كشف حميد بصالح وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال أن مصالحه عملت على تقييم برنامج ''أسرتك''، لتضعه كبرنامج له أولوية كبيرة في المخطط المقبل، مشيرا إلى أن هذا التقييم أظهر أنه منذ الانطلاق في تجسيده سنة ,2003 تم بيع 50 ألف جهاز فقط، وهو عدد قليل بالنظر إلى الأهداف المسطرة. وأوضح بصالح أمس على هامش اجتماع إطارات قطاعه بفندق الأوراسي، أن المشروع يبقى موجودا، لكن بإدخال عامل الموضوعية، خاصة بعدما عرف فشلا في مرحلته الأولى بالنظر إلى عدة أسباب، أهمها مشكل السعر المرتفع، وتطبيق صيغته كما جاءت في برامج دول أخرى، على الرغم من أن هذه الأخيرة وضعت مشاريع أخرى لدفعه بالموازاة مع تنفيذه، مشيرا إلى أن البرنامج يجب أن يتداخل مع قطاعات أخرى لا سيما منها التربية والتعليم. من جهة أخرى، اعتبر الوزير أن قطاع تكنولوجيات الإعلام والاتصال يمر بمرحلة تثمين لما تم إنجازه في السابق، خاصة تحسين البنية التحتية، ومجالات الأنترنت وبناء مجتمع المعلومات، وهذا بغرض تحسين أداء المؤسسات وترقية المستوى المعيشي للأفراد، مشيرا إلى ضرورة التوجه إلى تحسين جودة التربية والتكوين وحل المشاكل من أجل الابتعاد عن البيروقراطية. وبعدما تطرق إلى الخطوط العريضة لمشروع برنامج الجزائر الإلكترونية ,2013 شدّد بصالح على أهمية إنجاز محاور البرنامج الخماسي المقبل ميدانيا، بتكوين إطارات مختصين في الإعلام الآلي واستغلال الموارد والمواد المتوفرة، لأنه لا يمكننا بناء مجتمع للمعلومات باستيراد البضائع من الدول المتقدمة -حسب قوله-، مؤكدا على ضرورة إنتاج برامج وتجهيزات واستغلال القدرات من أجل الانتقال إلى اقتصاد الرقمي. وأوضح ذات المسؤول أن البرنامج الذي لم تكتمل دراسته بعد والذي لم تحدد ميزانيته إلى غاية عرضه على الحكومة، سيؤثر إيجابا على الاقتصاد الوطني، كما سيعمل على رفع حصة قطاعه في الدخل الوطني الخام خارج قطاع المحروقات، فضلا عن تقريب الإدارة من المواطن ومساهمته في خلق مناصب شغل من خلال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي سيتم استحداثها. ويهدف مشروع برنامج الجزائر الإلكترونية ,2013 إلى تشييد مجتمع المعلومات والاقتصاد القائم على المعرفة، مع الأخذ بعين الاعتبار التحولات العميقة والسريعة التي يعيشها العالم، كما تهدف هذه الإستراتيجية إلى تعزيز أداء الاقتصاد الوطني والشركات والإدارة، وتسعى على تحسين قدرات التعليم والبحث والابتكار وإنشاء كوكبات صناعية في المجال، ورفع جاذبية البلد وتحسين حياة المواطنين من خلال تشجيع نشر استخدامات تكنولوجيات الإعلام والاتصال. قطع شك التضارب بيقين الترتيب.. بصالح يؤكد أن ''موبيليس'' الثانية و''نجمة'' الأخيرة في حصص السوق وضع حميد بصالح وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال حدا للتساؤلات التي تم تداولها مؤخرا والمتعلقة بحصص متعاملي الهاتف النقال في السوق الوطنية، حيث أعلن في عرضه أمس أمام إطارات قطاعه بفندق الأوراسي أن سلطة ضبط البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية هي المخولة الوحيدة لوضع حد لكل الخلافات الحاصلة بين هؤلاء المتعاملين، وقد أكدت من خلال الأرقام المعروضة أن المتعامل ''اوراسكوم تيليكوم الجزائر'' أو ''جازي''هي الأولى باستحواذها على نسبة 2ر52 بالمئة من السوق، يليها المتعامل التاريخي ''موبيليس'' بنسبة 5ر28 بالمئة، ليأتي المتعامل ''الوطنية للاتصالات بالجزائر'' أو ''نجمة'' في المرتبة الثالثة ب 3ر19 بالمئة. وأوضح بصالح في عرضه التقني لقطاعه في الفترة الممتدة بين 1999 و,2008 أن ''جازي'' تتوفر على قاعدة زبائن تقدر ب 14.108.857 زبون وهو ما يعادل نسبة 2ر52 بالمئة من سوق الهاتف النقال بالجزائر، يليه ''موبيليس'' ب 7.703.689 مشترك، لتحتل ''نجمة'' المرتبة الأخيرة في السوق من خلال عدد المشتركين بتوفرها على 5.218.926 زبون. من جهة أخرى، أظهر العرض الذي قدمه المسؤول الأول عن القطاع أن قطاعه عرف نموا محتشما لم يحقق الأهداف المسطرة، وهو يمثل 38ر3 بالمئة من الدخل الوطني الخام، مبرزا أن عدد المشتركين في خطوط الهاتفين النقال والثابت 66ر31 مليون مشترك مع نهاية 2008 بالمقارنة مع 63ر30 مليون سنة ,2007 وكشفت الوثائق المقدمة أن برنامج أسترتك لم يعرف أي تطور، كما عرفت شبكة الأنترنت نموا ضعيفا، كما تراجع عدد المتعاملين الممونين لخدمات الأنترنت من 76 إلى 25 متعامل فقط.