تؤكد الإعلامية ضاوية خليفة، في حديثها للحوار، بأن السر الوحيد وراء تألق الأسماء الجزائرية عبر المنابر الإعلامية الأجنبية، هو إيجادهم للفرصة التي لا توفرها الجزائر. وفي المقابل تؤكد ضاوية خليفة -الصوت الإذاعي المتميز عبر أثير قناة البهجة على ضرورة عدم التسليم بالصعوبات والمشاكل التي يعاني منها الصحفي الجزائري، فمن يريد -حسبها – اللحاق بأحلامه عليه تخطي كل الصعاب. * تعملين في قسم الأخبار في قناة البهجة منذ سنوات، حدثينا عن تجربتك الإعلامية الميكرفونية؟
– إذاعة البهجة كانت حلم من أيام الدراسة، وبعدما التحقت بفريقها وبدأت الأحلام تكبر والطموح كذلك، والبداية كانت من القسم الثقافي الذي عملت به حتى سنة 2007، بعدها انتقلت إلى قسم الأخبار الذي يعتمد بالأساس على العمل الجواري وتغطيات تشمل كل القطاعات، تجربة مثمرة فعلا فبنزولك إلى الشارع ورصدك لمواقف المواطنين من مشكل ما قد يساهم في حله كونك وسيط بين المواطن والمسؤول، وبمرور السنوات أصبحت أميل وأفضل العمل الميداني على العمل في الأستديو، لأن الميدان يجعلك تتعلم أكثر. وحقيقة أنا أظن أني لا أصلح لمجال آخر غير الصحافة أمارسها عن حب وقناعة، وأطمح لمنابر إعلامية جديدة مستقبلا، بعدما فتحت لي إذاعة البهجة أبواب واسعة.
* كيف تجدين العمل الإذاعي وأنت التي خضعت لعدد من الدورات التكوينية في مؤسسات إعلامية اجنبية محترفة ؟
– أمضت الإذاعة الجزائرية عدة اتفاقيات مع هيئة بي بي سي، دوتشي فيله، إذاعة فرنسا، وبالفعل استفدت من دورات تدريبية بالجزائر، ولم أحظ لحد الآن بتربص في الخارج، وبفضل سعيي الدائم لتطوير نفسي وأدائي أقدمت على بعض الدورات وتم اختياري منذ سنة للمشاركة في دورة تدريبية بقطر حول "الأمن الالكتروني" والمنظمة من قبل مركز الدوحة لحرية الإعلام وهو موضوع هام وحديث، ومؤخرا استفدت من دورة أقامتها بي بي سي ميديا أكشن حول تقنيات الحوار، فهذه الدورات تخدمنا كثيرا ومع الوقت تظهر نتائجها على عمل وأداء الصحفي، لأن الإعلام كل يوم يأتي بالجديد، وعلينا مواكبة المستجدات..
* في رأيك كيف يمكن للصحفي تحسين أداءه رغم كل المشاكل والحواجز، وهل عليه الاكتفاء بتجربة واحدة على غرار تجربتك في قناة البهجة ؟
– من يريد اللحاق بأحلامه عليه تخطي كل هذه الأمور وعدم الاستسلام لها، شخصيا تعاملت ومنذ سنة 2007 مع العديد من المهرجانات والمؤسسات الإعلامية داخل أوخارج الجزائر، ومن خلال تجربتي المتواضعة وجدت أن تعدد التجارب شيء مهم، بدل الاكتفاء بتجربة واحدة، كأن ينتقل الإعلامي من الصحافة المكتوبة إلى التلفزيون أوالعمل في خلايا اتصال مؤسساتية أو مناسباتية كالمهرجانات والصالونات، فهذا التراكم سيزيد من نضجه المعرفي والمهني، والفرق بين الإعلام المحلي والأجنبي، أن الثاني يعطي أهمية أكبر للصحفي ويلقى منه كل الدعم والرعاية التي يفتقدها في الجزائر.
* ما رأيك في الانفتاح الإعلامي الذي تشهده الجزائر في السنوات الأخيرة والذي توجه إلى القنوات التلفزيونية دون القنوات الإذاعية، ما هو السبب في رأيك؟
– أكبر مكسب حققه الانفتاح الإعلامي هو توظيف هذا الكم الهائل من الإعلاميين، التقنيين والفنيين الذين وجدوا فرص عمل ونافذة لأحلامهم، منهم من كان يحلم بتقديم أخبار وآخر يعشق التحقيقات والكثير وجد فرصته في القنوات الخاصة، ولو اقتصر الأمر على الإعلام الحكومي لما ظهرت كل هذه الطاقات التي استطاعت في ظرف قصير أن تفرض نفسها، أما بالنسبة للمحتوى، فمع الكمية ستأتي حتما النوعية والمشاهد سيختار من يخدمه وينقل همومه ممن يستغبيه، وعدم الاهتمام بتأسيس قنوات إذاعية راجع لرغبة الكثير في الربح السريع ولو على حساب جهد العمال، وحبذا لو تقدم أحد بمشروع إذاعي ببرامج جيدة تخدم المستمع وتحترم ذوقه.
*يقال أن الصحافة هي مهنة المتاعب، هل تعتبرينها كذلك ؟
– في الصحافة تعب ومتاعب، بسبب المسؤولية الملقاة على عاتق الصحفي والضمير الذي يجب أن يستحضره خلال عمله، لأنه ينقل هموم شعب وكلمة مسؤول فهي مسؤولية وأمانة، والصحفي يعمل على حل مشاكل غيره وينسى نفسه، ولعل الضرر النفسي الذي يقع عليه جراء الضغط والعمل والظلم واللاحماية يجعلها مهنة مصاعب ومتاعب، والذي دخل هذا الباب وحده عليه أن يقاوم وينجح ويصل حيث يريد.
* وفي رأيك ما هو سر تألق الأسماء الجزائرية في الخارج ؟
– السر الوحيد هو أنه وجد بالخارج الفرصة التي كان يبحث عنها وافتقدها في بلده، ضروري جدا أن يأخذ المرء فرصته كاملة، دعوا الشباب يقدم ما لديه قبل أن تُكتشف مواهبه في مواطن أخرى، حبذا فقط لو كان البعض منهم أكثر تماسكا، الكثير يقول أن الجزائري لا يساعد أبناء بلده إلا في حالات نادرة..