أقر وزراء الخارجية العرب في ختام أشغال جلستهم أمس الخميس بمدينة سرت الليبية تعيين مفوض سامي للقدس على مستوى جامعة الدول العربية يكون بمثابة الآلية التي تتولى إدارة دعم صندوق القدس. وفي هذا الصدد أقر الوزراء العرب تخصيص 500 مليون دولار لدعم القدس على أن تناقش لجنة متابعة مبادرة السلام العربية اليوم الجمعة الموقف الذي ستتخذه في حالة فشل الجهود الأمريكية والدولية لوقف الاستيطان الإسرائيلي. وكان الأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى قد أكد في مؤتمر صحافي عقب الجلسة الختامية للمجلس الوزاري بأنه تقرر دعم صندوق القدس بمبلغ قدره 500 مليون دولار حيث سيرفع هذا المشروع غدا السبت إلى القادة العرب بغرض اعتماده. وضمن هذا السياق دائما فقد ناقش الوزراء خلال اجتماعاتهم التحضيرية للقمة التي جرت في جلسات مغلقة حجم الدعم المالي اللازم لمواجهة خطط الاستيطان الإسرائيلي في القدس وآليات تقديمه. للإشارة فإن كل من فلسطين وسوريا تقدمتا بمشروع قرار تحت عنوان ''خطة تحرك لإنقاذ القدس'' يقضي بدعم صندوق الأقصى الذي أسس بمبادرة سعودية عام 2001 في أعقاب الانتفاضة الفلسطينية الثانية. وحسب مصادر دبلوماسية فإنه من المتوقع أن تولي القمة اهتماما خاصا للمحادثات غير المباشرة المقترحة بين الفلسطينيين واسرائيل ووضع حد لبناء المستوطنات في القدسالشرقية، مضيفة بأن الوزراء العرب للخارجية أوصوا بتشكيل لجنة لوضع خطة لتحرك عربي لإنقاذ القدس وعقد قمة سرت تحت شعار ''دعم صمود القدس''. كما اقترح المجلس الوزاري تعديل مشروع القرار المتعلق بالتحرك العربي تجاه القدس معتبرا بأن جميع الإجراءات والممارسات الإسرائيلية الهادفة إلى تغيير معالم القدس ''باطلة ويجب إلغاؤها'' استنادا إلى قواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية. وشدد مشروع القرار على أن القدس جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1967 مطالبا الدول والمنظمات الدولية بالاستمرار في عدم الاعتراف أو التعامل مع المشاريع والإجراءات الإسرائيلية التي تستهدف الأرض والمقدسات الإسلامية والمسيحية. ودعا المشروع في هذا الشأن منظمة اليونسكو إلى تعيين بعثة دائمة في القدس لرفع تقارير حول الاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في الأراضي الفلسطينية. وبخصوص لجنة متابعة مبادرة السلام العربية فقد تم التأكيد على أن الاجتماع الذي عقدته هذه اللجنة مساء يوم الجمعة سيناقش الموقف الذي ستتخذه الدول العربية في إطار منظمة الجامعة العربية في حالة فشل الجهود الأمريكية والدولية لوقف الاستيطان الإسرائيلي. وفيما يتعلق بالقمة المقبلة فقد وافق الوزراء العرب للخارجية على أحقية العراق في رئاستها على أن يتم عقدها في بغداد أو في مقر الجامعة العربية إذا لم تسمح الأوضاع الأمنية في هذا البلد بذلك، علما بأنه كان من المفترض وفقا لقاعدة عقد القمة بشكل دوري كل عام وفقا للترتيب الهجائي أن تستضيف بغداد القمة ال22 لكنها اعتذرت فحلت محلها ليبيا. للإشارة فإن قرارات وزراء الخارجية ستعرض على القمة ليوافق عليها رؤساء الدول العربية في اجتماعهم السنوي بمدينة سرت الليبية على ساحل البحر المتوسط على أن يناقشوا أيضا خطة عمل اذا فشلت المحادثات مع اسرائيل وهو ما أكده الأمين العام للجامعة العربية بقوله إن الدول العربية ''سوف تبحث الموقف في حال احتمالات الفشل والاجراءات التي سوف تتخذ في هذه الحالة''.