تعتبر الانتخابات في الجزائر فرصة للشباب العاطل عن العمل وحتى العمال من أجل الالتحاق بمراكز الاقتراع والمشاركة في تسيير العملية الانتخابية عن طريق التقدم الى مقرات بلدياتهم وطلب الانضمام إلى مكاتب الاقتراع كأعوان تتمثل مهمتهم في توجيه المنتخبين الى مكاتب الاقتراع والسهر على سير العملية الانتخابية. يتكون مكتب الاقتراع من عدة أعوان بالإضافة إلى مراقبي الأحزاب، ويعمل المسيرون على ضمان السير الحسن للانتخابات داخل المكتب المتواجدين به، ويرأس كل مكتب انتخابي شخص توكل إليه مهمة الوقوف أمام الصندوق الذي توضع فيه الأوراق الانتخابية ويتكفل أمين الصندوق بمراقبة العملية منذ بدايتها الى غاية انتهاء العملية الانتخابية وفرز الأصوات الذي يحدد الفائز في كل مكتب من المترشحين. العمل ليوم واحد يغري الشباب يقول السيد ''س.أحمد'' من بلدية حمادي بولاية بومرداس: ''تعودت على المشاركة في الانتخابات التي تجرى في البلاد وكل مرة أتحصل فيها على منصب أمين صندوق أشعر أن الواجب هو الذي يدفعني إلى الوقوف على تسيير الحملة الانتخابية كل مرة، خاصة وأن البلدية تعودت على مشاركتي في كل مرة بحكم خبرتي التي اكتسبتها بمشاركتي في الانتخابات السابقة، وأنا اليوم بصدد توجيه الموظفين وإعلامهم بكافة الشروط الضرورية لإتمام العملية الانتخابية''. أما الآنسة ''سعاد'' فقد أكدت لنا أنها تشارك لأول مرة في تسيير الانتخابات لكنها وجدت فيها فرصة مواتية للعمل ليوم واحد وتحصيل مبلغ من المال الذي يتجاوز حسب تقديرها 2500دج، أما أمين الصندوق فيأخذ 5 آلاف دج وهي مبالغ يراها الشباب جيدة خاصة وأنها لا تتطلب إلا يوما واحد لتحصيلها. ولا يختلف رأي الكثير من الفتيات عن الآنسة ''سعاد''، فقد أكدت العديد منهن مشاركتهن في تسيير العملية الانتخابية، فهي تشكل بالنسبة لهن فرصة للخروج من روتين الأعمال التي يقمن بها طوال السنة، فمنهم من تشتغل في البلدية ومنهن من تزاول عملها في ميدان آخر أو مهن حرة، لكنهن يتوفرن على الشروط المناسبة التي بفضلها يتمكن من المشاركة في العملية، وبخصوص مشاركتهن السابقة تؤكد الآنسة ''جميلة'' موظفة في مكتب البريد بدائرة خميس الخشنة أنها تشارك كأمينة صندوق هذه السنة بعد أن شاركت في الانتخابات السابقة كعون مراقبة، ورغم أن هذه المهمة يتكفل بها في العادة الرجال لأن أمين الصندوق مجبر على حراسته إلى غاية انتهاء العملية الانتخابية وفرز الأصوات التي قد تصل إلى غاية منتصف الليل في كثير من الأحيان، إلا أني وجدت أنها تجربة تستحق المشاركة فيها. أما السيد ''محمد. ب'' 65 سنة متقاعد من سلك التعليم، كان متعودا على العمل في كل المواعيد الانتخابية كرئيس مركز ببلدية الأبيار، لكنه تخلف هذه المرة عن أداء هذا الواجب لأسباب صحية، لكنه يؤكد أن ما كان يقوم به لم يكن في سبيل المال كما يفعل بعض شباب اليوم، وإنما كواجب وطني، وأنه يفتقد جو الانتخابات اليوم ولولا المرض الذي ألم به لما تأخر عن هذا الالتزام بقية حياته، وختم حديثه معنا متمنيا أن يحمل الشباب المشعل وألا يتخلف عن أداء واجبه في التصويت ولا في العمل لإنجاح مثل هذه المواعيد السياسية الهامة.