اعترفت المؤسسة العسكرية بخطورة الظروف التي تشهدها المنطقة لاسيما فيما تعلق بتدهور الوضع الأمني الراهن بدول الجوار، مؤكدة مواصلة الجيش الوطني الشعبي مجهوداته في حماية السيادة الوطنية والدفاع عن الحدود ومكافحة الإرهاب حتى القضاء النهائي على هذه الآفة الدخيلة على الجزائر وشعبها، وذلك في إطار الالتزام بالمهام الدستورية المنوطة به. وبناء على هذه المعطيات، أكد الجيش في افتتاحية العدد الأخير من مجلته على استلزام الوضع الأمني الراهن بدول الجوار، "تكوين جيش عصري محترف يتمتع بكفاءة عالية وعزيمة صلبة لمواجهة التحديات وكسب الرهانات وتحقيق الآمال والتطلعات والدفاع عن السيادة الوطنية ووحدة الأمة وأمنها واستقرارها"، وتجسيدا لوعيه "بأهمية العلم والمعرفة في بناء وتكوين الجيوش القوية"، تسير المؤسسة العسكرية على "إرساء منظومة تكوين وتعليم لتلقين المعارف والعلوم العسكرية في أرقى درجاتها على مستوى مختلف المدارس العسكرية مع الحرص على مرافقتها وإسنادها بمنظومة قيم مستمدة من تاريخنا الوطني الأصيل ومبادئ ثورتنا التحريرية المجيدة". وأرجع الجيش الوطني الشعبي ما حققه في السنوات الأخيرة على مستوى الجاهزية القتالية والعملياتية، بالأساس وبالدرجة الأولى، إلى "حسن التعليم والتكوين والتدريب والتحضير القتالي وفق المناهج والطرق العصرية والحديثة وفي ظل الإدراك الواعي والمسؤول لمتطلبات الأداء الناجح للمهام، فضلا عن التحلي بالحيطة المستمرة واليقظة الدائمة والتفطن المتبصر لإبعاد مختلف التحديات"، ويظهر ذلك من خلال النتائج الميدانية "الباهرة" في مجال مكافحة الإرهابيين والمجرمين واسترجاع كميات من الأسلحة الحربية والذخيرة وتجهيزات مختلفة، فضلا عن توقيف المهربين وحجز مواد مختلفة في إطار محاربة التهريب وشبكات الجريمة المنظمة ذات العلاقة الوطيدة بالجماعات الإرهابية. وفي نفس السياق أشارت الافتتاحية إلى كلمة الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي خلال زيارته الأخيرة للناحية العسكرية الثانية، التي قال فيها: "تلكم هي ثمار الجهود المضنية وحصاد العمل المثابر الذي تحرص القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي في ظل قيادة ودعم فخامة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، على استثمار نتائجه الإيجابية والسير بها قدما، إلى ما يحقق للجزائر قوتها العسكرية المنشودة التي تصون بها استقلالها الوطني وتحفظ بها أمنها واستقرارها، وهذا أحسن مثال على وفاء أبناء الجزائر المخلصين لمبادئ الثورة التحريرية المظفرة بكل ما تحمله من ثبات القيم التي استشهد من أجلها الملايين من الشهداء الأبرار وجاهد في سبيلها مثلهم المجاهدون الأخيار". ليلى.ع