انتقد حزب "جيل جديد" بشدة، أحزاب المعارضة التي قررت نهائيا المشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة، خاصة تلك التي وقعت على وثيقة مزفران الأولى والثانية، في إشارة للأحزاب المنضوية تحت لواء تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي وهيئة التشاور والمتابعة التي تعد هذه التشكيلة طرفا فيها منذ سنوات. ويرى جيل جديد الذي قرر منذ فترة مقاطعة التشريعيات بداعي عدم توفير أجواء النزاهة والشفاية الكافية لتنظيم انتخابات حرة، ان السلطة غير راغبة في التأثيث لموعد تشريعي شفاف، خاصة بعد رفض جل المطالب التي رفعتها المعارضة في هذا المجال على شاكلة عدم تلبية مطلبها في التأسيس للهيئة مستقلة تشرف وتنظم العملية الانتخابية من بدايتها إلى نهايتها، والاكتفاء بالهيئة المستقلة العليا لمراقبة الانتخابات التي يشدد "جيل جديد" أنها لن تكون قادرة على تغطية جميع مكاتب الاقتراع وتوفير النزاهة المطلوبة في ظل أن تعداد طاقمها البشري قليل جدا مقارنة بآلاف مكاتب التصويت التي ستنصب في كل ربوع الوطن يوم الاقتراع. واعتبر القيادي البارز في هذه التشكيلة، إسماعيل سعداني، في تصريح خص به "الحوار"، أمس، حول موقف تشكيلته من الأحزاب المنتمية لمعسكر المعارضة التي شكلت فضاء هيئة التشاور والمتابعة وتنسيقية الانتقال الديمقراطي التي قررت تباعا المشاركة في الانتخابات، وهي التي كانت ترفع في خطاباتها منذ مدة لواء "الخوف من التزوير والتشكيك في رغبة السلطة التأثيث لانتخابات حرة ونزيهة"، أن تشكيلته جد مصدومة من هكذا قرارات، وهي التي وقعت على أرضية مزفران الأولى والثانية: "رأينا واضح جدا، نحن غير متفقين وغير راضين عما قام به هؤلاء، لكن هذا موقفهم، نحن لا نفهم أبدا موقفهم، ثلاث سنوات من المعارضة وفي النهاية الراية البيضاء لإرضاء السلطة وإعطاءها روحا جديدة ومصداقية أمام الرأي الخارجي التي هي في أمس الحاجة إليها"، مردفا: "نحن لا نزال على وثيقة مزفران ملتزمين، ولا نسمح لأنفسنا في مشاركة مهزلة انتخابية مزورة بقوة القانون، الكل يقول إن التزوير جار، والتزوير لا ينقطع، لكنه يدخل في صف المهولات". وفتح القيادي في ذات التشكيلة، إسماعيل سعداني، النار في وجه هذه التسكيلات، متهما اياها بالمعارضة من اجل قضاء حاجياتها وفقط، ضاربة مصلحة المواطن عرض الحائط: "هي هكذا الأحزاب في الجزائر تعارض حين تقصى وتلبي الرغبة حين تشارك في الكعكة، وهو ما جعل المواطن لا يثيق في السياسة وفي الأحزاب السياسية وفي المعارضة". أما الإيديولوجيات يقول محدثنا: "هي غطاء وفقط أما المبادئ فذلك شأن آخر". في السياق، أبدى سعداني، أسفه الشديد من انقلاب هذه الأحزاب على مواقفها التي تبنتها طوال ثلاث سنوات الأخيرة: "للأسف الشديد، نحن مصدومون من أحزاب مشينا معهم ثلاث سنوات، وفي أول محطة للنظام نزلوا من قطارنا وركبوا الموجة. نحن لا يهمنا العمل معهم ويهمنا الوقوف إلى جانب المواطن غير المعني باستحقاق ملوث". وكان "جيل جديد" قد كان من بين الأحزاب السباقة التي قاطعت التشريعيات المقبلة، حيث أعلن ذلك صراحة حتى قبل وصول هيئة التشاور والمتابعة لأحزاب المعارضة إلى موقف حول هذا الموعد المصيري، مرجعا قراره إلى ما تعيشه الساحة السياسية من إسقاطات. نورالدين علواش