تعرّض فرع تنظيم القاعدة في الصحراء لضربتين قويتين في الجزائر وموريتانيا، خلال نهاية الأسبوع الفارط، بعدما أجهضت قوة أمنية جزائرية محاولة تسلل عنصرين من التنظيم أحدهما قيادي مقرب من درودكال إلى شمال مالي. وذلك قرب مدينة عين صالح، بينما أوقف الجيش الموريتاني أحد أخطر المتعاونين مع القاعدة كان يقود عصابة متخصصة في تهريب المخدرات اشتبكت مع الجيش الموريتاني قرب ثكنة المغيطي. أوقفت قوة أمنية مختصة في مكافحة الإرهاب ليلة الخميس الماضي، شخصين على متن سيارة سياحية في موقع قريب من مدينة عين صالح بالطريق الوطني رقم واحد. ولم يتمكن الموقوفان من استعمال مسدسات كانت بحوزتهما بعدما باغتتهما قوة الأمن التي كانت تلاحقهما في سيارة مدنية. وكشف مصدر أمني ل''الخبر''، أن الموقوفين اللذين يخضعان للتحقيق كانا محل متابعة أمنية منذ مغادرتهما مدينة الجزائر العاصمة على متن سيارة بيجو بارتنر خلال الأسبوع الماضي، وتمكنت مصالح الأمن المختصة خلال هذه العملية من إيقاف شخص يدعى ''ب. يزيد'' 36 سنة، واسمه الحركي إبراهيم أبو عبد الجليل، ويعد من أخطر العناصر الإرهابية، حيث كان ضمن الإرهابيين القلائل المقربين من أمير تنظيم القاعدة درودكال. وهو أحد المطلوبين لدى العدالة بتهمة ارتكاب جرائم إرهابية؛ حيث أصدرت محكمة تيزي وزو ضده حكما غيابيا بالسجن المؤبد في عام 2006 بعد إدانته في قضية مقتل رائد في الجيش الوطني الشعبي عام 2005، وكان يحمل بطاقة تعريف مزورة. وأما الموقوف الثاني، فلا يوجد اسمه ضمن قوائم المطلوبين ويقيم في مدينة بومرداس، وتم تجنيده في صفوف الجماعات الإرهابية كعنصر دعم وإسناد. وأفادت مصادرنا أن مصالح الأمن عثرت على مسدسين لدى الموقوفين ويعتقد أنهما كانا بصدد التسلل إلى شمال مالي كمبعوثين عن قيادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب. وتشهد مناطق أقصى الجنوب منذ عدة أشهر إجراءات أمن مشددة شلت حركة إرهابيي تنظيم القاعدة، بحيث شهدت الأشهر الخمسة الأخيرة مقتل وإيقاف 10 إرهابيين على الأقل. من جانب آخر نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر عسكري أن الجيش الموريتاني اعتقل خلال اشتباك مسلح وقع يوم الثلاثاء الماضي مع عصابة مهربي مخدرات في موقع قريب من ثكنة المغيطي، أحد أخطر المتعاونين مع ما يسمى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، ويدعى سلطان ولد بيدي، ويعد، حسب الجيش الموريتاني، المسؤول عن اختطاف عدد من الأوروبيين وبيعهم للقاعدة.