لم تصنع عودة عامري شاذلي إلى صفوف المنتخب الوطني الحدث، بقدر ما اهتمّ العامة بدعوة الوجه الجديد محمد شاقوري الظهير الأيمن لنادي “شارل لوروا” البلجيكي.. إذ كما هو معلوم فإن هذا اللاعب كان مرشحا للانضمام إلى صفوف “الخضر” قبيل “المونديال غير أن عدم معاينته من طرف الطاقم الفني بسبب الإصابة التي تعرّض لها آنذاك حرمته من ذلك، وأجّلت انضمامه إلى غاية اللقاء المقبل أمام المنتخب التانزاني رغم أنّ الناخب الوطني لم تتح له فرصة معاينته بعد. إصابة قادير عجّلت باستدعاء شاقوري ويبدو أنّ الإصابة التي تعرّض لها وسط الميدان فؤاد قادير في لقاء فريقه “فالونسيان” أمام نادي “مارسيليا” يوم السبت الفارط صبّت في صالح شاقوري الذي تم استدعاؤه دون أن تتمّ معاينته، حيث علمنا أن سعدان وذراعه الأيمن فوق الميدان وفي “الكاميرا المخفية “ أيضا جلول زهير اكتفيا بالوقوف على إمكانات اللاعب من خلال بعض أشرطة “الفيديو” فقط، وأعجبا بإمكاناته الدفاعية فعجّلا بتوجيه الدعوة إليه. أول ظهير أيمن منذ إبعاد رحو ويعدّ شاقوري أوّل ظهير أيمن حقيقي ينضم إلى المنتخب الوطني منذ إبعاد ظهير الوفاق سليمان رحو، إذ أن رحلة البحث عن مدافع أيمن حقيقي طالت كثيرا دون أن يقتنع سعدان بمردود ولا مدافع من المدافعين الذين كانوا مرشّحين لتدعيم الجهة اليمنى من الدفاع، قبل أن يهتدي أخيرًا إلى الاستنجاد بشاقوري الذي لم يسبق للطاقم الفني أن شاهده يلعب أمامه. الخيار بينه وبين غزال المتألق على الجهة اليمنى استدعاء شاقوري وغياب قادير الأكيد، لا يعني بالضرورة أنّ الظهير الأيمن للنادي البلجيكي سيكون أساسيًا في لقاء تانزانيا، لأن الخيار يومها سيكون بينه وبين رأس الحربة عبد القادر غزال الذي بعد أن انقطعت به السبل نحو مرمى الخصوم، جرّب من طرف مدربه في لقاء الغابون الودي على الرواق الأيمن، فأبلى البلاء الحسن في الحقيقة ودافع بطريقة جيدة، بل وهاجم أيضًا بطريقة ملفتة للانتباه، ما جعل سعدان يفكر في الإبقاء عليه في هذا المنصب مستقبلا، لذلك فكما من المحتمل أن يكون شاقوري هو من يتولى الرواق الأيمن في اللقاء المقبل، كما من الممكن أن تسند المهمة لغزال أيضًا. احتمال التحوّل إلى خطة 4/4/2 وارد وهناك احتمال آخر أن يلجأ سعدان إلى خطة (4/4/2) التي تعتمد على ظهير أيمن صريح، وهي الخطة التي تجعله يستنجد بشاقوري منذ البداية، على أن يبقي على غزال في مركزه الأصلي كرأس حربة صريح يسعى دوما لفك العقدة التي تلازمه منذ سنة تقريبًا، ولعل ما يجعل سعدان يهتدي إلى فكرة التحول إلى خطة (4/4/2) هو غياب يحيى عنتر عن محور الدفاع بسبب العقوبة، حيث يعتزم أن يكتفي باللعب بلاعبين محوريين فقط، وهما بوڤرة وحليش، لاسيما بعدما باءت خياراته بالفشل في لقاء الغابون الودي لمّا أقحم مصباح الذي يلعب لأول مرة في حياته في المحور، وعندما زج بمجاني أساسيًا في المحور في أول ظهور له تحت ألوان المنتخب. نتمنى فقط ألا يوضع شاقوري ضمن قائمة المنسيين ونأمل فقط أن يكون انتداب شاقوري من أجل توظيفه فوق الميدان، لا من أجل إبقائه مع العناصر الجديدة التي تم انتدابها دون أن تحصل على فرصها بشكل منتظم في المباريات الرسمية، بسبب اعتماد سعدان في كل مرة على نفس العناصر الأساسية، أو اعتماده على 14 أو 15 لاعبًا فقط من ضمن 22 و23 ممن توجّه لهم الدعوة في المباريات.