على بساط أحمر تم استقبال رئيس وزراء الكيان الصهيوني في مصر من قبل حكومة مبارك، زيارة تكتسب دلالة خاصة بالنسبة لمصر وللمنطقة العربية، خاصة وأنها جاءت متزامنة مع التوقيت الذي تلح فيه واشنطن على استئناف مفاوضات السلام حتى تكون غطاء لاستمرار برنامج نتنياهو في تهويد القدس، وتوسيع الاستيطان والمؤامرة على المسجد الأقصى، وإبعاد الفلسطينيين من أراضيهم في الضفة... زيارة نتانياهو جاء ت هذه المرة وسط موجة من الأصوات الرافضة لها ووسط استنكار شعبي مصري، فقد تحركت المعارضة المصرية وقدمت بلاغا إلى النائب العام يطالبون فيه باعتقال نتنياهو لمسؤولية عن ''جرائم الحرب'' التي ارتكبتها حكومته في حربي غزة ولبنان، واستند البلاغ إلى تقرير بعثة الأممالمتحدة برئاسة القاضي ريتشارد غولدستون الذي أدان ''إسرائيل'' بارتكاب جرائم حرب في غزة.. إن المحرقة التي أضرمتها إسرائيل بقطاع غزة مؤخرا بلا شك هي الأكثر دموية وسوادا في تاريخ الاحتلال، فمنذ النكبة لم يحدث أن تجرأ الاحتلال ومارس هذا المستوى من الجرائم في وضح النهار، وأمام مرأى ومسمع العالم كله، وخاصة وأن ما حدث في غزة كشف للمرة الأولى أن قوة الاحتلال تقوم بعملية منظمة ضد مدنيين ، وكل الوثائق أشارت إلى أن 90 بالمئة من أهداف وضحايا محرقة غزة مدنيون.. ما أحدثه نتانياهو وحكومته في غزة ولبنان من دمار جعلنا أمام مرحلة جديدة من الجرائم المركبة التي لم تترك فيها إسرائيل جريمة حرب إلا وارتكبتها، فلم ترحم الأطفال والنساء، وقصفت المساجد والجامعات، والمدارس وسيارات الإسعاف والمستشفيات، وسيارات الدفاع المدني، بل لقد وصل جنونها إلى تدمير وإبادة كافة الأشجار المحيطة بالقطاع... نتانياهو صنع مسيرته بخداع ومهاجمة الأبرياء منذ بداية مشواره العسكري الدموي ثم مشواره السياسي الذي لا يقل دموية، وغزة كشفت الوجه القبيح لنتانياهو وأثبتت أنه مجرم حرب بامتياز كان من الواجب أن يقدم للمحاكمة ولكنه مجرم لايزال طليقا ...