يشتكي كل من مسؤولي وزوار متحف المجاهدين بالرغاية الواقعة شرق ولاية الجزائر العاصمة من الوضعية الكارثية التي يعرفها ذات المتحف منذ ما يفوق عن 07 سنوات، أي منذ الزلزال الذي ضرب ولايتي بومرداس والجزائر العاصمة. حيث يعيش هذا المتحف حالة جد متدهورة نتيجة اهتراء وتآكل جدرانه وأسقفه التي تكاد تسقط، إذ مباشرة بعد أن يحط الزائر رجله على عتبة الباب الداخلي للمتحف حتى يصيبه الرعب من حالة الانهيار، فالجدران مدمرة وكأنها تعرضت لقصف جوي أتى عليها والأرضية هشة والتجهيز جد متواضع، وحسب من يقيم في هذا المتحف من موظفين فإن الوضعية تدهورت أكثر منذ سنة .2003 بهذا الصدد أكد أحد مسؤولي المتحف ل ''الحوار''، أنه ومنذ زلزال ماي 2003 ولجان المراقبة التابعة للولاية لا تكف عن تقديم تقارير ودراسات عن وضعية المتحف المهددة، لكن لا مبادرة للترميم أو أي إجراء آخر رغم مراسلات المتحف لكل الجهات المعنية. نشاطات المتحف ملغاة لإشعار آخر وإذا كان العاملون داخل المتحف لم يستسلموا لهذا الخطر الذي يتهددهم يوميا، فإن هذه الوضعية كان لها انعكاسها السيئ على نشاطات المتحف، إذ ألغيت كل المعارض والنشاطات داخل مقر المتحف لضمان سلامة الزوار، خاصة في الفترة الأخيرة وأصبحت أغلب نشاطات المعرض تنظم في مؤسسات خارجية عبر تراب ولايتي الجزائر وبومرداس. الجدير بالذكر دشن المتحف في 1 نوفمبر سنة 1996 وكان قبلها متحفا جهويا تابعا لبومرداس تحت وصاية وزارة الثقافة، أما التدشين الرسمي فكان سنة 1997 طبقا لقرار وزير المجاهدين السابق السعيد عبادو ضمن إطار إنشاء ملحقات متحف المجاهد، وقد سيرته في بداية مشواره مديرية المجاهدين التابعة لبومرداس إلى غاية 2 جانفي 1999 حيث حول كلية إلى متحف، ويتوسط المتحف مدينة الرغاية وتحيط به ساحة عمومية واسعة غالبا ما يتخذها أبناء المنطقة من المجاهدين مكانا للالتقاء. والمتحف ذو هندسة معمارية أصيلة إلى درجة أن البعض يأمل في أن يصنف تراثا تاريخيا، إذ بني سنة 1881 وكان أول مقر للإدارة الفرنسية وللحاكم الفرنسية بالمنطقة، غير أن التشققات والتصدعات الأخيرة أخفت القليل من جماله الهندسي بعدما بات مهددا بالانهيار، ما لم تتدخل السلطات وتسارع في عمليات الترميم وإعادة التهيئة لإعادة الوجه المعماري والقيمة التاريخية لهذا المتحف.