حذر خبراء في شؤون القدس والمقدسات الإسلامية في فلسطين من المساعي ''الإسرائيلية'' الرامية لتهويد المسجد الأقصى، ثالث الحرمين، مرجحين أن يشهد العام الجاري (2010) محاولات محمومة من جانب الاحتلال في إطار تنفيذ المخطط التهويدي، ويجيء ذلك في الوقت الذي تكررت فيه الاقتحامات من جانب اليهود المتطرفين، فيما عزا الخبراء ذلك إلى ضعف رد الفعل الرسمي والشعبي العربي والإسلامي على قرار تهويد الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال. ونشرت الشرطة ''الإسرائيلية'' تعزيزات في محيط باحة الحرم القدسي في القدس لتجنب تظاهرات جديدة يقوم بها فلسطينيون، وتم منع من هم أقل من خمسين عامًا، بينما سيتمكن السياح من زيارة الحرم القدسي بحرية ''كما في الأيام العادية''. وتوقع وزير الأوقاف الأردني الأسبق رائف نجم في تصريح أن يكون العام الحالي ''حاسمًا'' للمسجد الأقصى والقدس وكافة المقدسات في فلسطينالمحتلة، واعتبر أن ''انعدام الجهود السياسية ومنع المقاومة ضد الاحتلال وضعف الرد الشعبي على ما يجري من تهويد للمقدسات أكبر محفز لليهود للاستمرار في مخططاتهم''. وأضاف أن الحكومات ''الإسرائيلية'' المتعاقبة تسير بوتيرة مخططة لتهويد المقدسات الإسلامية في القدس، مشيرا إلى أن قرار تهويد الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال ''أمر غير مستغرب إلا على الذين لا يتابعون ما يجري للمقدسات في فلسطين''. أما الدكتور عبد الله معروف أستاذ دراسات بيت المقدس ومسؤول الإعلام والعلاقات العامة السابق في المسجد الأقصى فاعتبر أن ما يجري في المسجد الأقصى اليوم ''يحدث لأول مرة في طريقة تنفيذه''، وأوضح أنه لأول مرة تغلق السلطات الإسرائيلية المسجد الأقصى وتسمح فقط لليهود والسياح بالدخول إلى ساحاته من باب المغاربة الذي تسيطر عليه. وأكد أن اليهود ''سيجدون موطئ قدم في المسجد الأقصى هذا العام''، كما حدث للمسجد الإبراهيمي في الخليل عام ,1994 وأشار إلى أن المخطط ''الإسرائيلي'' يقوم على اقتطاع الساحة الجنوبية الغربية من المسجد الأقصى الممتدة من المتحف الإسلامي وباب المغاربة حتى الجامع القبلي، واعتبارها مكانا خاصا لليهود وغير المسلمين. وانتقد معروف موقف السلطة الفلسطينية ''الذي يمنع حتى المظاهرات السلمية في مدن الضفة الغربية''، معتبرا أن المواقف الرسمية العربية عامة ''تشجع إسرائيل على الاستمرار في خطوات تهويد المقدسات''. من جهته، يرى الخبير في شؤون القدس والمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية سعود أبو محفوظ أن العام 2010 هو ''عام الخطوات العملية لتهويد المسجد الأقصى''. وقال إن ''التحرك اليهودي في هذا الإطار سيتوج في 16 مارس باقتحام شامل ستنفذه الجماعات اليهودية للمسجد الأقصى، الذي سيستكمل تهويده وفقًا للمخطط الإسرائيلي''.