بصفة نهائية ستعرف مباراة “الخضر” الودية أمام الغابون هذه السهرة غياب صخرة دفاع المنتخب الوطني رفيق حليش.. لا بسبب الإصابة ولا أي شيء من هذا القبيل، بل لأنّ اللاعب غير جاهز لا بدنيا ولا نفسيا لخوض هذه المباراة التي تزامنت وظرف حساس للغاية بمرّ به قبل أن يبث في مستقبله الكروي. ففضلا على أنّ عاملين أساسيين ساهما في غيابه عن هذه المباراة، وهما النقص البدني الذي يعاني منه جراء استئناف التدريبات مؤخرا فقط، بالإضافة إلى انشغاله بإتمام صفقة تحوّله إلى نادي “فولهام” الإنجليزي، ثمّة هناك عامل ثالث طرأ مؤخرا، وبالضبط بالأمس فقط عندما اقترب حليش من المدرب الوطني رابح سعدان ورئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة، كي يطالبهما بالإعفاء من المشاركة في المباراة الودية أمام الغابون، حتى يتفادى أيّ مفاجأة غير سارة تتمثل في إصابة قد تحرمه من تحقيق حلمه باللعب في نادٍ كبير من طينة “فولهام“ وبطولة أكبر من طينة البطولة الإنجليزية. سعدان وروراوة تفهّما الأمر وقرّرا إعفاءه وحسب الأخبار التي بحوزة “الهداف”، فإن الرجلين تفهما الأمر وغلّبا مصلحة اللاعب ووضعاها فوق أي اعتبار، لاسيما أن مباراة الغابون مجرّد مباراة ودية لن تؤهّل الجزائر إلى “الكان” المقبلة أو “المونديال” المقبل قبل أوانهما، فضلا على أن المنتخب لطالما وجد حليش في أوقات الشدّة خلال المباريات التي سال فيه دمه ودم مختلف لاعبينا، ووافقا على غيابه عن لقاء اليوم بكل سهولة، وتمنّيا له حظا موفقا في تجربته التي اقترب موعد حسمها، وهو الموعد الذي سيكون كأقصى تقدير مع مطلع الأسبوع المقبل. من حقّه أن يخاف من إصابة تُرهن مستقبله الكروي وقد يبدو للبعض طلب حليش بالإعفاء من المشاركة مع المنتخب الوطني في هذه المباراة أمرا ليس في محله، بما أن تمثيل الألوان الوطنية واجب لا بد من تلبيته، غير أن هؤلاء عليهم أن يراعوا مصلحة اللاعب الذي تبدو فرصة العمر مواتية أمام كي يتخلص من جحيم البطولة البرتغالية المغمورة، وكي يدخل الاحتراف من أبوابه الواسعة عبر إحدى أقوى البطولات الأوروبية، ألا وهي البطولة الإنجليزية، ثمّ أن اللاعب من حقه أن يتخوّف من أي إصابة قد يتعرّض لها في لقاء الغابون، ومن حقه أن يفكر في مستقبله الذي قد يُرهن في حال تعرّضه إلى إصابة ما لو أنه يشارك في لقاء اليوم، وحينها ستضيع منه فرصة اللعب في “فولهام“، وتضيع على الجزائر صفقة تحوّل أحد أبرز لاعبيها إلى إحدى أقوى البطولات العالمية. اللاعب مُرتاح ومسيّرو “فولهام“ مُرتاحون أيضا وقد حاولنا أمس أن نتصل ب حليش للحديث معه في هذا الموضوع، غير أننا لم نتمكن من ذلك بسبب انشغاله بالتربص مع المنتخب، لكننا عرفنا من مقرّبيه أنّ اللاعب مرتاح للغاية لأنه تحصل على تأشيرة دخول التراب الإنجليزي من جهة، وتحصل على موافقة سعدان وروراوة للغياب عن لقاء الغابون، والشيء نفسه بالنسبة للشركة المكلفة بإدارة شؤونه ومسؤولي نادي “فولهام” الإنجليزي الذين بلغهم من حليش أن رغبتهم تم تلبيتها، وأنه لن يشارك أمام الغابون حتى يتفادى أي مفاجأة غير سارة في هذه المباراة، وهو ما أثار ارتياحهم جميعا وهم الذين ظلوا في اتصال دائم به في الفترة الأخيرة، كي يترجى مدربه حتى لا يلعب وحتى لا تضيع الصفقة على أي طرف، لأن تحويل حليش إلى “فولهام“ لا يعد صفقة ناجحة بالنسبة له وفقط، بل أن الصفقة مربحة حتى على الشركة التي تدير أعماله وعلى نادي “فولهام” الذي سيكسب “قلب الأسد“ حليش لسنوات عدّة أدناها 4 سنوات حسب مصادرنا الخاصة. سيتنقل إلى “فولهام“ بين لحظة وأخرى ودون أن تعطي مصادرنا الخاصة موعد سفره إلى إنجلترا من أجل إتمام الصفقة وترسيمها على أرض الواقع، أكدت لنا أن حليش سيحلّ بناديه الجديد في أي لحظة، وسيشرع في التدريبات مباشرة بعد وصوله على أن يمضي بصفة رسمية في الساعات القليلة التي تليها، وسيكون في استقباله لدى وكيل أعماله الذي كان وراء هذا العرض، ومسؤولي نادي “فولهام” الذين ينتظرون وصوله بفارغ الصبر. “الهدّاف“ ستوافيكم بكلّ صغيرة عن آخر لمسات الصفقة ومثلما نوّرت “الهداف” قراءها ومحبي ابن باش جراح بخبر اقترابه من اللعب في صفوف منشط نهائي الدور الأوروبي الموسم الفارط، تعدهم أيضا أنها ستوافيهم بكل صغيرة وكبيرة تتعلق بآخر اللمسات التي ستعرفها الصفقة، إلى غاية إمضائه في نادي “فولهام” بصفة رسمية الأسبوع المقبل.