يعرف رمضان بشهر العبادة و التوبة و الغفران فنجد النساء و الرّجال يتهافتون بالقيام بالأعمال الخيرية و كل ما يثبت صيامهم و قيامهم،فيحرصون على ختم القرآن و أداء الصلوات في وقتها داخل المساجد،هذه الأخيرة التي تعرف إقبالا واسعا خصوصا في هذا الشهر الفضيل الذي تتميز لياليه بصلاة التراويح،إلا أنه سلوكيات سلبية غزت مساجدنا في الآونة الأخيرة و ظواهر غريبة لم يعرفها المجتمع الجزائري من قبل بعض النساء ،اللاتي أصبح التحاقهن بالمساجد ليس بهدف أداء الصلاة بل الخروج من بيوتهن للترفه عن أنفسهن. نجد بعض النساء يصطحبن مأكولات و حلويات لإكمال سهراتهن داخل المساجد ناهيك عن تحويلها إلى مجالس للنميمة و الكلام عن عيوب الناس و سلخ جلودهم أثناء صلاة التراويح ،متجاهلات حرمة هذا المكان المقدس،بعد أن يوهمن أزواجهن و أولياءهن باللجوء لأداء الصلاة قصد السهر و لقاء صديقاتهن و من ثم العودة إلى بيوتهن في ساعات متأخرة من الليل،هي ظاهرة خطيرة توقفت عندها يومية "الإتحاد" أثناء تواجدها بأحد المساجد بالعاصمة. قعدات "بالشاي" و"قلب اللوز" أثناء صلاة التراويح في الوقت الذي يجب أن تغتنم فيه النسوة كل دقيقة من دقائق الشهر العظيم في العبادة و الإكثار من الحسنات،الذي هو شهر التوبة و الغفران التقت يومية "الاتحاد" أثناء تواجدها بأحد المساجد بالعاصمة خلال صلاة التراويح تفاجئنا بتصرفات بعض المصليات السلبية اللاتي لم يحترمن حرمة المكان بل يتعمدن تشكيل مجموعات لتبادل الحديث بالمسجد و أي حديث؟كله سخرية و استهزاء بالآخرين في الوقت الذي يتعالى صوت الإمام في ترتيل آيات الله التي تستوجب التدبر و التفكير،و يتوقفن عن أداء الصلاة لتناول الحلويات الرمضانية من "زلابية و قلب اللوز"و ما تبقى من مائدة الإفطار يحضرونها من بيوتهن لإكمال سهراتهن،هذا ما أكدته "صبرينة" من بئر خادم و هي إحدى المواظبات على صلاة التراويح و التي تستنكر لمثل هذه التصرفات:"معلباليش كيفاش إخموا .."،و تضيف أن المساجد أماكن للعبادة و ليس لطبع عاداتهن السيئة. التراويح فسحة "للقيل و القال" و التمتع بالمكيفات الهوائية و الخروج إلى صلاة التراويح قد لا يكون عند بعض النساء سوى حجة للهروب من حرارة الصيف المرتفعة و التمتع بالمكيفات الهوائية فنجدهن يتشاجرن على الأماكن القريبة إليها تصل في بعض الأحيان إلى تبادل المناوشات الكلامية و العراك بالأيدي،و بعضهن يهربن من غسل الأواني و الأشغال المنزلية،و في هذا الصدد يقول "محمد" من العاصمة:" صلاة المرأة فالدار خير..ميخلوناش نركزوا حتى مع الإمام.."،و يضيف "كمال" أن السيئات التي يجلبونها بالقيل و القال تعادل الحسنات التي يكتسبونها من الصلاة. أطفال يمرحون في باحة المساجد كما تضطر بعض النساء إلى إحضار أبنائهن و حتى الرضع منهم ما يسبب فوضى عارمة و تشويش على المصلين،نجدهم يلعبون و يمرحون كأنهم في حدائق للتسلية و ما شابه،خاصة إذا تعلق الأمر بصراخهم الذي يدوي جدران المساجد. الفوضى تعم مساجد العاصمة أكد إمام مسجد بالعاصمة أن الفوضى أصبحت تعم كل مساجد العاصمة،سببها الرجال و الناس و تعمل على إزعاج المصلين،و أضاف أن السلوكيات السلبية التي تسيء للمساجد تصدر عادة عن الذين لم يتعودوا على ارتيادها إلا في رمضان فقط،حيث صارت عادة أكثر منها عبادة ،فالبعض يخرج للتراويح كأنه يخرج للتسوق أو النزهة،و كشف ذات المتحدث أن الاكتظاظ و الإقبال على المساجد تزداد في الأيام الأولى من شهر رمضان و تقل في الأيام الأخرى ،فعلى المقبلين على أداء الصلوات في المساجد أن يتحلوا أولا بآداب المسجد و آداب الصلاة،فيجب القضاء على هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا المسلم خاصة إذا تعلق الأمر بحرمة بيوت الله.