“الخضر بحاجة إلى دم جديد ومدرب له شخصية قوية يُقدم طريقة تدريب عصرية” حليم، مساء الخير معك صحفي من يومية “الهدّاف”. آه... تعرفت عليك، كيف الأحوال في الجزائر؟ بخير، لكن هناك مشكل عويص يخص العارضة الفنية ل”الخضر“؟ كيف ذلك، هل حسم روراوة قضية المدرب الجديد للمنتخب الوطني أم ليس بعد؟ لا شيء من هذا القبيل حدث، بل أن كل المعطيات تشير إلى أن سعدان سيبقى مدربا ل”الخضر“، فما هو رأيك؟ من هذه الناحية الأكيد أن على سعدان أن ينسحب ويترك مكانه لمدرب آخر لأني مثل كامل الشعب الجزائري لا يمكن لي أن أنكر كل ما قدمه سعدان إلى المنتخب الوطني، لكن الوقت حان الآن لينسحب من العارضة الفنية، وهنا يجب على “الفاف“ أن تجلب مدربا كبيرا لأن الجزائر بلغت مستوى وجب من خلاله أن تصبح الآن أفضل منتخب على المستوى الإفريقي خاصة مع توفر الإمكانات خاصة منها المادية على مستوى “الفاف“ ولهذا أرى أن المدرب الذي بإمكانه قيادة “الخضر“ الآن هو موجود ويجب فقط الاتصال به من أجل عرض عليه هذه المهمة. ومن تقصد بكلامك؟ أقصد رابح ماجر لأني شخصيا لا أرى مدربا أفضل منه لتعويض سعدان على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني، خاصة أنه مدرب شاب لديه شخصية قوية وعدة معارف دولية إلى جانب أنه محبوب من قبل الجميع ودون شك منتخبنا الوطني الشاب يلزمه مدرب مثل ماجر الذي - حسب رأيي - يبقى الوحيد القادر على فهم عقلية اللاعبين الذين يضمهم المنتخب حاليا. لست بصدد قول هذا الكلام لأن ماجر صديق حميم لك بما أنك لعبت معه في المنتخب الوطني وراسينغ باريس؟ لا، أبدا. فماجر شخصية معروفة ولا يمكن لأحد أن يقول العكس وأنا اطلعت على سبر للآراء قامت به جريدتكم وشاهدت أن غالبية الجمهور الجزائري يرغب في رؤيته على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني، خاصة أنه سبق وأن أدى مشوارا جيدا في المرتين السابقتين اللتين أشرف خلالهما على المنتخب الوطني، وهناك أمر سيجعل حتما مهمته ليست عسيرة وهو أن منتخبنا الوطني يضم مجموعة لا بأس بها وهي بحاجة إلى تدعيم من حيث اللاعبين فقط من خلال جلب 3 أو 4 عناصر يمكنها إعطاء الإضافة للتشكيلة على أن تكون هذه العناصر من المغتربين. من كلامك نفهم أنك ضد بقاء سعدان في العارضة الفنية ل”الخضر“؟ هذا أمر أكيد، ولو أني أود توضيح أمر هام ألا وهو أني أكن ل سعدان احتراما شديدا حيث أنه أدى مشوارا جيدا في كل مرة قاد فيها “الخضر“، لكن اليوم حان الوقت لجلب مدرب آخر مكانه لأن المنتخب الوطني بحاجة إلى دم جديد ومدرب يقدم طريقة تدريب جديدة وعصرية لأن الأمور تغيّرت في كرة القدم ولم تصبح مثلما كان عليه الحال في السابق. بصراحة، هل أنت مع الذين يقولون إن مشوار “الخضر“ كان جيدا في كأس العالم؟ يجب أن لا نكذب على أنفسنا ونقول إن مشوارنا في “المونديال” كان جيدا، فيجب أن لا ننسى أننا غادرنا المنافسة دون فوز وبنقطة واحدة مع عدم تسجيل أي هدف، وهو ما يجعل الحصيلة سلبية ولو أنه يجب الاعتراف كذلك أن منتخبنا الوطني لم يظهر بمستوى منتخب ضعيف بل كان أداؤه مقبولا رغم كل شيء حتى إن كان أداء خط هجومه ضعيف جدا. قلت من قبل إن ماجر هو أحسن خليفة ل سعدان، لكن دون شك أنت على علم أن علاقته ليست على أحسن ما يرام مع روراوة؟ للأسف الشديد أن هذه هي الحقيقة، حيث أن الثنائي لا يتفاهم جيدا بعد الذي حدث بينه في السابق وهو أمر يجعلني متشائما قليلا برؤية ماجر يعود إلى تدريب “الخضر“ في الوقت الراهن ما دام روراوة رئيسا للاتحادية الجزائرية لكرة القدم. على كل حال أتمنى أن تكون العلاقة في المستقبل جيدة بين الرجلين ويكون ماجر مدربا للمنتخب الوطني لأن ذلك سيعود بالفائدة حتما على الكرة الجزائرية. هناك كلام آخر طرحه اللاعبون القدامى في المدة الأخيرة عن تهميشهم وعدم منحهم مناصب في الطاقم الفني ل”الخضر“ وحتى على مستوى الاتحادية، فما هو تعليقك؟ ما يحدث لنا تقريبا شبيه بما يحدث في فرنسا، حيث أن جيل 98 الذي توج بكأس العالم مهمش، وأنا متأكد أننا اللاعبون القدامى قادرون على تقديم عدة إيجابيات للكرة الجزائرية خاصة أنه بإمكاننا اكتشاف لاعبين جيدين في أوروبا ما دام أن المواهب الجزائرية موجودة بكثرة هناك، لكن للأسف الشديد لم يتم وضع الثقة فينا أبدا وهناك حتى من تنكر لما قدمناه للمنتخب الجزائري. هل من توضيح أكثر عن ما تقوله؟ شخصيا قدمت مشروعا إلى روراوة مند سنتين من أجل جمع اللاعبين الشبان المغتربين والذين يوجدون في مراكز التكوين بفرنسا، حيث كنت أود الحديث مع أوليائهم وتحسيسهم بضرورة اللعب للجزائر لكن مشروعي قوبل بالرفض من قبل روراوة الذي قال لي إن ما يهم هم اللاعبون المحترفون وهنا أنا أتساءل لماذا ننتظر حتى يكبر اللاعب لنقوم بهذا الأمر، فالجزائر قادرة أن تستفيد من خدماته في المنتخبات الصغرى قبل أن يبلغ سن اللعب في منتخب الآمال أو الأكابر. وأنت بحكم تواجدك الدائم في فرنسا، هل ترى أن هناك لاعبين شبان قادرون على الانضمام إلى صفوف المنتخب الوطني الذي يريد انتهاج سياسة التشبيب مستقبلا؟ بطبيعة الحال، فأنا أقطن ب”ليون“ وأرى أن لاعبا مثل طافر الذي يلعب في أولمبيك ليون بإمكانه تقديم إضافة كبيرة ل”الخضر“ وشخصيا لو يطلب مني الحديث معه ومع عائلته فأنا قادر على إقناعه للعب للمنتخب الجزائري، وهذا المثال ينطبق على عدة لاعبين آخرين ينشطون في فرنسا والذين بإمكان الجزائر الإستفادة منهم كثيرا. ماذا يمكنك أن تضيف في الأخير؟ ليس خطأنا نحن إذا كان هناك أشخاص لا يريدوننا أن نأتي إلى الجزائر من أجل مساعدة كرتنا على التحسن أكثر حتى تتربع على الكرة الإفريقية وتصبح مشاركة “الخضر” في كأس العالم أمر يتكرر كل 4 سنوات، لكن أتمنى أن ينظر لنا في المستقبل لأن لدينا أفكار وبإمكانها أن تفيد في تطوير كرتنا أكثر.