لم تبق سوى أيام قليلة تفصل المنتخب الوطني عن موعد طالما انتظره الجزائريون، موعد حسبوا لأجله 24 سنة قبل أن يروا نجوم منتخب 2010 تشارك في المونديال، في فرصة من ذهب لجيل زياني وبلحاج وبوڤرة ليترك بصماته هو الآخر في كأس العالم، بعد أن سبق وتركها جيل بلومي، ماجر وعصاد.. الفرصة لا تعوّض والتحفيز الضروري موجود مسبقا في ظل رغبة جميع اللاعبين في المشاركة في المونديال، وتشريف أسمائهم وعائلاتهم والمنتخب الوطني، ولمَ لا الظفر بعقود احترافية أفضل من الناحية المالية والرياضية خاصة أن أغلب اللاعبين يريدون تغيير الأجواء الموسم القادم. أغلب اللاعبين القدامى يريدون التغيير يبقى اللاعبون القدامى أكثر اللاعبين تضررا في فرقهم، حيث يرغب أغلبهم في التغيير بسبب عدم رضا البعض عن أوضاعهم على غرار زياني، بالإضافة الى آخرين وضعتهم فرقهم للبيع على غرار لحسن، جبور وبلحاج، في حين يبدة الذي لعب معارا لبورتسموث سيتصرف فريق بنفيكا لشبونة في حق ملكيته وهو الشأن نفسه بالنسبة لصايفي الذي سيعود الى الخور القطري، كما أن غزال وعنتر يحيى سيحاولون تغيير فريقيهما بسبب طموحات كل واحد منهما بعد أن أنهيا الموسم بالسقوط، أما بوڤرة ورغم ارتياحه في غلاسكو رانجرز إلا أن الأكيد أن تصريحاته الأخيرة حملت تلميحات بالمغادرة بسبب رغبته في اللعب في بطولة أكثر طموحا، وحتى منصوري صرح أنه لم يتفق مع لوريون على البقاء، وهو ما يعني أن الأغلبية تريد التغيير ومن لا تريده مرشّحة لعدم البقاء في فرقها بسبب خيارات المدربين ومسؤولي النوادي التي يلعبون لها. الوافدون السبعة بين من جَدّد ومن ينتظر وبخصوص الجدد فإن اللاعب المرشح الأول للمغادرة هو مبولحي بحكم أن العروض التي صارت تصله كثيرة الى درجة أن العملاق مانشيتسر يونايتد ضمن هذه النوادي، فضلا عن فرق من شرق أوروبا و حتى من غربها، في حين قادير مطلوب في فرق فرنسية كثيرة رغم أنه مرتبط مع فريقه لوريون، كما أن سوشو لن يفرّط بسهولة في لاعبه بودبوز، خاصة إذا تألق في المونديال بحكم أن رياض نشأ في مركز تكوين هذا الفريق منذ الصغر، في حين معلوم أن بلعيد سيعود الى فريقه انتراخت فرانكفورت الألماني وڤديورة سيواصل في ولفرهامبتون الإنجليزي، في حين لم يطرأ جديد بخصوص مجاني الذي أنهى الموسم الثالث له في فريق أجاكسيو أين لعب لأجل تفادي السقوط ونجا في الجولة ما قبل الأخيرة. أعين النوادي الكبيرة في ملاحقة بلحاج، بوڤرة، يبدة وآخرين هذا وستكون أعين الكثير من النوادي في ملاحقة نجوم المنتخب على غرار زياني الذي له عروض كثيرة في الوقت الحالي أين تريد نوادي فرنسية بالجملة الحصول على خدماته، كما أن تألقه سيفسح له المجال للإلتحاق بفريق كبير في مستوى طموحاته إن قبل فريقه تسريحه. لاعب آخر عرضة لأعين مسؤولي الفرق الكبيرة بحكم ما يروّج وهو بلحاج الذي له إتصالات كثيرة، بالإضافة الى بوڤرة الذي قد يعرض للبيع رغم حاجة رانجرز إليه لكن الحاجات المالية قد تفرض خيار التخلي عنه، كما أن يبدة هو الآخر مرشح للتألق والفوز بعقد احترافي في المستوى بالنظر الى إمكانياته الكبيرة. فرصة غزال، يحيى، جبور، عبدون وغيرهم للحصول على عقود أفضل من جهة أخرى فإن المونديال سيكون فرصة للاعبين مثل غزال ويحيى لاستقبال عروض في المستوى، خاصة أن الثنائي سقط فريقاهما الى دوري الدرجة الثانية، ولن يكون من ضمن أولويات كل منهما البقاء في هذا القسم، كما أن الأنظار ليست مسلطة عليهما بدرجة كبيرة الآن قياسا بلاعبين آخرين في المنتخب بسبب الموسم المتذبذب لكل منهما. لاعبون آخرون سيكون المونديال أفضل فرصة لهم للتعريف بأنفسهم وإمكانياتهم خاصة جبور الذي سيكون أمام فرصة من ذهب للعب، خاصة في ظل استدعاء 3 مهاجمين فقط، كما هي فرصة كبيرة لعبدون لو يستغل الدقائق التي قد تتاح له للفت الأنظار خاصة أن الإمكانيات لا تنقصه ولا القيمة الفنية. كل لاعبي “الخضر” سيكونون تحت أنظار مكتشفي المواهب ولن يضيّع المناجرة ووكلاء الأعمال، وحتى الكشافين ومبعوثي النوادي التي تجيد اصطياد العصافير النادرة فرصة تواجد الجزائر في محفل مثل هذا دون حضور المباريات الثلاث الأولى في الدور الأول، وهي بالتأكيد مناسبة لهؤلاء من أجل البحث عن لاعبين متألقين لفرق كبيرة دون أن يكلّفوا الكثير من الناحية المالية، وهو أمر يعرفه الجميع، ما سيفرض على اللاعبين العطاء بكل طاقاتهم من أجل لفت الأنظار ولمَ لا الحصول على عقود أفضل وتغيير النوادي الى أخرى أكثر طموحا بما أن أغلب لاعبينا احتلوا مع فرقهم مراتب النصف الأخير من سلّم البطولة. التنافس سيكون شرسًا بين اللاعبين لأجل الحصول على ثقة سعدان من بين 23 لاعبا الموجودين ضمن حسابات سعدان، لم يضمن أي لاعب مكانته الأساسية، ولم يضمن أي كان مقعد البدلاء، وهو ما يجعل التنافس كبيرًا جدًا على المناصب لأجل الحصول على فرصة لعب هذه الدقائق التاريخية التي ستسجل في سجل كل لاعب مدى التاريخ، خاصة أن هناك بعض النجوم العالميين الخالدين في التاريخ لم يكتب لهم شرف اللعب في هذا المحفل الدولي، كما أن هناك لاعبين يريدون أن يثبتوا لمدربيهم في فرقهم أنهم أخطأوا فيهم لاسيما زياني الذي سبق أن صرح في العديد من المناسبات أن كأس العالم هي فرصته ليؤكد للجميع أنه لم يكن يوظف في فولفسبورغ لأسباب غير رياضية. رغبة الجميع في التغيير مع التحفيز تعني رد فعل قوي وبالإضافة الى أن المونديال لا يحتاج الى تحفيز، طالما أن اللاعبين سيعطون كل ما عندهم ومن دون حسابات، لأنهم يريدون التألق في منافسة لطالما شاهدوها عبر الشاشات الصغيرة، قبل أن يلعبوها وهم لن يخسروا شيئا في كل الحالات، بالإضافة الى عدم تحديد أغلب اللاعبين وجهتهم الموسم القادم وهو أمر من شأنه أن يجعل عشاق “الخضر” يتفاءلون بمردود اللاعبين والفريق ككل في وقت يسود فيه تشاؤم كبير وسط البعض بحجة عدم الرضا عن مردود الفريق قبل أيام من كأس العالم.