لا زال التعادل الثمين الذي عاد به وداد بن طلحة من المحمدية أمام السريع المحلي نهاية الأسبوع الماضي يصنع الحدث وسط الأنصار، بالنظر إلى أهميته من الناحية المعنوية في بقية مشوار زملاء القائد دغماني العازمين على المضي قدما نحو تعويض ما فاتهم في المباريات السابقة. وما زاد من حلاوة التعادل هو طبيعة المنافس والسيناريو المثير الذي شهدته مجريات المباراة التي أكدت أن أشبال ياحي في الطريق الصحيح للتخلّص من مركب النقص الذي خلّفته النكاسات السابقة واستعادوا الرغبة في التألق مجددا في البطولة. نجم سليماني يسطع في المحمدية ولعل أبرز العناصر التي تألقت في مباراة الجولة السابقة هو الحارس هارون سليماني الذي قطع الشك باليقين بخصوص الإمكانات التي يمتلكها في منصبه والتي جعلته ورقة رابحة في يد الطاقم الفني، بدليل مساهمته الفعّالة في نقطة التعادل الثمينة التي جنّبت الوداد الوقوع في أزمة عميقة كان من الصعب الخروج منها. سليماني: “أديت واجبي وما زال الخير القدّام” وفي تعليقه عن مساهمته الفعالة في النتيجة الإيجابية المحققة أمام المحمدية، أوضح لنا سليماني أنه لم يقم إلا بواجبه وهو دائما رهن إشارة الطاقم الفني، مشيدا بزملائه الذين لم يدخروا أي جهد لأجل تدارك ما ضاع في المباريات السابقة، مضيفا أن تعادل المحمدية سيحفزهم أكثر إلى قيادة الفريق نحو تحقيق نتائج أفضل طالما أنه سمح لهم بتحقيق الوثبة النفسية على أن تكون الإنطلاقة الفعلية بداية من مواجهة الكأس الصعبة المرتقبة نهاية الأسبوع المقبل أمام وداد تلمسان. ميباني القوة الصامتة كما عرفت مباراة “باريڤو” بروز المدافع جمال ميباني، الذي يؤدي مباريات في القمّة بفضل خفته والهدوء الذي يميزه وهي الصفات التي يتطلبها منصب مدافع محوري، حيث لعب بكل رزانة وثقة في النفس، رغم أنه كلّف بحراسة هداف المحمدية شلالي الذي لم يجد ضالته إطلاقا أمام الرقابة اللصيقة التي فرضها عليه ميباني، وهو الدور الذي وفق في تأديته ودفع بمدرب المحمدية إلى تعويض مهاجمه بلاعب آخر. شراڤة في تألق مستمر بعد أن كان من المقرر أن لا يشارك أمام المحمدية في التشكيلة الأساسية، إلا أن عدم جاهزية غلاب في آخر لحظة أخلطت حسابات المدرب ياحي ودفعت به إلى الاستنجاد ب”شراڤة” منذ البداية وسط تخوّف شديد من لا يكون في يومه بسبب إفتقاره إلى الخبرة المطلوبة على هذا المستوى، إلا أن شراڤة تحدى عامل الخبرة وسرعان ما بدد تلك المخاوف بفضل أدائه الجيد في وسط الميدان وبصفة خاصة طريقة احتفاظه بالكرة، الأمر الذي ساهم كثيرا في امتصاص الضغط الرهيب الذي فرضه المنافس في معظم فترات اللقاء. بوزار سيكون حاضرا أمام تلمسان ومن دون شك يكون أنصار الوداد قد تساءلوا عن سبب غياب خالد بوزار عن مواجهة سريع المحمدية، وهو ما لم يعهدوه باعتبار أن إبن حجوط من بين أكثر اللاعبين مشاركة في بطولة هذا الموسم ب 1440 دقيقة، فضلا عن قيمته الثابتة في حسابات المدرب حسين ياحي. وفي هذا الصدد من المنتظر أن تشهد مباراة أمسية الجمعة المقبل أمام تلمسان عودة بوزار إلى التشكيلة الأساسية بعدما تعافى بنسبة كبيرة من الإصابة التي حرمته من المشاركة أمام “باريڤو” وقبلها أمام “لازمو” في الجولة السابقة. الإستئناف أمس بملعب براقي قرّر الطاقم الفني، وعلى غير العادة منح لاعبيه راحة يومين كاملين، حتى يتسنى لهم استعادة أنفاسهم قبل الشروع بداية من أمس الإثنين بملعب براقي في التحضير للموعد الهام المرتقب نهاية هذا الأسبوع أمام وداد تلمسان، أين سيعكف المدرب ياحي على معالجة النقائص التي وقف عليها في المباراة الأخيرة أمام “الصام”، خاصة على مستوى الخط الأمامي الذي يواصل صيامه عن التهديف للجولة الخامسة على التوالي.