استطاع زوار معرض الحيوانات والنباتات بالعاصمة أن يستمتعوا بجمال وروعة المعروضات التي صنعت صورا طبيعية في غاية الروعة واستطاعت أن تغوص بالزوار بعيدا في عالم الطيور والنباتات وأن تخلق ولو لأيام مشاهد طبيعية حية ونادرة. يحتضن شارع ''العربي بن مهيدي'' بالعاصمة معرضا مفتوحا يضم تشكيلة مميزة من الطيور الجميلة والأسماك بمختلف أنواعها بالاضافة إلى بعض الحيوانات الأخرى كالسناجب والفئران والسلاحف وحيوانات غريبة كخنزير الهند. ووجد محبو الحيوانات الفرصة في هذا المعرض للتعرف عن قرب عن خفايا عالم الحيوانات والتمتع بمشاهدتها عن قرب، وتشهد أقفاص الطيور حركة غير عادية تترجمها الطوابير الطويلة للمواطنين أمامها، فلم يستطع الصغار، ولا حتى الكبار المقاومة أمام روعة شدو العصافير وجمال ألوانها الزاهية، وتمتد طاولات العارضين على طول الشارع، فاسحة المجال لمئات العصافير للشدو في صور نادرا ما تتكرر بهذه الروعة، وتحتوي هذه الأقفاص أنواعا كثيرة من الطيور فمنها ''الحسون'' المعروف ''بالمقنين''، وهو العصفور الأكثر طلبا عند الجزائريين بالمقارنة مع الطيور الأخرى، يقول ''مراد'' مربي عصافير، ''إن المقنين يعتبر أكثر الطيور المحبوبة عند الجزائريين والطلب عليه يلقى إقبالا شديدا، خاصة من المهاجرين، وكل الأعداد التي نحضرها يوميا تنفد بسرعة''. ويضيف مراد لا أظن أن هناك بيتا في الجزائر لا يملك ''مقنين''، ولا أعتقد أن هناك شخصا يرفض اقتناءه، فللمقنين قصص حب طويلة مع الجزائريين، أما باقي الطيور فأكثر ما يشد فيها هو ألوانها الزاهية، كالكناري مثلا. أما عن الأسعار، فيقول ''مراد'' سعر المقنين يتراوح بين 2500 دج إلى غاية 4000 دج للواحد، أما الكناري فيتراوح سعره بين 700 دج إلى 2500 دج للواحد. الببغاء سيد الطيور في المعرض ما جلب انتباه الزائرين للمعرض وأثار فضولهم بكل تأكيد، هو طائر الببغاء الذي يحاول الكثير من الزوار الاقتراب منه، خاصة الأطفال ويستعملون شتى الطرق لإثارته ودفعه للكلام. وقد شهد المكان عرض أنواع كثيرة من الببغاوات منها الببغاء الأسترالي والببغاء الغابوني هذا الأخير الذي وجد الأطفال والكبار متعة كبيرة في مراقبته فهو فعلا ببغاء جميل، كبير حجمه، مقارنة بالطيور الأخرى المعروضة، ولونه الرمادي الفاتح الذي يخالطه شيء من البياض. والجميل في هذا الطائر طريقة كلامه ورده للتحية وحركاته البهلوانية الرائعة التي زادها جمالا تجاوب الأطفال معها، ورغم ارتفاع سعر الببغاء الذي يتجاوز الثلاثة ملايين سنتيم إلا أن الإقبال على شرائه مرتفع، وهذا حسب تصريح ''رفيق'' صاحب الببغاوات والذي أكد أن الكمية التي تم جلبها قد بيعت كلها، وتم تسجيل طلبات لمشترين جدد. ويضيف ''رفيق'' أن الببغاء الغابوني يلقى رواجا كبيرا في الجزائر، أما عن أسعار الأنواع الأخرى، فيقول ''رفيق'' يختلف سعر ببغاء عن الآخر حسب سنه وقدرته على الكلام، فهناك ببغاوات استرالية تباع ب 8000 دج للزوج لكنها لا تحسن الكلام، ولا تقوم بالتقليد، وهناك فئة محددة يرتفع سعرها وهي التي تتمتع بقدرة عالية على تقليد الأصوات، وبصفة عامة فالببغاء له مكانة خاصة في عالم الطيور وهو محبوب لدى كثير من الناس، فمجرد الاقتراب منه يعتبر متعة في حد ذاتها. وبالاضافة إلى الطيور يحتضن المعرض أحواض أسماك للزينة التي تمتلىء عن آخرها بأسماك صغيرة، ذات ألوان زاهية، والملاحظ أن الطلب عليها كبير نظرا لانخفاض أسعارها مقارنة بالحيوانات الأخرى، حيث يبلغ سعر السمكة ما بين 60 دج إلى 200 دج وغالبا ما يلجأ الأولياء لشرائها تنفيذا لرغبة أبنائهم. خنزير الهند يحل بالجزائر يلفت انتباه الزائرين للمعرض والمارة في شارع العربي بن مهيدي تواجد حيوان غريب لم يألفوا رؤيته من قبل، ولا يمل بائعه من التذكير في كل مرة ورد استفسارات الناس حول هذا الحيوان الصغير هو ''خنزير الهند'' وقد سمي بهذا الاسم لشبهه بالخنزير، غير أن الملاحظ أن شعره الكثيف قد جعل الناس يحاولون تشبيهه فمنهم من قال إنه قط بري والآخر تساءل عن فائدته، وماذا يأكل وهل هو خطير، لكن يبدو أنه لا أحد منهم استطاع أن يعرف تحديدا ما هو، ويبلغ سعر هذا الحيوان حوالي 4000 دج وقال بشأنه صاحبه أنه أليف ولا يؤذي. وغير بعيد عن قفص خنزير الهند وجدنا زوجين من السناجب وأثارت حركتهما الكبيرة ونشاطهما الزائد فضول الزوار عكس السلاحف التي بدت ببطئها في عالم آخر، ولم يزعجها ضجيج الأطفال، ولا محاولاتهم المستميتة لتحريكها. وقد بدا العرض لوحة طبيعية جميلة، خاصة مع تجاوب باعة الطيور والحيوانات مع باعة النباتات، وأصبح الشارع كله عبارة عن غابة أو حديقة جميلة وفكرة رائعة نتمنى أن تتكرر.