حذر خبراء في الصحة من مضادات حيوية حديثة النشأة خاصة بالأطفال يكثر الإقبال عليها حاليا كبدائل عن الأدوية التي تشهد ندرة حادة. ورغم الإجراءات التي أعلن عنها وزير الصحة مؤخرا لمواجهة ندرة أدوية حساسة اختفت فجأة من السوق، وتهديده بردع من يقف وراءها حيث اتهم أطرافا ''ذات مصالح'' بالتورط في هذه الندرة ''المفبركة''، إلا أن المشكل لازال قائما وبأكثر حدة مادامت الندرة هذه المرة مست أدوية خاصة بالأطفال يكثر عليها الطلب في فصل الشتاء باعتبارها مضادات حيوية. وربط المختصون الذين تحدثوا ل''الخبر'' على هامش الأيام الوطنية المنظمة أمس من طرف المكتب الجهوي للعاصمة لنقابة الصيادلة الخواص، الندرة المسجلة حاليا بعدم وضع مخطط استعجالي يرافق الإعلان عن قائمتي الأدوية الممنوعة من الاستيراد، فالحكومة تسرعت في إصدار القائمتين والنتيجة ندرة كبيرة مست أكثر من ستين دواء لأشهر طويلة، قبل أن تنتقل إلى أدوية خاصة بالأطفال مطلوبة جدا في الفترة الحالية. ويتعلق الأمر بأكياس ''الباراسيتامول'' المضاد للالتهابات والمضاد الحيوي ''أموكسيسيلين''، حيث اختفى هذان الدواءان فجأة من الصيدليات مع العلم أنهما ممنوعان من الاستيراد، والتزمت مخابر جزائرية بإنتاجهما، إلا أنها عجزت عن توفير الكميات المطلوبة. وكبديل عن هذين المضادين، يلجأ الأطباء إلى وصف أدوية حديثة النشأة وأكثر فعالية، لا تنصح منظمة الصحة العالمية باستعمالها إلا في الحالات الاستعجالية، لأنها تفقد الجسم قوة مقاومة الأدوية العادية، وأمام هذا الوضع، فإن الأولياء مرغمون على اقتناء المضادات البديلة على غرار محلول ''الهيبوبروفين''، و''الأمبيسيلين'' الذي يعرف هو أيضا ندرة كبيرة، ما يفسر وصف الأطباء دواء بديلا باهظ الثمن ويحمل انعكاسات خطيرة من ناحية المقاومة لأنه سيكون من الصعب على جسم الطفل تقبل مقاومة أقل درجة في حال العودة إلى المضادات الحيوية العادية، حيث سيتطلب رفع الجرعات وأيضا تمديد فترة العلاج، لأنهما فقدا فعاليتهما. وينعكس استعمال هذه البدائل، يضيف المختصون الذين تحدثوا ل''الخبر''، على جيب المواطن بالنظر إلى سعرها المرتفع، كما سيؤثر ذلك أيضا على خزينة الدولة لأن صندوق الضمان الاجتماعي مجبر على تعويض سعرها.