أوقفت عناصر الحرس المدني الاسباني نهاية الأسبوع الماضي 20 مهاجرا غير شرعي جزائريا ،كانوا على متن قارب متوجه إلى مقاطعة الميريا الواقعة جنوب البلاد ، وذلك في وقت تتعالي فيه أصوات المنظمات الحقوقية المنددة بالمعاملة غير الإنسانية المنتهجة من طرف السلطات الاسبانية في حق المهاجرين. وأفادت وكالة الأنباء الأوروبية أن عملية اعتراض الحراقة الجزائريين قد تمت يوم الخميس الماضي في حدود الساعة الثامنة والنصف ليلا،وذلك فور وصولهم على متن قارب إلى المنطقة المسماة '' بارك كابو دي غاتا'' الواقعة بمقاطعة الميريا ،مشيرة إلى أن العملية قد ساهمت فيها عناصر الإنقاذ البحري ،وأخرى من الصليب الأحمر . وقالت مصادر من الحكومة الفرعية بالميريا أن اكتشاف قارب المهاجرين الجزائريين قد جاء قبل وصولهم إلى الساحل ببضعة أميال فقط ،مضيفة أن جميع الموقوفين الذين جميعهم من البالغين هم في حالة صحية جيدة ،ولا يعانون من أي مرض أو تدهور صحي. إلى ذلك ، تشهد اسبانيا كل يوم بيانات صادرة عن المنظمات غير الحكومية الداعية إلى ضرورة وقف السياسة المنتهجة من طرف الأمن الاسباني خلال تعاملها مع المهاجرين المقيمين،ومنددة بالانتهاكات التي يقوم بها عناصر الأمن الاسباني ، فقد أشارت هذه المنظمات إلى أن المضايقات التي يتعرض لها المهاجرين لم تعد تقتصر على مراكز اعتقال المهاجرين و على الحدود ، بل أن ذلك تعداه إلى الشوارع والى الأماكن العامة ،دون مراعاة إلى أي بند من بنود حقوق الإنسان البسيطة التي تدعو إلى معاملة '' الحراقة '' على أنهم ضحايا وليسوا مجرمين. ورفعت مدريد عملية تضييقها على المهاجرين غير الشرعيين منذ ظهور الأزمة المالية العالمية التي تواصل إنهاكها للاقتصاد الاسباني ، الأمر الذي تسبب في تقلص فرص العمل للاسبانيين ،وتسريح كثير من العمال ، ولمواجهة ذلك لم يكن أمام السلطات إلا اتخاذ تدابير تطبيقية تهدف إلى التخفيض من عدد العمالة الأجنبية المتواجدة بالبلاد ، من خلال تبنيها ميثاق '' العودة '' الأوروبي الذي أجاز للدول الأعضاء أن تقدم على اعتقال المهاجرين غير الشرعيين لمدة تصل إلى 18 شهرا ،كما بدأت اسبانيا شهر سبتمبر الماضي عملية تهدف إلى إعادة المهاجرين إلى بلادهم طوعيا مع إعطائهم مبلغا ماليا مقابل ذلك. وتجدر الإشارة إلى أن إحصاءات رسمية أوروبية قد بينت أن أسبانيا تتلقى 13 ٪ من إجمالي عدد عمليات العبور غير القانونية التي تحدث في الاتحاد الأوروبي ،وهي بذلك تحتل المرتبة الثالثة وراء ايطاليا واليونان ،في حين تستقبل هذه البلدان الثلاثة مجتمعة 83 ٪ من عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين يقصدون القارة العجوز .