في الوقت الذي أعلن فيه وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، أن 11 إماما قد أدرجوا رسميا في قوائم الأحزاب المشاركة في تشريعيات الرابع ماي المقبل، عاد الى المشهد السياسي التخوف من مغبة توظيف ملف استغلال المنابر سياسيا بطريقة او بأخرى، رغم أن الوزير أكد على أن الإمام المترشح ممنوع من مزاولة عمله وإلقاء الخطب ابتداء من التاسع أفريل الجاري إلى غاية انقضاء الفترة الزمنية المخصصة للتشريعيات. وفي هذا الصدد، قال رئيس نقابة الأئمة الجزائريين، جلول حجيمي، في تصريح خص به "الحوار"، إن "الإمام له الحق مثل بقية المواطنين في الترشح إذا رأى أنه سيفيد وينفع المجتمع، إذ لا يوجد مانع من ترشحه، لكن لما يترشح، وكما هو معهود، عليه ان يترك المنبر وعمله كإمام إلى ما بعد الانتخابات" أما فيما يخص استغلال المنابر، فقد اكد حجيمي على ضرورة التفريق بين حزبية المنبر وتسييس المنبر، حيث إذا كان يتبع السياسة العامة وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واللحمة الوطنية والتضامن والتعاون المعبر عن خطاب المسجد والرسالة التي يؤديها، أما أنه يكون يمثل تيار سياسي أو حزب فهذا أمر مناف. أما في حال وصول الإمام الى البرلمان، فقد اعتبر حجيمي مزاولة الإمام البرلماني لعمله كإمام متطوع شريطة أخذ تصريح من قبل السلطات الوصية أمرا عاديا. من جهة أخرى، اعتبر إمام مسجد القدس بحيدرة، جلول قسول، أن "ترشح الأئمة المتطوعين منهم أمر عادي في ظل عدم خضوعهم للقوانين المنظمة للإمامة"، اما فيما يخص الأئمة المرسمين والرسميين، فيرى قسول انه لا يوجد مانع من ترشحهم، شريطة عدم استغلال المسجد من طرف الإمام للدعوة لحملته الانتخابية، مشيرا الى أنه في العرف الجزائري الإمام لا يمتلك توجها سياسيا، لأن "دعوته هي دعوة عامة وتصلي خلفه جميع الاحزاب"، داعيا الأئمة الى الترفع عن العمل الحزبي لكونهم يمثلون "حزب الله"، وأن رجل الدين الذي يترشح ينقص من قيمته وهيبته كإمام في المجتمع، مشيرا الى أن ترشح الأئمة يعد سابقة في تاريخ الجزائر وتحدث لأول مرة. وفي نفس السياق، قال إمام المسجد الكبير الشيخ علي عية، إنه من الناحية القانونية، بما أن الإمام جزائري يخول له القانون والدستور الترشح ولا مانع في ذلك، لكن يا حبذا ان لا يقزم الإمام نفسه والرسالة التي يؤديها، معتبرا ان الإمام يجب أن يكون للشعب جميعا، وليس لفئة معينة عن طريق التخندق في حزب ما، وهذا خطأ كبير لأن الإمام اذا أعلن ترشحه في حزب من الاحزاب وخسر الانتخابات فعندها يصبح عند الأمة والشعب الجزائري تابعا لحزب ما، وبالتالي لا يستطيع أن يبلغ رسالة الله ويؤدي وظيفة إمامته، لأن عدد الاحزاب في الجزائر يفوق الستين، ومعنى ترشحه في أحد الأحزاب أن نظرة باقي الأحزاب ومناضليهم وحتى نظرة السلطة ستتغير نحو هذا الشخص على انه يعمل لصالح جهة ما. هذا ودعا الشيخ عية الى ضرورة تكوين هيئة من العلماء والحكماء والشرفاء في لجنة داخل البرلمان تعين من قبل الجهاز التنفيذي ليراقبوا تشريعات البرلمان وأقواله والأحكام التي يصدرها ويشرعها. فاروق. خ