الدكتور ليلى حداد أستاذة التعليم العالي الجواب: أجمع أكثر أهل العلم على عدم جواز مس الحائض للمصحف، لكن لا حرج في قراءتها من محفوظها للاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ومن وساوسه، خاصة وأن فترة الحيض طويلة. أما إن كانت المرأة معلمة أومتعلمة، فلا حرج في قراءتها لوجود الضرورة، ولا بأس أن نذكر بحكم مسّ المصحف بغير وضوء أصغر، وهو عدم الجواز. امرأة مريضة بسلس البول، تسأل عن كيفية الوضوء من أجل الصلاة؟ الجواب: إن الشريعة الإسلامية مبنية على اليسر والسهولة، قال تعالى " وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ"سورة الحج :78، وقال" يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ"سورة البقرة :185، وقال أيضا:" فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ"، سورة التغابن: 16، وقال النبي صلى الله عليه وسلم "إن الدين يسر"(1)، وقال أيضا "إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم"(2). فإذا كانت المرأة مريضة، فإن الله عز وجل خفف عنها العبادة حتى تتمكن من القيام بها دون مشقّة ولا حرج، فالمريض المصاب بسلس البول عليه أن يتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها ويغسل ما يصيب بدنه وثوبه، أو يجعل للصلاة ثوبا طاهرا إن تيسر له ذلك، أو يضع خرقة تمنع وصول البول إلى ثوبه وينزعها قبل الشروع في الصلاة. وإن أراد قراءة القرآن مثلا، فعليه أن يتوضأ أو يتيمم إن كان لا يستطيع الوضوء، عملا بقوله تعالى " إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ*فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ*لّا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ"، سورة الواقعة:77 بعض النساء يحضرن أطفالهن معهن إلى صلاة الجمعة والتراويح ولكن لا يقمن بمراقبتهم فيعبثون داخل المسجد ويشوشون على المصلين والمصليات، فما الحكم في ذلك، وماذا يقال للنساء اللواتي يدخلن المسجد في صلاة التراويح؟ الجواب : ينبغي على المسلمين أن يحرصوا على صلاة التراويح مع الإمام حتى يكتب لهم قيام رمضان، عن أبي هريرة (رضي الله عنه)، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال "من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر". وحرمة المسجد عظيمة كونه بيت الله، فيه يعبد المؤمنون ربهم ويذكرونه وينسون بداخله هموم الدنيا وحطامها الزائل، فلا يتحدثون فيه عن بيع أو شراء، ولا يسمع لهم فيه مراء أو جدال، قال الله تعالى" فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ*رِجَالٌ لّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ*لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ "سورة النور:36-37-38. ومن المؤسف أن يتهاون المسلمون في شأن المسجد فتراهم ربما رفعوا فيه أصواتهم بالضحك واللغو والجدال غير المؤسس على العلم الصحيح. وإحضار الأطفال إلى المسجد وتركهم يعبثون فيه ويلهون ويقولون كلاما يزعج المصلين يعتبر من قبيل ما ذكرنا، وعلى كل أمّ أحضرت طفلها معها إلى المسجد أن تضعه بجنبها حتى تراقبه وتذكره بحرمة بيت الله فيتربى وينشأ على ذلك، أما أن تحضر الأم أو الأب الأطفال ليتركوا في مؤخرة المسجد ويتخذها فسحة للعب والمبارزة بقبيح الكلام فهذا ممنوع شرعا، وإن اضطر جماعة من المصلين لطردهم فليفعلوا ذلك حتى يكون ردعا وزجرا لهم ومحرك الضمائر وقلوب أوليائهم، وهذا ما ذهب إليه ابن تيمية-رحمه الله-