تعرف بعض بلديات الوطن، هذه الأيام الأخيرة من شهر شعبان، أي أسبوع قبل حلول الشهر الفضيل، أزمة عطش حادة، ارتبطت بعدة أسباب، في مقدمتها تقاعس المسؤولين المحليين والمديرين التنفيذيين. يبدو أن رمضان سكان بعض ولايات الوطن سيكون الأسوء بسبب غياب الماء عن حنفياتهم، مطالبين الجهات المسؤولة بضرورة الوقوف وقفة جدية عند هذا الانشغال قبل أن يخرجوا عن صمتهم. العلمة بلا ماء تعرف مدينة العلمة، بولاية سطيف، أزمة ماء خانقة، بدأت تشتد تدريجيا خلال السنتين الأخيرتين، حيث يتزود أغلب السكان بهذه المدينة مرة واحدة كل ثلاثة أيام. وتشير المعطيات التي هي بحوزة "الحوار"، إلى أن بلدية العلمة لا تتوفر سوى على 14 ألف لتر مكعب من المياه الصالحة للشرب، منها 8 آلاف لتر تأتي من سد "عين زادة" بولاية البرج، والذي يعرف تراجعا محسوسا من حيث منسوب المياه، رغم الأمطار التي شهدتها المنطقة خلال الشهرين الأخيرين، وهذه النسبة من المياه التي تصل مدينة العلمة غير كافية لمدينة تعداد سكانها يفوق ال200 ألف نسمة. من جهتها، تسارع مصالح البلدية الزمن لرفع كميات المياه الموزعة بالمدينة من 14 ألف لتر مكعب لتصل إلى 20 ألف لتر مكعب للتخفيف من حدة هذه الأزمة قبل حلول فصل الصيف.
سكان "جواب" عطشى منذ سنتين ناشد سكان حي 52 مسكنا و 20 مسكنا ببلدية جواب، أقصى شرق المدية، السلطات المحلية التدخل قصد إيصال الماء إلى سكان الحيين. ويقول السكان في تصريح ل"الحوار"،أان الماء لم يزر حنفياتهم مدة عامين، ورغم نداءات الاستغاثة والرسائل المتكررة، إلا أن الأمر لم يتغير، ولا تزال رحلة البحث عن قطرة الماء مستمرة. وحسب السكان، فإن جواب تزخر بثروة مائية مهمة، غير أن سوء الاستغلال حرم الكثير من الأحياء التزود بالماء، ومصالح البلدية لم تحرك ساكنا لإصلاح الوضع، في الوقت الذي يضطرون فيه إلى اقتناء صهاريج الماء ب1000دج للصهريج، فيما يتوجب على البسطاء قطع الكيلومترات للحصول على الماء.
عين وسارة والبيرين أزمة مياه في الأفق يعاني حي "علي عمار " بعين وسارة، كثيرا من جفاف الحنفيات، منذ شهور عديدة، مطالبين والي ولاية الجلفة، بالتدخل العاجل بعدما عجزت مصالح البلدية عن تسوية المشكل رغم عديد الشكاوى التي وجهت لها. وتقول الشكوى التي رفعها السكان للوالي، وحصلت"الحوار"، على نسخة منها بأن "القناة التي تموّنهم لا يتعدى قطرها 60 ملم، ما صعب عملية وصول الماء للحنفيات". أما سكان حي "محمد بن سليم" بالبيرين، فيخشون أن يكون صيف هذا العام ساخنا، سواء من حيث الحرارة أو من حيث كمية الماء الشروب. ويعود سبب شح الحنفيات -حسب قاطنة الحي- إلى تدهور حال شبكة التوزيع والتذبذب في عملية التوزيع، إضافة إلى ضعف المحولات الموجودة على مستوى الحي العريق، الذي يعد من بين أكبر وأقدم أحياء بلدية البيرين. وما يثير الغرابة -حسب السكان- أن بلدية البيرين من بين أغنى البلديات التي تتوفر على المياه الجوفية، فيما يبقى سكانها في رحلة البحث عن صهاريج الماء الشروب، التي غالبا ما تكون بأثمان باهظة في المناسبات الخاصة كالأعياد، كما أعرب العديد منهم عن سخطهم من التوزيع غير العادل بين أحياء المدينة.
حي أولاد عتو بعين الدفلى ينبهون من مغبة تجاهلهم والمعاناة نفسها يعيشها سكان حي أولاد عتو، ببلديات بوراشد، الذين اتهموا المسؤولين بتهميشهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم وهو الماء. وتساءل السكان عن كيفية قضاء رمضان دون ماء، مبرزين معاناة وصعوبات كبيرة سيعيشونها خلال هذا الشهر الكريم، إذا لم تتدخل الجهات الوصية ولم تحل المشكل. هذا، ونبّه السكان من مغبة تجاهل مطلبهم، باعتبار صمتهم لن يطول، ولا محالة الضغط الذي يعيشونه سيولّد الانفجار. ح. لعرابه. لخضر أم الريش. رابح سعيدي. وسيلة. ش