حلت روائع فنية من دول الشرق الآسيوي ضيفة على الصالون الدولي الخامس عشر للصناعات التقليدية والفنية حاملة معها أسرار السحر وعبق التراث الأسيوي من ماليزيا، أندونسيا، باكستان وإيران وغيرهم ممن يتميزون بتحف فنية تشهد على عراقة وأصالة هذا الجزء من العالم. استطاع الصالون الدولي الخامس عشر للصناعة التقليدية والفنية، المقام حاليا في قصر المعارض، أن يستقطب زوارا من نوع خاص لمعروضات غاية في الروعة والإتقان مزجت بين التقليد والعصرنة، في صور أبهرت الزائرين وجعلتهم يقفون مطولا أمام معروضات تنوعت بين اللآلئ الاندونيسية والرخام الباكستاني والحلي الإيراني الذي زاد المكان تألقا ككل عام. مجوهرات بهرت السيدات لجمالها وارتفاع أسعارها استقطب رواق العرض الاندونيسي عددا كبيرا من زوار المعرض لما يحتويه من مجوهرات رائعة وقفت أمامها الكثير من السيدات والفتيات لوقت طويل جدا في فضول غذته ألوان الأحجار الكريمة الممزوجة بالذهب والفضة التي ولدت متعة لا تعرفها إلا النساء، وهو ما دفعنهن لطرح الكثير من الاستفسارات على السيد ريني فيبي مصمم مجوهرات وأحجار كريمة اندونيسي الذي استطاع بمهارته أن يزيد من فضول الفتيات، حيث أكد أن مجموعته تتألف من أحجار كريمة وشبه كريمة طبيعية مُحاطة بذهب أبيض وأصفر ومزينة بماسات باهرة، تنوعت ما بين القلائد والعقود والخواتم والأقراط. أبرز الأحجار الكريمة التي ضمتها المجموعة شملت اللؤلؤ والعقيق الأرجواني، والكوارتز الأصفر، وحجر التوباز، وحجر الزبرجد، والياقوت البنفسجي. وأضاف السيد ريني فيبي أن مجموعته تتميز بتوافقها مع خطوط الموضة والأناقة الراهنة والذوق الرفيع كما تنفرد هذه المجموعة بأنها توازن بين المجوهرات المنمنمة والمجوهرات التقليدية المعروفة بثقلها لتتلاءم مع كافة الفئات العمرية والجنسيات، وهي ملائمة لكافة الأزياء مهما كان وقت ارتدائها، وتتناسب مع الفساتين السوداء القصيرة أو فساتين السهرات أو أي قميص عادي. ورغم كل الشروحات المميزة التي قدمها المصمم الاندونيسي إلا أن السعر المرتفع للجواهر جعل الفئة الساحقة من السيدات تكتفين بالتفرج على المجوهرات عوض اقتنائها، حيث تتراوح أسعار هذه المجوهرات بين أربعة ملايين سنتيم إلى غاية 20 مليون سنتيم وهو ثمن مرتفع جدا. ورغم ارتفاع الأسعار تبقى المجوهرات ضمن فئة المعروضات الأكثر زيارة وهو ما لاحظناه من خلال زيارتنا لمختلف العارضين الآسيويين خاصة الإيرانيين المعروفين بصناعة الجواهر والحلي الثمينة. .. والتقاليد الباكستانية حاضرة بقوة جلبت التحف الباكستانية الأنظار إليها من خلال انفرادها بعرض تحف فنية مصنوعة من الرخام الأبيض الخالص وأنواع أخرى، حيث ركز الناحتون الباكستانيون على صناعة مجموعات تزيينية توضع على رفوف أو على المكاتب، وهو ما وضحه السيد شعيب خان الذي أكد أن ما تم جلبه هو صناعة تقليدية باكستانية خالصة تتميز بها مناطق معينة في باكستان تعتمد على تحويل الرخام إلى تحف فنية تستعمل في تزيين البيوت خاصة غرف الجلوس والدرج وشرفات المنازل حيث يتم تصدير هذه المنتوجات إلى دول عديدة بالمنطقة. كما شملت المعروضات الباكستانية منتجات خشبية مزينة بمنمنمات شرقية وإسلامية تبين خصوصية المنطقة وثراءها التاريخي، كما قدم العارضون بعض الملابس الباكستانية المصنوعة بقماش الحرير والمطرزة بشكل فني متقن. وغير بعيد عن جناح المعروضات الباكستانية استطاع الفيتناميون أن يرسموا لوحة فنية منوعة من خلال عرضهم لبعض الملابس القادمة من جنوب شرق آسيا وتماثيل فنية تبين تقاليد هذه المنطقة وتراثها الطبيعي والفني الذي استطاع تجاوز المسافات جالبا إليه فضول الزوار من الكبار والصغار الذين استهوتهم أشكال الحيوانات المختلفة التي صنعت بإتقان متناه بالزجاج والخشب وحتى القماش ولم تنقص. والملاحظ أن المعرض استطاع أن يزيد من إقبال الزوار لتزامنه مع العطلة الربيعية وتحسن الجو وهي أمور ساعدت بشكل كبير في نجاحه.