تقع بلدية المصدق النائية بالجهة الغربية الشمالية من ولاية الشلف وهي تابعة إداريا إلى دائرة المرسى،تبعد عنها نحو 16 كلم،وعن أقرب بلدية أخرى بلدية تاجنة نحو 18 كلم،وتبعد عن عاصمة الولاية نحو 75 كلم، أنشأت هذه البلدية،بعد التقسيم الإداري الجديد سنة 1985،رغم ذلك لها تاريخ نضال وثوري طويل منذ فجر الدفاع عن السيادة الوطنية،ضد المستعمر الغاشم،أكونها تعد منطقة غابية وذات التضاريس الجبالية،مما جعلها منطقة ثورية،كما عان سكانها من ويلات الإرهاب والعشرية السوداء ولا يزالون يواجهون قساوة الطبيعة.حياتهم من الجانب المعيشي لسكانها تعد من بن أضعف البلديات مدخولا،نظرا لحال المقيمين بدواورها ومناطقها الجبلية وحتى الحضرية،أين رفض سكان هذه البلدية محنة الغربة مفضلين العيش بأرض الأجداد،كما رفض العديد من سكان المناطق النائية والمهجورة النزوح نحو مقر البلدية،وهذا رغم قهر العشرية السوداء والطبيعة القاسية التي نميز المنطقة بجبالها وتضاريسها الوعرة رغم تعاقب المنتخبين عليها وهو ما أتعب السكان حسبهم،المشاكل التنموية التي تعرفها منطقتهم في الحقيقة كانت مطروحة قبل بداية العهدة الانتخابية الحالية،والسابقة أو السابقة التي سبقت السابقة، هي دوالب تدور في مكانها،في ظل غياب دواليب التنمية، حيث أصطدم سكان هذه البلدية، بواقع يصعب تغييره خاصة بالمناطق الريفية التي،تكون دائما وكل موعد انتخابي وجهة كثير من المترشحين والخطاب المتدفق والوعود الكاذبة وكأنهم يقلون بأنهم يحولون المنطقة إلى جنة ناعمة،والخطابات الجوفاء كتوفير فرص عمل للشباب البطال لهاته المنطقة في مختلف صيغ التشغيل والمشاركة في مسابقات التوظيف، و دعم سكان المناطق الريفية لمزاولة نشاطاتهم الفلاحية و تثبيتهم في مناطقهم الأصلية، من خلال خلق مرافق حيوية بالمناطق النائية و توفير النقل و الماء الشروب و تعبيد المسالك و الطرقات، كلها مشاكل كان يأمل السكان في توديعها، حيث مازالت تلقي بظلالها على الواقع المعيشي لهؤلاء و ما زال شباب البلدية يملأ المقهى الوحيد حتى عبر قرى و مداشر البلدية في ظل شبح البطالة التي نخرت سواعدهم. ورغم الظروف القاسية ومعاناتهم مع العوامل الثلاثة المذكورة،رفض السكان النزوح إلى المدن،مفضلين خدمة الأرض على التسول وإنتظار الشفقة من أي كان.حيث يغلب على تضاريس هذه البلدية الطابع الجبلي الوعر و تشكل الفلاحة وتربية المواشي نشاطها الاقتصادي الأول، لذا فإن إنشغلات سكانها تنحصر أغلبها في الحصول على الدعم الريفي لمزاولة نشاطاتهم الفلاحية و الإستقرار بمناطقهم الأصلية، إلا أن هذه الإنشغالات إصدطمت بواقع مر و إدبار للمسؤولين في إيجاد حلول ناجعة لها، حيث لا يزال عدد كبير من سكان بلدية المصدق، يعيشون في بيوت قصديرية طوبية هشة، و المنتشرة بالجبال وضفاف الأودية، حيث يتكبد سكان الدواوير المنتشرة المعاناة الحقيقية، بسبب إفتقارها لأبسط ضروريات الحياة، و التي كانت في الكثير من الأحيان سببا في غضب السكان و قطعهم للطرقات و غلق مقر البلدية مطالبين بحقهم في التنمية،ولا ينتظرون الصدقة من أحد و نفس الوضعية تشهدها معظم القرى و مداشر البلدية.هذه البلدية تتوفر على مساحات معتبرة من الأراضي الفلاحية غير مستغلة لعدم وجود يد عاملة مؤهلة تهتم بالأرض، و غياب الدعم الفلاحي و الريفي، في وقت يتطلع فيه شباب البلدية إلى الهجرة والمجازفة بحياته إلى الانتحار عبر قوارب الموت عوض الاشتغال بالفلاحة، وما يمكن أن تدره عليه من أرباح، ويزداد عدد البطالين بالبلدية بالرغم من إستفادتها من عدد من المحلات المهنية إلا إنها لم تحظ بالإقبال المنتظر، لعدم وجود ذوي الاختصاصات المهنية لفتح هذه المحلات المخصصة فقط لذوي المؤهلات المهنية، وقد عبر بعض الشباب الذين استفادوا من محلات الرئيس عن إستيائهم من مواقع هذه المحلات، مما يطرح حسب رأيهم مشكلة النجاعة الاقتصادية والتجارية لأنشطة هذه المحلات، وبين أراضي فلاحية مهجورة ومقاهي عامرة ومحلات مهنية تنتظر الاستغلال تتشكل الصورة البائسة لواقع قرى و مداشر هذه البلدية، وهذا أمام استمرار تعنت المسؤولين وتهربهم من تحمل مسؤولياتهم المخولة لهم قانونا في توفير الحياة الكريمة للمواطنين، ورغم النداءات، الموجهة للسلطات قصد التكفل بأوضاع السكان المهمشة، و التي قوبلت بوعود لا تزال حبيسة الأدراج.