروج كادامورو ردّ حليلوزيتش: «كادامورو أصيب وكاحله انتفخ، هذا الشاب ليس له حظ معنا لا أدري لماذا؟ على كل حال لقد أدّى شوطا جيدا، لقد اعتمدت على 3 لاعبين في الاسترجاع بعد أن درست خطة لعب منتخب ليبيا ورأيت أنه يعتمد على وسط ميدان قوي كما أنه يلعب باندفاع كبير وبأسلوب مستفز، وقد أقحمت مصطفى مهدي وقام بالدور جيدا وبعد ذلك أقحمت لاعبا سريعا قادرا على منح كرات ل قادير، فغولي وسليماني الذي تواجد أكثر من مرة في وضعية واحد أمام واحد لكن نقص الخبرة قد يكون سببا في عدم تسجيله، فضلا عن طلب أكثر من لاعبين للكرة في نفس الوقت بشكل يضيّعها، لكن يجب أن نواصل التسجيل كل مرة حتى خارج الديار وهذا الأمر يمنح الثقة للاعبين ويؤكد لهم أنهم قادرون على التسجيل حتى في ظل اضطراب تحضيراتنا للقاء». ‘'لم نرد على الضرب والاعتداءات والليبيون لم يحترموننا'' وعاد «الكوتش وحيد» للحديث عن الأحداث المؤسفة التي وقعت في المباراة وقال: «اللاعبون تعرضوا لاستفزازات وضرب في نهاية المباراة حيث تعرض مثلا قادير إلى خبش كبير في الرقبة كما تعرض جبور إلى اعتداء ولست راضيا تماما عن هذه الأمور»، ولم يجد حليلوزيتش مبررا لتلك الأحداث لكنه أردف قائلا: «في كرة القدم يجب أن لا نتصرّف بهذه الطريقة، إذا كان هناك فريق ساذج في هذه المباراة فهو فريقنا فلاعبونا تعرضوا لاستفزازات وضرب وأمور أخرى ولم يردوا كما اننا لم نقم بأي تصرف في المباراة، ثم قاموا مرتين أو ثلاث مرات بالسينيما وأخرجنا الكرة لكنهم لم يردّوها لنا، كان عليهم أن يحترمونا، لهذا أنا فخور بلاعبيّ ومتأسف في نفس الوقت على ما حدث، صعب أن لا تتصرّف مع لاعبين مثل لاعبي ليبيا، هل رأيتم اللاعب رقم 6 ماذا كان يفعل في الكرات الثابتة؟ إنه أمر لا يصدّق''. ‘'فزنا بشوط ولا زال آخر في البليدة'' وعمّا إذا كان قد شرع في التفكير في كأس إفريقيا 2013 قال حليلوزيتش: «لازلنا لم نتأهل وهذا الفريق (ليبيا) ليس سهلا، فوزه على منتخبات قوية لم يكن عبثا، في الشوط الأول فزنا لكن لابد من الفوز في الشوط الثاني بالبليدة، مباراة اليوم رغم كل الظروف تعاملنا معها وتجاوزناها على غرار مشكل نقص المنافسة بالنسبة لبعض اللاعبين»، وأضاف: «في كل الحالات المهم هو الفوز لأنه فوز خارج الديار أمام منتخب ليس من السهل التغلب عليه وله أساليب نادرا ما أراها في إفريقيا، لأنه يمكن أن ترد على اعتداء فتسقط في الفخ، هذه أمور لم أرها منذ مدة صراحة وهو ما يجعلني أؤكد أننا أدّينا مباراة كبيرة». ‘'لا أدري كيف سيأتي اللّيبيون إلى الجزائر؟'' كما عاد حليلوزيتش إلى مرور المنتخب بفترات فارغ خلال المباراة رغم دخوله القوي فيها وقال: «تعرفون جيدا أنني أُجبَر على تغيير اللاعبين والتناسق يحتاج إلى وقت، فضلا عن نقص المنافسة لدى بعض اللاعبين الذين يعانون مشاكل من هذا النوع لأنهم لا يملكون وتيرة مباريات في أرجلهم ولا يمكن أن ترفع الوتيرة في ظل غياب المنافسة، اليوم أول مرة نلعب أمام فريق يلعب ب 3 لاعبين في المحور وظهيرين متحركين، أن تقوم بالضغط على حامل الكرة ليس دائما سهلا، في البداية دخلنا جيدا وخلقنا فرصتين خاصة تلك التي كان وراءها ڤديورة التي كان يمكنها أن تغيّر مجريات المباراة، كما أنهم استفزونا كثيرا خلال المباراة حيث جاؤوا بنية طرد بعض اللاعبين ولا أدري كيف سيأتون إلى الجزائر؟ إنه أمر لا يمكن تخيّله''. ‘'خروج كادامورو وضعن في ورطة ومنعني من فعل ما أردت'' وبخصوص التغيير الثاني الذي قام به وكان متأخرا بدخول سوداني قال حليلوزيتش: «وجدت نفسي في ورطة عقب خروج كادامورو حيث منعني ذلك من القيام بما كنت أريد أن أفعله، التغيير كان خروج قادير ودخول سوداني الذي كان جيدا لأنه خلق خطرا شديدا على مرمى المنافس وقد ألححت على طلب الكرات في ظهر المدافعين لأنني رأيت أنّ اللاعب رقم 3 بدأ يتعب وبعد هربة أو اثنتين يصبح كل شيء في مصلحتنا، وهو ما حصل أين سجلنا». ‘'أفكر في إقحام سوداني داخل الديار وليس خارجها لهذا السبب'' وعن أداء سليماني قال الناخب الوطني: «لقد تحرّك كثيرا وقاوم لكنه ليس رونالدو، إنه فتى لم يتم الحديث عنه منذ أشهر لكنه يتطوّر ويعمل بجد ويسمع ويريد أن ينجح»، أمّا عن مباراة العودة فصرّح: «سنرى كيف ستكون وفي أي ظروف ستجري، لحسن سيكون غائبا لأنه تلقى الإنذار الثاني رغم أنني طلبت منه الحذر لأنني فكرت فيه وفي سوداني الذي لديه بطاقة صفراء، سوداني لاعب أفكر فيه أكثر لما نلعب داخل الديار وليس خارجها لأنني في الخارج أفضّل اللاعبين أصحاب الخبرة والذين يؤدون الدورين الدفاعي والهجومي»، وفي النهاية تكلّم عن أداء الحكم قائلا: «من الصعب للحكم أن يؤدي دوره أمام فريق يبحث عن إسقاط لاعبينا في الفخ، مرة أخرى متأسف على تصرفاتهم لأنّ فريقي لا يستحق ما وقع له».