يبدو أن توسع رقعة الاحتجاجات التي شلت عديد الجامعات على مستوى الوطن لم تثر قلق المسؤول الأول عن القطاع طاهر حجار الذي يواصل التحفظ عن التعليق او اتخاذ الإجراءات اللازمة لتجميدها، في المقابل تصعد النقابات في الاحتجاجات الى غاية الاستجابة لمطالبها، وهذا ما جعل عددا منها تنضوي في تكتل واحد، فصل أمس في كيفية التصعيد التي انتهت بالدخول في اضراب وطني مفتوح في الأسبوع الثاني من الشهر المقبل. وفي السياق، قرر اجتماع ثلاثية الجامعة الدخول في اضراب وطني مفتوح بداية من 14 جانفي المقبل، مع دعوة جميع الأساتذة والطلبة والعمال والموظفين في القطاع بمقاطعة دورة الامتحان الأولى إلى غاية الاستجابة للمطالب المرفوعة، وكذا فتح الوزارة الوصية لأبواب الحوار وعدم التضييق على العمل النقابي. وخلال الاجتماع الذي عقده أمس، أعضاء تكتل ثلاثية الأسرة الجامعية المتكونة من (المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي "الكناس" والنقابة الجزائرية لموظفي الإدارة العمومية "السافاب"، والاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية "لو أن جيا"، والاتحاد العام الطلابي الحر "لوجال"، بالإضافة إلى حضور مختلف التنسيقيات الوطنية على غرار طلبة احتياطي الدكتوراه وحملة الماجستير والدكتوراه الى جانب طلبة الحقوق وطلبة التربية البدنية والرياضية والمدارس العليا للأساتذة، التمس التكتل الجامعي من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة التدخل السريع لتسوية حالة الاحتقان التي تشهدها معظم الجامعات على مستوى التراب الوطني منذ بداية الدخول الجامعي، معبرا عن استيائه الشديد من غياب وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وغلقها لأبواب الحوار مع الشركاء الاجتماعيين وعدم التكفل الحقيقي بمشاكل ومطالب الأسرة الجامعية من طلبة وأساتذة وعمال رغم موجة الاحتجاجات التي توسعت رقعتها عبر مختلف جامعات الوطن، وفي بيان لأعضاء ثلاثية الجامعية حازت "الحوار" على نسخة منه، تأسف الأعضاء المشكلين لهذا الأخير من التضييق على العمل النقابي مدينة الممارسات التعسفية من قبل الإدارة التي حاولت عرقلة وإجهاض اجتماع المجلس الوطني. وفي اتصال هاتفي مع الأمين العام للاتحاد العام للطلابي الحر صلاح الدين دواجي، أوضح أبرز مطالب الطلبة ذاكرا في مقدمتها إلغاء الملحق الوصفي الخاص بشهادة الدكتوراه وإعادة النظر في قوانين اجتياز هذه الأخيرة، مشيرا الى وجود نقص في عدد المترشحين لمسابقة الدكتوراه، مشددا على ضرورة إلغاء نظام "البروقرس" الذي قام بتوجيه عديد الطلبة في تخصصات غير مرغوب فيها، بالإضافة الى نقص التأطير الذي تم تسجيله في الكثير من الجامعات، وظاهرة الاكتظاظ التي تعاني منها اغلبها على مستوى التراب الوطني. كما أثار دواجي انشغال خريجي المدارس العليا للأساتذة، والتي قال انه لا بد من الاستجابة لمطالبهم التي تكفلها الاتفاقية المبرمة بين قطاعي التعليم العالي والتربية الوطنية المتعلق بتوظيفهم فور تخرجهم، وفي الإطار تحدث عن فتح مناصب الشغل في المؤسسات التربوية في الطور الابتدائي بالنسبة لخريجي التربية البدنية، أما فيما يتعلق بالظروف الاجتماعية لهذه الفئة، طالب "لوجال" برفع المنحة الجامعية لطلبة الدكتوراه الى 3 ملايين سنتيم، مع ضرورة اصلاح عميق لوضع الخدمات الجامعية. هجيرة بن سالم