أكد عبد الرحمن عرعار، رئيس شبكة ندى للدفاع عن حقوق الطفل في تصريح ل"الحوار" أن قدوم العطل المدرسية بالنسبة للأسر التي يعمل فيها كلى الوالدين، إشكالية مطروحة تتكرر كل مرة، خصوصا في ظل غياب فضاءات تستوعب هذا الكم من الأطفال أثناء العطل. وأضاف عرعار أن العطل المدرسية باتت هاجسا للعائلة التي لا تتمكن من تنظيم أي برنامج مع أطفالها خارج إطار نهاية الأسبوع، فأغلب الأطفال الذين ينتمون إلى أسر يعمل فيها كلى الوالدين يمضون عطلتهم إما محبوسين بين جدران البيت، أو أن يتركوا في أمانة عائلة أخرى، كما يلجأ البعض للجمعيات المهتمة بهذا الأمر ليستفيدوا من خدماتها من خلال الاعتناء بأطفالهم خلال ساعات العمل، إلا أنها قليلة جدا، ويبقى حوالي 80 بالمائة من الأطفال لا يوجد فضاءات تستوعبهم. وأضاف المتحدث في ذات السياق أنه من الممكن أن يتعرض الأطفال إلى مضايقات ومشاكل حقيقية أثناء العطل تصل حد الاعتداء الجنسي، وذلك من جراء ترك الوالدين العاملين طفلهم لدى عائلة أخرى، حيث يتعرض بعض الأطفال إلى الإساءة من طرف أطفال آخرين ينتمون إلى العائلة المستضيفة، مشيرا إلى أن النزاعات بين الأطفال من الممكن أن تسبب مشاكل حقيقية للطفل الضحية، وأضاف رئيس شبكة ندى للدفاع عن حقوق الطفل أن الحلول الواجب اتخاذها للتخلص من هذه الإشكالية المطروحة باستمرار يتمثل في السياسات العمومية التي لا بد أن تسعى إلى توفير المرافق التي تستوعب الأطفال أثناء العطل، وإعطاء فضاءات بديلة كجمعيات تهتم بالاعتناء بالأطفال وتنشط برامج لصالحهم، حتى تملأ أوقات فراغهم خلال العطل، مشيرا إلى ضرورة دعم هذه الجمعيات وتزويدهم بالإمكانيات اللازمة لاستيعاب الأطفال.
* الأمهات العاملات متخوفات تتخوف غالبية الأمهات العاملات من استقبال العطل المدرسية بالقدر الذي يترقب فيه الأطفال هذه الإجازات للترويح عن أنفسهم والتخلص من روتين النهوض الباكر والتوجه إلى المدرسة، لا سيما بعد اجتياز ضغط الاختبارات الفصلية ونتائجها. تتوالى العطل المدرسية من الشتاء إلى الربيع والصيف وقد تفوق مدتها الأربعة أشهر، فيما لا يستفيد العمال في باقي القطاعات سوى من شهر واحد في السنة، ما يجعل الأولياء العاملين وخصوصا الأمهات في حرج حقيقي، فمن سيتكفل بمهمة الاعتناء بالأطفال في هذه الفترات الطويلة. تؤكد سليمة، وهي سيدة عاملة وأم لطفلين أنها تصادف في كل مرة يستفيد أبناءها من العطلة المدرسية نفس المشاكل والإحراج، وخصوصا بعد وفاة والدتها التي كانت تهتم بشأنهم في هذه الأثناء، مؤكدة أن هذا الأمر جعلها تفكر فعلا في الاستغناء عن وظيفتها، فمهما كان الأقارب متفهمين واستقبلوا الأبناء خلال العطل، إلا أن الأمر يبقى زائدا عن حده، خصوصا بالنسبة للعطلة الصيفية الطويلة جدا. أما أسماء، فقد أكدت أنها لا زالت تلجأ إلى جارتها التي كانت مربية ابنها إلى يومنا، على الرغم من أنه في الثالثة من التعليم الابتدائي، مؤكدة أنها تطمئن عليه معها، فهي تحبه وتعتني به جيدا من صغر سنه وصارت أقرب إليه من الأقارب ذاتهم. آمنة/ ب