أعلنت الجزائر أول أمس أنها تسلمت مواطنا جزائريا تم ترحيله من معتقل غوانتانامو الأمريكي في كوبا دون أن تذكر اسمه، إلا أن الأمر يتعلق بسعيد فرحي الذي كان يرفض ترحيله بحجة إمكانية تعرضه للتعذيب. وقال مجلس قضاء الجزائر في بيان له إن ''السلطات الجزائرية تسلمت في الخامس من يناير عبر مطار الجزائر الدولي مواطنا جزائريا مرحل من قاعدة غوانتانامو''، مضيفا أن ''الشخص المعني يوجد حاليا لدى المصالح الأمنية المختصة لاستكمال إجراءات التحقيق قبل تقديمه أمام السلطات القضائية للنظر في ملف قضيته''. ولم يذكر بيان مجلس القضاء اسم وهوية المعتقل الجزائري أو بلدته الأصلية أو التهم التي نسبتها السلطات الأمريكية له قبل نقله إلى غوانتانامو، إلا أن مصادر إعلامية عديدة بينت أن الأمر يتعلق بسعيد فرحي، الذي برَّأه قاض أمريكي في نوفمبر 2009 من أية تهمة متعلقة بالإرهاب، إلى بلده رغما عنه، حيث يخشى من تعرضه لمضايقات،مشيرة إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية قد أكدت في بيان لها أن الإدارة الأمريكية والحكومة الجزائرية ''نسقتا'' هذه الرحلة. و حاول سعيد فرحي سابقا الاحتجاج على إعادته إلى بلده أمام القضاء الفيدرالي الأمريكي، حتى أنه رفع قضيته إلى المحكمة العليا التي رفضت درس ملفه في جويلية ، بالرغم من موافقة ثلاثة قضاة على هذا الأمر. وكانت القاضية جلاديس كيسلر وخلال درس ملفه في المحكمة البدائية، قالت إن ''المدعى عليه أعرب عن خوف كبير من فكرة إعادته إلى الجزائر لأنه يخشى إدانته من قبل السلطات الجزائرية''. وفاق عدد المعتقلين الجزائريين الذين أفرج عنهم من معتقل غوانتانامو 20 شخصا من بين 27 معتقلا جزائريا في غونتنامو فضل بعضهم الإقامة في دول غير الجزائر. وأحيل المعتقلون الجزائريون الذين أطلق سراحهم إلى المحاكمة ووجهت لهم تهمة الانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط في الخارج،وقد تم تبرئة جميعهم من طرف العدالة الجزائرية، عدا معتقل مفرج عنه يدعى بشير غلاب حكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات مع وقف التنفيذ. ويوجد معتقل جزائري واحد من بين الباقين قيد الاتهام من جانب المحكمة الأمريكية بممارسة الإرهاب إلا أنه لم تتم محاكمته بعد. وكان رئيس اللجنة الاستشارية لحماية وترقية حقوق الإنسان مصطفي فاروق قسنطيني قد قال في وقت سابق ، انه على حد المعلومات المتوفرة لديه لم يبق سوى سبعة جزائريين في المعتقل الأمريكي المقام بشبه الجزيرة الكوبية ، مبينا أن إطلاق سراحهم يبقى صعبا بعد أن لم يستطع الرئيس الأمريكي باراك اوباما الوفاء بوعده المتعلق بغلق هذا المعتقل نتيجة الضغوط التي يتعرض لها . ويظل يوجد 173 معتقلا في سجن غوانتاناموبكوبا، سيمر عليهم تسع سنوات في هذا السجن الثلاثاء المقبل.