يستمر الفنان السنغالي يوسو ندور Youssou N'Dour في دمج التراث الموسيقي من كل الحضارات مؤكدا إمكانية أن يظل هناك حوار ثقافات حقيقي، وبرغم الأجواء العدوانية للإسلام التي تسيطر على العالم يقتحم هذا المسلم الصوفي سوق الموسيقى الغربية بمجموعة أمداح إسلامية تربط التراث الروحاني الإفريقي والأنغام العربية الكلاسيكية. والأكثر غرابة من ذلك كله أن أعمال هذا الفنان المتدين والعالمي مازالت مجهولة لنا ولم تتجاوب بعد مع الصحوة الدينية في دار الإسلام رغم أن ألبومه الأخير ''الله مصر'' حقق انتشارا ونجاحا واسعا في كثير من أنحاء العالم. ولد المطرب السنغالي يوسو ندور في أول أكتوبر 1959 بالعاصمة السنغالية داكار، كان أبوه عاملا ينتمي للطائفة المريدية، أما أمه فكانت تنتمي للطائفة التيجانية وتعمل معالجة بالأعشاب، لم يكن يوسو ندور يقتصر في أغانيه على الإنشاد الديني فقط بل كان يغني للحياة اليومية والصداقة والمناسبات، وكان أشهر ما عرف به ابتكاره رقصا جديدا لفت أنظار العالم، وهو رقص ''المروحة'' الذي بدأه في نوادي العاصمة السنغالية، وهو بارع في عمل خليط ما بين الإيقاعات السنغالية التقليدية والموسيقى الغربية، وفي سن الحادية عشرة انضم يوسو ندور للمسرح الدرامي، واكتشفه أحد الأشخاص وعرفه على فرق موسيقية مثل فرقة ''ديامنو'' فبدأ يعمل معهم، وصادف أثناء عمله موت الموسيقي الكبير بابا سامبا ديوب قائد فرقة ''ستار بند داكار''، فأنتجت الفرقة أغنية خاصة تكريما له قام بغنائها يوسو ندور وسجلت نجاحا ساحقا في أول تجربة له، ويرى بعض الناس في عمله هذا كسرا لنقاء الموسيقى التي يقدمها في حين يراه آخرون بداية للتميز الإفريقي بين الموسيقى الغربية.