توقع شكيب خليل وزير الطاقة والمناجم والرئيس الحالي لمنظمة الدول المصدرة للنفط أوبك احتمال انهيار أسعار النفط إلى مستوى متدن جدا عما وصلت إليه الأسبوع الفارط بتسجيلها سعرا دون 44 دولارا للبرميل، موضحا أن ذلك يتوقف على شروط العرض والطلب والمخزونات العالمية من الخام، إلى جانب الوضع المستقبلي للنمو الاقتصادي العالمي. وقال خليل في مقابلة مع إذاعة إسبانيا الوطنية إنه من الضروري أن تعود الأسعار إلى الارتفاع لنسبة تتراوح ما بين 70 إلى 90 دولارا للبرميل حتى تندفع المشاريع الجديدة للتنقيب عن النفط التي تتطلب استثمارات ضخمة، والتي لن تكون بالتالي ذات مردود في حالة بلوغ سعر برميل النفط مستوى متدنيا، مضيفا أن هناك فائضا كبيرا في الاحتياطي العالمي من البترول يمثل نحو 320 مليون برميل في اليوم، يتطلب العمل باتجاه سحبه خلال فترة معينة تتراوح ما بين 3 إلى 9 أشهر، بالنظر إلى أن مستوى المخزونات الحالية للنفط مرتفع جدا. وفي هذا السياق، أشار الوزير في حديثه أمس الأول مع التلفزيون إلى أن قرار خفض الإنتاج المقرر اتخاذه في 17 ديسمبر الجاري باجتماع وهران يرتبط بعدة عوامل منها العرض والطلب ودرجة التزام الدول الأعضاء بالحصص المحددة لها في اجتماع فيينا الأخير، يضاف إليه العامل السيكولوجي السائد في سوق النفط والمتمثل في توقعات المراقبين لمستوى الخفض، إلى جانب توقع تراجع الطلب العالمي في الثلاثي الأول من العام المقبل بحوالي 200 ألف برميل يوميا مقارنة بالثلاثي الأخير من هذه السنة، حيث يرتقب الوزير انخفاض الطلب العالمي ما بين شهر أفريل إلى جوان المقبل بنحو 5ر1 مليون برميل يوميا، وهي كلها عوامل ستأخذ بعين الاعتبار في قرار المنظمة. وأكد خليل أنه في حال بقاء أسعار الخام في المستويات المنخفضة المسجلة حاليا فإن المنظمة ستتخذ قرارا بخفض الإنتاج ''أكثر قسوة''، في حين أن انتعاش سعر برميل النفط إلى أكثر من 60 دولارا بإمكانه جعل القرار مريحا. ونفى الوزير أن تتأثر المشاريع الوطنية فيما يتعلق بالانعكاسات المحتملة لتراجع أسعار النفط، مؤكدا أن الاحتياطات الوطنية المعتبرة من العملة الصعبة، مرفوقة بتقلص المديونية الخارجية ومؤشرات أخرى.