أكدت مصادر رسمية من المديرية الولائية للدرك الوطني أن أعوانها تمكنوا بداية الأسبوع الجاري من تفكيك أكبر ورشة لصناعة الأسلحة وتركيبها وصيانتها لتدعيم تنظيم الشبكات الإرهابية بوسط البلاد، حيث تعد هذه العملية الثانية في ظرف شهر والخامسة في مدة سنتين مما يؤكد أن تلمسان قد تحولت إلى مركز لتدعيم الشبكات الإرهابية بالأسلحة، وأكد ذات المصدر أن التحقيقات لا تزال جارية للوصول إلى مراكز أخرى. وعن العملية أكدت ذات المصادر أنها جاءت بعد معلومات وصلت مصالح الدرك تفيد بوجود شيخ في العقد السادس من العمر يقوم بالمتاجرة وتركيب الأسلحة وصيانتها بطريقة غير قانونية، وبعد عملية مراقبة انتهت بمداهمة الورشة أين تم العثور على 14 قطعة سلاح حربي وكميات أخرى من أجزاء أسلحة غير مركبة وكمية هامة من البارود وكميات من المتفجرات، بالإضافة إلى تجهيزات متطورة لصيانة العتاد الحربي والأسلحة وتركيبها. وأكدت التحقيقات الأولية علاقة الشيخ بالجماعات الإرهابية من جهة بحكم أن عينة المتفجرات التي تم العثور عليها بالورشة هي نفسها التي استعملت في تفجير العاصمة الأخير، وكذا علاقة صاحب الورشة بشبكات المخدرات بأوروبا التي أصبحت تقايض المخدرات بالأسلحة عبر ميناء الغزوات الذي سبق لمصالح الأمن أن حجزت به كميات ضخمة من المخدرات كانت بصدد مغادرة التراب الوطني على متن سيارات مجهزة عبر الباخرة المؤدية إلى مدينة الميريا الإسبانية، كما قامت مصالح أمن الميناء بتوقيف عدة مغتربين حاولوا إدخال أسلحة نارية وكميات من البارود آخرها كمية 74,29 كلغ التي ضبطت خلال بداية الشهر، هذا وتعد هذه الورشة الثانية بعد تلك التي سبق وأن تطرقت لها '' الحوار '' والتي ضبطت في الحناية، عندما أفشلت مصالح الدرك الوطني عملية تسليم أسلحة ومتفجرات بمدخل الحناية، ولاتزال مصالح الدرك تتكلم عن بعض الوقائع سرية التحقيق، كما تم الإيقاع بأحد التجار الذي يسير مطعما ويتاجر بالأسلحة التي يتم جلبها من السوق السوداء وبيعها للإرهابيين خصوصا بعدما أصبحت مصدر ثروة، وأكد مصدرنا أن هذه الشبكات وخصوصا التي تم تفكيكها مؤخرا على علاقة مباشرة مع الشبكات الإرهابية التي تحاول إعادة النشاط لمنطقة تلمسان وتفعيلها لضمان المؤونة والأسلحة من المغرب وكذا الاحتماء بجبال المنطقة وتخفيف الضغط على منطقة الوسط التي أصبحت في قبضة مصالح الأمن، كما أن للخرائط التي تم العثور عليها بمخابئ الإرهابيين بعد العمليات العسكرية الأخيرة دور في فك لغز التدعيم بالمؤونة والطرق التي يستعملها الإرهابيون في طريقهم نحو الشرق، خصوصا أبناء المنطقة على غرار قرقابو جمال وبلبشير الذين اتخذوا من جبال عصفور مراكز مؤقتة لهم كلما زاروا المنطقة للاتصال بذويهم وورشات السلاح وتجار السوق السوداء الذين اختاروا بيع الأسلحة، على غرار العجوز الموقوف الذي عثر في بيته على ورشة صناعة الأسلحة والمواد المتفجرة. وأكدت التحقيقات أن هذا الشخص معروف بتجارة الأسلحة ولوازمها منذ أواخر الستينات ولا يزال التحقيق جاريا، حيث أكد مصدرنا أنه لا تزال هناك شبكات إسناد ومراكز للتدعيم بقوة بمنطقة تلمسان خصوصا وأن مصالح الأمن فككت 05 شبكات في ظرف 24 شهرا، كما حجزت كميات هامة من المتفجرات والمواد المستعملة المهربة من المغرب على غرار الصواعق النارية والفتيل بطيء الاشتعال والقنابل اليدوية، كما أوقفت ذات المصالح عدة مغتربين منهم عائلة بماخوخ التي تتاجر في الأسلحة بعد تهريبها من أوروبا، هذا ولا تزال مصالح الدرك تتحفظ على نوعية الأسلحة ووجهتها والأشخاص الذين لهم علاقة بها والكميات الدقيقة من البارود والمتفجرات ما عدا تصريحها بأنها نفسها التي استعملت في تفجيرات العاصمة، الأمر الذي جعل تلمسان تكشف وجها آخر غير الهدوء الذي تعرفه خصوصا بعدما تحولت إلى بؤرة لتدعيم الإرهاب بالأسلحة والمؤونة والمتفجرات لقتل الأبرياء، ولا تزال التحقيقات متواصلة وقد تنتهي بتفكيك شبكات وورشات أخرى لصناعة السلاح.