يروي الضحية وليد صاحب ال15 ربيعا على لسان أهله ل''الخبر'' كيف تمكن من الإفلات وتحرير نفسه من مختطفيه بوسط مدينة البليدة، وكيف خدعته سيدة كانت تترصد تحركاته، وأبدت إعجابها به حينما طلبت منه بلطف واحترام مساعدتها في دفع كرسي معاق، وعن التحول في حياته، وإصابته بالسكري وقصور في النظر، نتيجة صدمة ورعب تعرض لهما. يقول وليد على لسان أحد أقاربه، إنه قصد ولاية البليدة لقضاء حاجة له بباب دزاير، قريبا من موقف الحافلات الذي يعج بالناس، وغير بعيد عن المركز البريدي في حدود الساعة الثامنة صباحا، وهو في شرود ذهن تقدمت منه سيدة سبق له أن لقيها، حينما تحدثت إليه وأبدت له وقتها إعجابها بعينيه، لكن تغافل عن ذلك ونسي اللقاء. السيدة المجهولة بدت لطيفة جدا ومحترمة وكانت عادية المظهر، حيته بلباقة، قبل أن تطلب منه مساعدتها في إنزال معاق كان يجلس في خلفية سيارة تجارية مغطاة، لأنها لا تقوى على ذلك. وفي لمح البصر لم يفكر الصغير البريء في دوافع سيدة كانت تنوي شرّا به، ولم يتردد وصعد درجا يرتفع قليلا عن الأرض وهمّ بدفع الشخص المعاق، إلا أن السيدة التي كانت تراقبه خارج السيارة أغلقت الباب الخلفي وصعدت إلى الجهة الأمامية، بعد أن كمم الشخص المعاق فمه لمنعه من طلب النجدة وربطه وعصب عينه. وتحركت السيارة نحو وجهة مجهولة، وشعر وليد بباب يفتح، صوته يشبه صوت باب مرآب، وأنزلاه من السيارة، وسمع السيدة تقول لنتحرك لإحضار طبيبنا، وتركاه في ظلمة المكان لا يدرى ما الذي حدث له. وهو في الظلام، لمح ضوءا يصدر من شق في الحائط، تقدم منه فإذا بلوح يغطي عداد الماء، نزعه بكل قوته وتسلل من فتحة صغيرة، وأسرع يجري دون أن يلتفت خلفه وتتبع طريق سكة قطار، تابع جريه إلى غاية دخوله الدار وسقط على إثرها وأغمي عليه، ولم يستطع بعد أن أفاق، تذكر عنوان حجزه أو أي شيء آخر، وأصيب من يومها بصدمة نفسية وبالسكرى وضعف في البصر. ومنذ الحادث، أصبح وليد منزويا، ولا يخرج إلا نادرا مصحوبا بأحد من أقاربه يثق فيه، فيما اختفى المختطفون.