يعتبر الطاهر وطار من مؤسسي الأدب العربي الحديث في الجزائر، وهو من أشد المدافعين عن الحرف العربي، ومن أشد المعارضين للتيار الفرانكوفوني حيث كان يدعو إلى فضح أعمال ومدى توغل هذا التيار في أجهزة الدولة. وطار هو من طليعة الروائيين الجزائريين الذين يكتبون أعمالهم باللغة العربية الفصحى، تمنى أن يموت صادقا كالشهداء، وها هو يموت في شهر الصيام، حيث تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النار. وطار أب الرواية الجزائرية ولد الطاهر وطار سنة 1936 بباتنة بعد أن فقدت أمه ثلاثة بطون قبله، فكان الابن المدلل للأسرة الكبيرة التي يشرف عليها الجد المتزوج بأربع نساء، أنجبت كل واحدة منهن عدة رجال لهم نساء وأولاد أيضا، ورث الطاهر وطار عن جده الكرم والأنفة، وورث عن أبيه الزهد والقناعة والتواضع، وورث عن أمه الطموح والحساسية المرهفة. تنقل الطاهر مع أبيه بحكم وظيفته البسيطة الى عدة مناطق حتى استقر المقام به بقرية مداوروش التي تبعد عن مسقط رأسه بنحو 20 كلم، أين تعلم القرآن وعلمه، ليلتحق بعدها بمدرسة جمعية العلماء التي فتحت في 1950 فكان من ضمن تلاميذها النجباء، ثم أرسله أبوه إلى قسنطينة ليتفقه في معهد الإمام عبد الحميد بن باديس في .,1952قبل أن ينتقل إلى تونس في مغامرة شخصية سنة 1954 ويدرس في جامع الزيتونة وطار الرجل السياسي المناضل عرف الطاهر وطار بنضاله وحبه لوطنه الأم الجزائر حيث انضم سنة 1956 إلى جبهة التحرير الوطني وظل يعمل في صفوفها حتى 1984 وبعدها عمل عضوا في اللجنة الوطنية للإعلام بحزب جبهة التحرير الوطني ثم مراقبا وطنيا حتى أحيل على المعاش وهو في سن .47 عمل في الحياة السرية معارضا لانقلاب 1965 حتى أواخر اثملانينات لاشتغل الطاهر وطار منذ خمسينات القرن الماضي في حقل الصحافة، كما أسس عديد الصحف والمجلات، ورغم العروض التي كانت تتهاطل عليه، إلاّ انّه ظل زاهدا في المسؤوليات، ليرتضي أوائل تسعينات القرن الماضي إنشاء جمعية الجاحظية الثقافية التي عدت على الدوام قبلة المبدعين الجزائريين والعرب. أهم أعمال الراحل كما عرف منذ صغره بميله الشديد للإطلاع على الأدب، وكان قارئا جيدا لمشاهير مثل جبران خليل جبران، ميخائيل نعيمة، طه حسين والرافعي، واشتهر الفقيد بمجموعة من الروايات التي كتبها في ظل نظام الحزب الواحد، والتي ترجمت من العربية إلى عدة لغات نذكر منها رواية ''اللاز'' و''الزلزال''، و''الحوات والقصر''، و''عرس بغل''. الى جانب مجموعته القصصية ''الشهداء يعودون هذا الأسبوع''، كما صدر للمرحوم سنة 1999 روايته '' الولي الطاهر يعود الى مقامه الزكي''، أما في عام 2005 فقد صدر للطاهر وطار روايته ''الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء''، وامتدت اهتماماته إلى القصة والمسرح حيث برز ولعه الشديد بأدب السرد الملحمي. جوائز قيمة من نصيب المرحوم كانت آخر سنوات وطار مسكا إذ حفلت بالمنجزات حيث نال جائزة الشارقة لخدمة الثقافة العربية عام ,2005 قبل أن يفوز بجائزة الرواية لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية ل,2009 و أبان وطار عن قدرة تجريبية هائلة مزجت الأصالة بالواقع الاجتماعي، ناهيك عن جرأته في بناء الشخصيات والأحداث في معالجة قضايا محلية وبيئية بلغة متطورة تقارب في روحها العامة كلاسيكيات الرواية.