رغم مرور 3 أيام عن لقاء اتحاد العاصمة الذي تألقت فيه العناصر السعيدية بشكل لافت، إلا أننا فضلنا اليوم أن نتحدث عن أهم المعطيات التي ميزت تلك المواجهة، خاصة ما فعله المدرب روابح الذي فاجأ الجميع بعشقه للعب الهجومي، وأدهش أنصار المولودية بالنزعة الهجومية التي اتبعها سواء داخل الديار أو خارجها. وهو ما مكن الأمسياس من إرغام اتحاد العاصمة على اقتسام نقاط المواجهة رغم ما فعله الحكم بوستر الذي منح لغازي هدية لا تقدر بثمن وساعده على معادلة النتيجة بواسطة ركلة جزاء مشكوك في أمرها .وعزز الثقة بين الأنصار واللاعبين قبل بداية الموسم وبعد المباريات الودية الكثيرة التي لعبتها المولودية، توقع الكثيرون أن يفشل الفريق في تحقيق انطلاقة قوية، خاصة بعد الهزيمة غير المتوقعة أمام ترجي مستغانم بثلاثية نظيفة أياما قليلة فقط قبل انطلاقة المنافسة الرسمية، لكن المدرب روابح أكد في كل تصريحاته أنه لديه الثقة الكاملة في عناصره وشدد على ضرورة أن يساند الأنصار فريقهم في بداية الموسم حتى تحقق المولودية بداية ممتازة ترفع معنويات اللاعبين. وهو الأمر الذي حدث فعلا، حيث تابع الجميع ما فعله السعيديون أمام بلوزداد وأمام الاتحاد. وأدرك أنصار الفريق بأن التشكيلة السعيدية لها ما تقوله هذا الموسم. دراسته لطريقة لعب الاتحاد سهل من مهمة اللاعبين قبل أن تتنقل التشكيلة إلى العاصمة لمواجهة الاتحاد درس المدرب روابح من خلال شريط مسجل للقاء الوفاق والاتحاد طريقة لعب المدرب سعدي وأعد العدة لمواجهة ردة الفعل التي كانت متوقعة من طرف رفقاء المهاجم شيخ حميدي، حيث وقف المدرب روابح على الخلل الذي يعاني منه الدفاع العاصمي، خاصة على مستوى المحور والجهة اليمنى. واستطاع بفضل قوة مهاجمي المولودية أن يستغل ذلك الخلل ويبادر للهجوم منذ الوهلة الأولي، وهو الأمر الذي مكن المولودية من تحقيق التقدم في الشوط الأول لمرتين قبل أن يعود الاتحاد في النتيجة وبالطريقة التي يعرفها الجميع. عكوش يبدع والأنصار ينتظرون منه الكثير خطف المهاجم السابق لشبيبة القبائل عكوش في أول مشاركته أساسية له الأضواء في ملعب بولوغين وكان أحسن لاعب فوق أرضية الميدان، إذ استطاع إرهاق دفاع الاتحاد الذي لم يجد ضالته في ظل تحركات مهاجم المولودية. وهو ما جعل أنصار المولودية يتنبؤون له بمستقبل زاهر هذا الموسم بألوان المولودية. جدير بالذكر أن عكوش تعرض لإصابة خطيرة في تربص تونس، وهو ما حرمه من المشاركة في عدة مباريات ودية. ولذلك لا يزال اللاعب بجاحة للمزيد من العمل قصد استرجاع كامل لياقته البدنية. وجود فنير وحديوش يعطي للهجوم قوة إضافية كانت المولودية في المواسم الماضية تعاني من مشكل كبير في الخط الأمامي، وهو ما كان أحد الأسباب التي أدت لسقوطها للقسم الثاني قبل موسمين، لكن في هذا الموسم نجحت إدارة المولودية في استقدام عدد من المهاجمين الممتازين والذين يتوقع لهم مستقبل كبير مع الفريق على غرار فنير الذي تألق في أول جولة أمام شباب بلوزداد والذي تعرض لإصابة منعته من المشاركة في لقاء الاتحاد. وإضافة إلى ذلك، تدعم الخط الأمامي للمولودية بلاعب آخر له إمكانات كبيرة، ويتعلق الأمر بحديوش، شأنه شأن المحارب شرايطية الذي أحسن الاختيار عندما فضل البقاء في المولودية. يبقى الأكيد أن وجود هؤلاء اللاعبين رفقة المهاجم عكوش سيعطي قوة إضافية للهجوم السعيدي، وهو ما سيساعد المدرب روابح في تطبيق ونحاج خططه الهجومية. التربص ينطلق اليوم بعين تموشنت من المنتظر أن تستأنف تشكيلة مولودية سعيدة تحضيراتها صبيحة اليوم، حيث سيشرف المدرب روابح على حصة الاستئناف على أن يشد الجميع الرحال إلى مدينة عين تموشنت، أين ستجري المولودية تربصا تحضيريا مغلقا سيدوم خمسة أيام، حيث سيكون فرصة للمدرب روابح قصد تصحيح بعض الأخطاء التي ارتكبتها المولودية في المواجهتين السابقتين. مبارتان وديتان في البرنامج نجحت إدارة المولودية في برمجة لقاءين وديين سيلعبان خلال التربص المصغر الذي ستجريه في عين تموشنت، حيث ستواجه المولودية في اللقاء الأول شباب تموشنت، أما اللقاء الثاني فتحاول الإدارة السعيدية الوصول إلى اتفاق نهائي مع مولودية وهران. وفي حال ما إن فشل الاتفاق فإن إدارة سعيدة ستلجأ إلى برمجة لقاء ودي مع زدورية تموشنت قبل العودة إلى سعيدة لتباشر تحضيراتها العادية للقاء أهلي البرج. روابح: “توقف البطولة جاء في وقته“ بدا مدرب مولودية سعيدة مرتاحا للنتيجة المسجلة أمام اتحاد العاصمة، وأشار في تدخله عبر أمواج إذاعة سعيدة إلى أن لاعبيه كانوا رجالا فوق أرضية الميدان، مشيدا بالإرادة القوية التي واجهوا بها اتحاد العاصمة ومنتقدا في نفس الوقت سوء التحكيم الذي حرم فريقه من العودة بالفوز. كما تحدث روابح عن تربص عين تموشنت فأكد قائلا: “أعتقد أن توقف البطولة جاء في وقته وتربص عين تموشنت سيفيدنا كثيرا حتى نصحح الأخطاء ونراجع بعض السلبيات التي ظهرت في المواجهتين السابقتين“. حديوش بحاجة لأسبوع راحة يحتاج مهاجم المولودية حديوش الذي تعرض لإصابة على مستوى الفخذ في لقاء بلوزداد الأخير للمزيد من الراحة قصد استرجاع كامل لياقتها البدنية، حيث سيكون بحاجة للركون للراحة لمدة أسبوع، وهو الأمر الذي يثير الشكوك حول إمكانية مشاركته في لقاء أهلي البرج القادم. جدير بالذكر أن حديوش قد يبقى في سعيدة لمواصلة العلاج على أن ينضم للمجموعة بعد عودتها من مدينة عين تموشنت مطلع الأسبوع القادم. حديوش: “سأعمل المستحيل حتى أكون جاهزا أمام البرج“ وكان لنا اتصل هاتفي مع المهاجم حديوش الذي بدا سعيدا جدا بالنتيجة التي حققها زملاؤه أمام اتحاد العاصمة فأكد قائلا: “في البداية أنا سعيد جدا للتعادل الذي عاد به زملائي من بولوغين، تابعت اللقاء على الأعصاب، لكنني كنت متأكدا بأننا سنعود بالفوز أو التعادل الذي كان قاسيا بالنسبة لنا بالنظر للتحكيم الذي حرمنا من العودة بالزاد كاملا. بالنسبة لي أحتاج للمزيد من الراحة وسأعود لسعيدة وسأباشر العلاج خلال الأسبوع القادم، حاليا لا يمكنني الانضمام للتشكيلة لكنني سأعمل المستحيل حتى أكون جاهزا أمام أهلي البرج”. لقاء البرج يلعب في 16 أكتوبر القادم حددت الرابطة الوطنية لكرة القدم تاريخ إجراء مباريات الجولة الثالثة والتي ستواجه فيها مولودية سعيدة أهلي البرج بملعب 13أفريل، وقررت أن تلعب هذه المواجهة يوم السبت 16 أكتوبر القادم على الساعة الرابعة زوالا . -------------------- عكوش “التعادل أمام الاتحاد مفيد لكن علينا أولا وضع الأقدام على الأرض“ تعادل بطعم الفوز عدتم به من بولوغين، أليس كذلك؟ في الأسبوع الذي سبق اللقاء وبعد مواجهة بلوزداد حضرنا جيدا من كل الجوانب، خاصة من الناحية التكتيكية، حيث درسنا المنافس بطريقة جيدة، ودخلنا بخطة محكمة، والحمد لله تمكنا من تحقيق التعادل أمام منافس قوي يحسب له الكثيرون ألف حساب. ومع ذلك أنا شخصيا أتأسف على نقاط الفوز التي ضاعت منا بطريقة يعرفها الجميع. لعبتم الهجوم منذ البداية وتمكنتم من تسجيل هدفين في الشوط الأول، هل كنتم تتوقعون ذلك؟ من جهة لعبنا بخطة هجومية محكمة ومن جهة أخرى سيطرنا على وسط الميدان، الأمر الذي جعلنا نسير اللقاء بذكاء كبير بفضل الخطة الممتازة التي لعب بها المدرب روابح، أضف إلى ذلك الأمر الذي سهل من مهمتنا هو دراستنا الجيدة للمنافس، فقبل اللقاء اجتمعنا رفقة الطاقم الفني وشاهدنا لقاء اتحاد العاصمة ووفاق سطيف، حيث شرح لنا المدرب نقائص الاتحاد ونقاط قوته. وهو ما ساعدنا كثيرا لاجتياز عقبة العاصميين بسلام رغم أنني أؤكد أن نقاط الفوز ضاعت بسبب طريقة التحكيم الذي سهل من مهمة المنافس لتحقيق التعادل. أتقصد ركلتي الجزاء التي منحهما الحكم بوستر للاتحاد في الشوط الثاني؟ بالضبط، فكلا الركلتين مشكوك في أمرهما، خاصة الأولى التي فوجئنا بها نحن كلاعبين عندما أعلنها الحكم متأخرا. عندما سقط مهاجم الاتحاد داخل المنطقة كان الحكم الرئيسي قريبا بأربعة أو خمسة أمتار عن اللقطة، وهو من أمر بمواصلة اللعب، لكن الحكم المساعد الذي كان بعيدا كل البعد عن اللقطة رفع الراية وأعلن ركلة الجزاء، ولك أن تحكم كيف للحكم الذي كان قريبا من اللقطة لا يشاهد ركلة الجزاء، وكيف شاهدها الحكم المساعد الذي كان بعيدا كل البعد عنها. لكن ورغم حصول الاتحاد على ركلتي جزاء إلا أنكم تمكنتم من العودة بنقطة إلى سعيدة. بالضبط، وهذا هو الأمر الذي أنسانا نوعا ما مرارة التفريط في النقاط الثلاث التي كانت في متناولنا، على العموم نقطة واحدة فيها خير وبركة وستساعدنا من دون شك على مواصلة المشوار المتبقي بمعنويات مرتفعة. لكن قبل ذلك علينا أولا أن نضع أرجلنا في الأرض وأن نتذكر بأن معطيات البطولة ستتغير من فترة لأخرى، لذلك علينا نسيان الماضي والتفكير فيما هو قادم لأنه أصعب بكثير مما فات. كنت أحسن لاعب في اللقاء بشهادة كل من كان حاضرا في الملعب، ما تعليقك؟ هو أولا وقبل كل شيء توفيق من عند الله، عندما جئت لسعيدة سطرت هدفا أساسيا هو الدفاع عن ألوان هذا الفريق بكل ما أوتيت من قوة، وهذا الشعور هو شعور جميع اللاعبين دون استثناء. جئت إلى المولودية من أجل العمل وإعادة بعث مشواري من جديد، فكما لا يخفى عنك عانيت كثيرا في تربص تونس بسبب معاناتي من الإصابة، وهو ما حرمني من لعب الكثير من المباريات الودية، كنت خائفا من أن يفوتني القطار وأضيع بقية المشوار، لكنني تحدثت مع المدرب روابح الذي تفهم وضيعتي وإصابتي، والحمد لله منحني الفرصة في الوقت المناسب وأنا أشكره كثيرا على ذلك. وسأسعى جاهدا لأكون عند حسن ظنه وظن جميع السعيديين وما زال الخير القدام. ستدخلون مباشرة في تربص تخضيري بمدينة عين تموشنت، ما رأيك في ذلك؟ أعتقد بأن توقيت التربص مناسب جدا بالنسبة لنا بالنظر لتأجيل مباريات الجولة القادمة، وسنستفيد من وقت كنا بجاحة ماسة إليه لإعادة تنظيم أنفسنا وتصحيح النقائص التي كنا نعاني منها حتى ندخل البطولة من جديد بقوة كبيرة ونواصل سلسلة النتائج الجيدة التي حققناها في بداية البطولة. على ذكر بداية البطولة، هل كنتم تتوقعون قبل انطلاقها أن تحققوا هذه النتائج الجيدة؟ قبل بداية البطولة كانت لدينا ثقة كاملة في إمكاناتنا وكنا ندرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا، فكل السعيديين كانوا ينتظرون منا الأحسن، وهو الأمر الذي ظهر جليا في لقاء شباب بلوزداد، لعبنا بإرادة قوية وحققنا الفوز في نهاية المطاف. تلك النتيجة عززت الثقة في أنفسنا وجعلتنا نتنقل إلى بولوغين بنفس الإرادة، والحمد لله وفقنا في ذلك ودعمنا رصيدنا بنقطة ثمينة وأصبحنا الآن نحتل المركز الثاني لوحدنا، وهو في حد ذاته تحفيز لنا ويعطي الثقة لأنصارنا. لنعد للقاء الاتحاد، ألم يراودكم الشك بعد تسجيل العاصميين هدف التعادل. لا أبدا، كانت لدينا الثقة الكاملة في أننا سنفوز أو نحقق التعادل كأقل شيء، بدليل أننا ضيعنا ثلاثة أو أربعة أهداف محققة بسبب الحظ الذي لعب دورا كبيرا في تحديد النتيجة. فإذا أعدت مشاهدة اللقاء ستلاحظ أن الفرص التي ضيعناها كانت أكثر بكثير من الفرص القليلة التي أتيحت للاتحاد. لكن الحظ لم يكن معك أنت الذي ضيعت الكثير من الفرص؟ نعم الحظ لم يحالفني في الكثير من المناسبات، أضف إلى ذلك أنني كنت أعاني قليلا من الناحية البدنية، خاصة في الشوط الثاني، لكن إذا لم يحالفني الحظ اليوم سيقف إلى جانبي بإذن الله في المباريات القادمة. في الشوط الثاني بدا التعب واضحا، أليس كذلك؟ نعم تعبت كثيرا بالنظر للظروف التي سردتها لك سابقا، الإصابة من جهة وتضييع العديد من المباريات الودية من جهة أخرى، ومع ذلك أعتقد بأن الإرادة القوية التي لعبت بها كبقية زملائي جعلتني أكمل حتى الدقائق العشر الأخيرة. المدرب روابح أكد بأنه سيعمل على زرع ثقافة الفوز خارج الديار، هل وصلتكم الرسالة؟ فعلا وصلتنا رسالة المدرب، وفعلا قالها لنا قبل بداية اللقاء، ذكّرنا بالمواجهة الأولى التي لعبت بين شبيبة بجاية وجمعية الشلف وأكد لنا بأن الشلف اختارت الدفاع للعودة بنتيجة إيجابية فتلقت أربعة أهداف كاملة، أعتقد بأن من قال أحسن وسليلة للدفاع هي الهجوم لم يخطئ، لأن الفريق الذي يهاجم قد يحقق نتائج ممتازة وحتى لو انهزم في أي مواجهة فتأكد بأن الأمر لن يكون مؤثرا لأن الفريق أدي ما عليه. ما رأيك في المواجهة القادمة أمام أهلي البرج؟ هي أحسن فرصة لتأكيد انطلاقتنا القوية، سنحضر جيدا لهذه المواجهة مثلما حضرنا للقاءي بلوزداد والاتحاد حتى نتمكن من إبقاء نقاط الفوز في سعيدة، خاصة أننا سنكون مدعمين من طرف الأنصار. أتريد إضافة شيء آخر لأنصار المولودية؟ أريد أن أستغل هذه الفرصة لأشكر كل من تنقل معنا إلي العاصمة وساندنا حتى الدقيقة الأخيرة، وأريد أيضا أن أقول لكل الأنصار بأنني لن أخيبهم هذا الموسم وسأعمل المستحيل حتى أكون عند حسن ظنهم. وأضرب لهم موعدا في لقاء البرج حتى يساعدونا لأننا بحاجة ماسة إليهم.