لا زال المغرب يؤجل استمرار المفاوضات التي كان من المفروض أن تستأنف بين جبهة البوليزاريو والمملكة المغربية بوساطة أممية فصل الخريف الحالي الذي يوشك على الانتهاء، حيث منعت الرباط ذلك ووضعت شرطا مسبقا قبل الجلوس إلى الطاولة للبحث في مشروع الحكم الذاتي الممنوحة للإقليم، متمثلا في استبعاد فكرة استقلال الصحراء الغربية. المحادثات، التي ترعاها الأممالمتحدة ينبغي أن تستأنف هذا الخريف رئيس الدبلوماسية المغربية الذي أكد هذا الجمعة بالرباط، في عرض أمام لجنة الخارجية والحدود والمناطق المحتلة والدفاع الوطني بمجلس المستشارين خلال مناقشة الميزانية الفرعية لهذه الوزارة، أن المغرب، على استعداد للمشاركة في ''مفاوضات جادة بشأن الحكم الذاتي بوصفه الحل النهائي لهذا الصراع''، هذا ما أكدته الرباط، واضعة بذلك عائقا أمام استمرار المفاوضات حول مصير الأرض الصحراوية المحتلة. وفي غضون ذلك طالب الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة بالتدخل عقب اغتيال الطالبين الصحراويين يوم الإثنين الفارط بأغادير (المغرب) حسب ما نقلته اليوم وكالة الأنباء الصحراوية. وأوضح ذات المصدر استنادا للرسالة التي وجهها الرئيس الصحراوي إلى منظمة الأممالمتحدة أن ''الرئيس عبد العزيز طالب الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة بان كي مون بفرض عقوبات على المجرمين الذين تسببوا في اغتيال الطالبين الصحراويين الاثنين''. وإذ أدان هذه الجريمة التي وصفها ''بالشنيعة'' حمّل رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية المغرب مسؤولية ''تدهور صحة طلبة صحراويين آخرين أصيبوا بجروح خطيرة خلال هذا التجمع السلمي المنظم بأغادير''. وبالتالي طالب الرئيس الصحراوي بنقل هؤلاء الطلبة إلى عائلاتهم المتواجدة بالأراضي المحتلة للصحراء الغربية بمناسبة عيد الأضحى. ومن جهة أخرى دعا الرئيس الصحراوي منظمة الأممالمتحدة إلى التدخل ''العاجل'' من أجل حماية الشعب الصحراي، مشيرا إلى أنه ''على الحكومة المغربية أن تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة وسابقاتها''. كما دعا الرئيس عبد العزيز إلى ''إطلاق سراح المعتقلين السياسيين القابعين في السجون المغربية والكشف عن مصير أكثر من 500 مفقود مدني و151 أسير حرب صحراوي لدى الدولة المغربية، وكذا السماح للصحافة الدولية والمراقبين الأجانب بالدخول إلى الأراضي المحتلة في الصحراء الغربية. من جهته أكد الفنان والممثل الفرنسي بيار ريشار في مخيمات اللاجئين الصحراويين أن القضية الصحراوية ستنتهي لا محالة بتقرير المصير، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الصحراوية. وقد صرح بيار ريشار أن ''الصحراويين سيبلغون لا محالة غايتهم المتمثلة في تقرير المصير''.