أتطلع إلى مشهد عربي خال من الصراعات والحروب.. وأتمنى مستقبل أفضل لتونس * مولعة جدا بسياقة السيارات بمختلف أنواعها وأحجامها..ومهتمة بكتابات الأديبة المصرية نوال السعداوي نجلاء بوخريص، إعلامية تونسية شابة يجري حب مهنة الإعلام في عروقها مجرى الدم. تنقلت بين عدة منابر إعلامية، ولفتت الأنظار بتمكنها اللغوي وثقافتها الواسعة وتغطياتها الفريدة لمختلف الأحداث، ليستقر بها الحال في فضائية "الغد" الإخبارية كمراسلة لها من تونس.. نجلاء تَعتبِر التحاقها بشبكة مراسلي فضائية "الغد" نقطة تحوّل في مشوارها الإعلامي لما تتميز به القناة من احترافية كبيرة وشعبية واسعة ومحتوى مميز للمشاهد العربي. * لكل نجاح بداية .. فماذا عن بدايتكم في مجال الصحافة والإعلام؟ البداية كانت منذ الطفولة حيث كنت أحلم بأن اشتغل في مجال الصحافة، كنت كثيرا ما أشاهد مراسلي الحرب ينقلون الأخبار، وبقدوم الأحداث أغرمت بهذه المهنة التي تعد مهنة مختلفة عن سائر المهن الأخرى. درست بعد ذلك في كلية الإعلام بتونس وتخصصت في الصحافة المكتوبة التي فتحت لي المجال فيما بعد للعمل في عدة مؤسسات إعلامية، بالموازاة مع ذلك تابعت دراستي وحصلت على ماجستير بحث في علوم الإعلام والاتصال. * هل لك أن تحدثينا بإيجاز عن مسيرتك في مجال الإعلام، وما هي أهم المحطات في حياتك العملية؟ عقب دراستي في كلية الإعلام خضت تجربة الكتابة الصحفية مبكرا، واستهليت رحلتي بالإشراف على إعداد مجلة "الرابعة" التي تنشر مقالات صحفية متنوعة للطلبة، ثم عملت لفترة مع جريدة "الشروق" التونسية، لأنتقل بعدها لصحيفة "الحقيقة" أين توليت منصب رئيس تحرير الصفحة الوطنية، وعملت كذلك في صحيفة "ثلاثون دقيقة" قبل الانتقال إلى تجربة الإعلام الدولي عبر بوابة قناة "الغد" الإخبارية. * على ذكر قناة "الغد"، كيف تم تعيين "نجلاء" كمراسلة للقناة وكيف تقييمن تجربة عمل القناة منذ بروزها في المشهد؟ أريد أن أنوه هنا إلى أن قناة "الغد" الإخبارية التي انطلق عملها في البداية من لندن عام ،2013 ثم انتقلت بعد ذلك للقاهرة، لتكون أول فضائية إخبارية دولية تنطلق من مصر، في أول تجربة عربية، لم تكن هذه القنوات تبحث عن الأسماء اللامعة في عالم الاعلام فقط بل منحت الفرصة أيضا لإعلاميين شباب سواء مراسلين أو مذيعين، وراهنَت على الكفاءات خاصة على مستوى المراسلين الذين يمثلون واجهة القناة في بلدانهم وصوتها ورؤيتها الإخبارية. وقناة "الغد" التي رفعت منذ البداية شعار الصورة بمختلف الأبعاد حرصت على تقديم مادة إخبارية متوازنة، وتراعي فيها البعد الإنساني للملفات والقضايا المطروحة اليوم في العالم العربي. * كيف تصفين تجربة تقديمك لبرنامج "ضيف اليوم"؟ وماذا عن أهم الشخصيات التي استضفتها وحاورتها؟ "ضيف اليوم" كان تجربة رائعة ليس بالنسبة لي فقط بل لجميع المراسلين، وحاليا القناة تقدم أيضا تجربة مشابهة من خلال برنامج "لقاء خاص" الذي يعطي الفرصة للمراسلين لمحاورة أهم وأبرز الشخصيات السياسية المؤثرة في العالم. كانت لي فرصة لقاء ومحاورة المبعوث الأممي "مارتن كوبلر" وقيادات سياسية تونسية وشخصيات بارزة مثل صلاح الدين الجمالي مبعوث الجامعة العربية إلى ليبيا. * حدثينا عن أفلامك الوثائقية التي لاقت نجاحا كبيرا وحظيت بمشاهدة عالية، وما حلمك في هذا الاتجاه تحديدا؟ اعتَبرُ أن الصحفي الناجح هو من يفرض نفسه في جميع الأجناس الصحفية، والأفلام الوثائقية هي جزء مهم من العملية الإعلامية. وفي هذا الصدد صورتُ من خلال برنامج "زووم" على قناة "الغد" عديد الأفلام الوثائقية، من بينها فيلم "ابني إرهابي" الذي نقل تجربة التونسيين المقاتلين في بؤر التوتر، وفيلم "خارج التغطية" الذي رصد حياة سكان حدود الجزائر، وأفلام أخرى كثيرة رواحت فيها بين الأحداث الآنية والظواهر الاجتماعية، وبالمناسبة أطمح لإنتاج فيلما خاصا بي يسلط الضوء على آلاف التونسيين الذين هاجروا بطرق غير شرعية إلى جزيرة "لامبادوزا" الإيطالية ولم يعثر عليهم إلى حد الآن، ليبقى هذا الملف مقفلا وغامضا. * من خلال موقعك، كيف ترين واقع الإعلام التونسي؟ وهل استرد برأيك عافيته؟ وما هو السبيل إلى تطويره؟ لا يمكن لأحد أن ينكر أن واقع الإعلام التونسي تغير وتطور كثيرا بعد الثورة التونسية، حيث أتيحت الفرصة للشباب وخريجي كليات الإعلام للظهور في المشهد الاعلامي الذي كان في السابق مرتبطا بأجندات وولاءات سياسية معينة، مع ذلك لازال الإعلام في تونس بحاجة لمزيد من التطور والمراهنة على الكفاءات خاصة في المناصب والمواقع، سواء تعلق الأمر بالتلفزيون، الإذاعة أو الصحف. * هل يمكن لمنصات ووسائل التواصل الاجتماعي أن تسحب البساط من الإعلام المحترف في تونس خاصة أن جميعنا يعلم أن الإعلام البديل ساهم بشكل كبير في إنجاح ثورة 2011؟ شخصيا لا ألقب وسائل التواصل الاجتماعي بالإعلام البديل. الإعلام والصحافة مهنة قائمة بذاتها، لذا أفضل تلقيبها بإعلام المواطن لأنها تساهم في نقل الخبر والأحداث، لكن يبقى للإعلام المحترف دوره في التغطية والتحليل والنقاش وتقديم المعلومة الصحيحة. * أي عملٍ من الأعمال التي قدّمتها كان تركت أثراً طيباً لدى الجمهور؟ هو فيلم "الجار إرهابي"، حيث كان لي السبق في إنجاز لقاء مع الراعي التونسي خليفة السلطاني قبل مقتله على يد تنظيم داعش، وصورت هذا الفيلم بإحساس كبير بالمسؤولية تجاه العائلات الريفية على جبال "مغيلة" التي عانت وتعاني من ويلات الإرهابيين وتهديداتهم. * ماذا أضاف لك ولوجك عالم الإعلام؟ وماذا غير بشخصيتك؟ الإعلام جعلني قادرة على مواجهة الصعاب في مختلف المسائل. صرت أكثر قدرة على التعامل مع المواقف التي أُوضع فيها. الإعلام يجعل الشخصية صلبة وقوية، لكن في نفس الوقت يجعلك أكثر مسؤولية تجاه الجمهور الذي يبحث من خلالك عن نقل معاناته وهمومه وتطلعاته. * كيف تصفين علاقتك بمواقع التواصل الاجتماعي؟ أتابع كثيرا مواقع التواصل الاجتماعي التي تضيف لعملي الكثير، فهي واجهة وإن كانت حديثة لكنها الأكثر انفتاحا على الجمهور، ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي أتابع المواقف وردود الأفعال كما يتسنى لي نشر تقاريري وتغطياتي للأحداث للجمهور المتابع لهذه المواقع. * إعلاميون تونسيون وعرب تحرصين على متابعتهم؟ معجبة كثيرا بأداء الإعلامية ومقدمة الأخبار التونسية بقناة العربية "ريم قمرة"، وكذلك المذيع المعروف أحمد صبح، والذي يمتاز بكاريزما وحضور قوي، ويعجبني جدا أسلوبه وطريقته في التقديم التلفزيوني. * شخصية تريدين مقابلتها ولماذا؟ الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي. أعتبره شخصية استثنائية لأنه قاد مرحلة سياسية واقتصادية وأمنية تعد من أخطر المراحل التي عاشتها مصر والشرق الأوسط. تدخله كان قويا وشجاعا، وأنقذ مصر وكذلك عديد الدول من مخططات دموية كانت تحاك ضد الديمقراطية باسم الإسلام السياسي. * بعيدا عن مجال الإعلام، ما هي اهتماماتك وهواياتك؟ قد يستغرب البعض لكني مغرمة جدا بسياقة السيارات بمختلف أنواعها وأحجامها، كما أهتم جدا بالمطالعة وتحديدا بكتابات الأديبة المصرية نوال السعداوي. * إلى ماذا تتطلعين وما طموحاتك؟ اتطلع إلى مشهد عربي خال من الصراعات والحروب، وإلى مشهد تونسي مستقر، وأطمح لتطوير تجربتي الإعلامية من خلال العمل أكثر على التغطيات الحية والمباشرة للأحداث، والتي اعتبرها المقياس الأهم لنجاح أي إعلامي. * كلمة أخيرة تودين أن تختمي بها هذا الحوار شكرا لصحيفتكم على هذا اللقاء، وأتمنى لكم وللإعلام العربي عموما مزيدا النجاح، والتوفيق لكل من يعمل من أجل نقل الصورة الحقيقة للأحداث بمختلف الأبعاد. حاورها: سمير تملولت