ووري التراب ظهر أمس الأديب الراحل الطاهر وطار بمقبرة العالية، وكان جثمانه قد نقل إلى وزارة الثقافة على الساعة الحادية عشر صباحا، لإلقاء النظرة الأخيرة عليه وسط جمع غفير من كبار مسؤولي الدولة والفاعلين في الحقل الثقافي والأدبي بالجزائر وأعضاء المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة، على رأسهم عبد القادر بن صالح. وبالمناسبة قال عبد العزيز بلخادم الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية إن الطاهر وطار لم تفتقده عائلته فقط بل مصاب جلل ألم بكل الشعب الجزائري، وفقدته الأمة العربية بوصفه واحدا من أبرز الأقلام التي خدمت الثقافة العربية. وفي كلمتها التأبينية قالت وزيرة الثقافة خليدة تومي إن الأديب الطاهر وطار كان كبيرا كبر هذا الوطن الذي حمل رايته منذ السنوات الأولى للثورة، كان مناضلا في جبهة التحرير الوطني ومناضلا بقلمه في جزائر الاستقلال، وبالرغم من تواضعه تضيف تومي إلا أن قامته النثرية جعلت منه مدرسة في الرواية العربية شغلت الدارسين والباحثين العرب والأجانب، وترجمت أعماله إلى الكثير من لغات العالم. قبل أن تضيف في رسالة قرأها نيابة عنها مستشارها الإعلامي سيدي موسى أن ''رحيل وطار يعتبر خسارة كبيرة للجزائر وللساحة الثقافية العربية والعالمية، واصفة إياه بالكاتب الإنساني الذي جمع في كتابته ما يصل الإنسان بالإنسان على امتداد الزمان والمكان وعلى اختلاف اللغات والديانات، وأن كتاباته تجسد رؤية بطلها الإنسان الذي يصارع الزمن بحثا عن العدالة الاجتماعية''. من جهته قال وزير الشؤون الدينية والأوقاف عبد الله غلام الله إن قامة وطار الأدبية جعلت منه مرجعا في الرواية الجزائرية وأنه أسس لفكر عربي ألهم المبدعين. الكتاب أصدقاء المرحوم كانوا أيضا في الموعد لإلقاء النظرة الأخيرة على رفيق الدرب وأستاذهم في الأدب الطاهر، حيث قال الزاوي بالمناسبة إن شيخ الجاحظية استطاع أن يشكل القناة وحلقة الحوار على الثقافة والأدب في الجزائر من خلال هيئته التي أسسها بالعاصمة جمعية الجاحظية التي كانت منبرا منيرا لكل المبدعين الجزائريين والعرب. بدوره أشاد عز الدين ميهوبي بخصال الأديب الراحل وطار الذي قال بشأنه إنه كان قطبا روائيا حاملا لواء لغة الضاد التي أبدع فيها أزيد من كتاب. كما استطاع يضيف ميهوبي أن يؤسس لثقافة التنوع في الجزائر، من خلال دعمه للأقلام الأدبية الجديدة. وعلى صعيد مماثل أكد الوزير السابق لمين بشيشي أن الطاهر وطار له تزكية جماعية من السلطات ومن الرأي العام ومن أصحاب المهنة وأصحاب القلم، وأضاف بشيشي ''لقد أحبط الله آراء هؤلاء الذين اتهموا وطار بأنه علماني وأنه يساري إلا أنه تشاء الأقدار أن يموت في رمضان، وفي يوم جمعة''. العربي ولد خليفة رئيس المجلس الأعلى للغة العربية هو الآخر حضر تأبينية وطار هذا المبدع الذي قال عنه إنه حمل في قلبه وفكره هموم الإنسان الجزائري وترجم أعمالا أدبية قيمة وقدم خدمات جديدة للغة العربية.