اعتقلت مصالح الأمن في عملية مازالت تفاصيلها غامضة على الحدود مع مالي، يوم الأربعاء الماضي، الرجل الرابع في إمارة تنظيم القاعدة في الساحل شامة بنيعدي عبد الله المكنى ''أبو الوليد المهاجر''، وهو أحد أخطر المطلوبين للعدالة في عدة دول، أهمها الجزائر. أوقفت قوات أمن مشتركة جزائرية ومالية، في الحدود المشتركة بين البلدين، إرهابيا من جنسية جزائرية يدعى شامة بنيعدي عبد الله المكنى ''أبو الوليد المهاجر''، بعد اشتباك قصير أثناء محاولة تسلله إلى الجزائر عبر منطقة ''آو تيغنساسة'' الوعرة، وقد أصيب ''أبو الوليد المهاجر'' في إحدى رجليه بعد أن تبادل إطلاق النار مع قوة عسكرية خاصة في موقع يبعد ب680 كلم جنوب غرب مدينة تمنراست. وكان الإرهابي الموقوف يحمل جواز سفر مزوّر ومبلغ 7 آلاف دولار وتجهيزات، منها أجهزة اتصال حديثة. وأفاد ذات المصدر أن الجيش نقل أبو الوليد إلى مكان مجهول لعلاجه وبدء التحقيق معه، بحيث تم التعرف على هوية أبو الوليد من طرف أحد أفراد أسرته بعد نقله إليه، وكذا من قبل مهرّب مسجون مقرّب من الجماعات الإرهابية في الجنوبالجزائري. وحسب نفس المصدر، ينحدر شامة بنيعدي عبد الله من قرية على الحدود بين ولايتي باتنة وتبسة، ويبلغ من العمر 42 سنة، ويشتبه في تورطه في عملية تهريب ضخمة للسلاح تم ضبطها في عين صالح قبل 7 سنوات. ويقود ''أبو الوليد المهاجر'' منذ سنتين كتيبة الشهداء ضمن إمارة الصحراء التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب، وهي الكتيبة ذاتها التي قادها مختار بلمختار ضمن ''الجيا'' قبل أكثر من 15 سنة. ويعد ''أبو الوليد المهاجر'' من قدامى ''الجيا''، حيث عمل مع الأمير أبو طلحة الجنوبي أو ''الحليس'' في ولايات الأغواط، الجلفة والبيض في منتصف التسعينيات. وتتهمه تحقيقات مصالح الأمن بأنه صلة الربط بين تنظيم القاعدة وجماعات تهريب المخدرات والسلاح في مالي والنيجر، مع متهم بالتهريب يدعى ''لزهاري'' معتقل في مالي منذ عامين، ويعتقد كذلك بأنه شارك في عدة عمليات قتل لمهرّبين مناوئين له. وفي سياق متصل، استجوبت مصالح الأمن، 3 أشخاص من المنيعة وتمنراست، للاشتباه في علاقتهم بتحويلات مالية لصالح مهرّبي سلاح، بعد حصول الأمن على معلومات مؤكدة عن اعتماد الجماعة السلفية للدعوة والقتال بشكل أساسي على عائدات استثمارات لها في تجارة السيارات المسروقة المنتشرة في دول مالي، موريتانيا والنيجر، وتهريب السجائر والمخدرات وتأمين نقل المهاجرين السريين. واستنادا لمصادر ذات صلة، فإن نشاط ما يسمى اللجنة المالية لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب، ينحصر في أغلبه بدول مالي النيجر وموريتانيا، وحصلت الجماعة السلفية على عائدات مالية ضخمة من استثمارها بالجنوب وبدول الجوار، ولعبت الأموال المحصل عليها من التهريب دورا محوريا في ضمان تماسك الجماعة بعد كل ضربة تتعرض لها على يد الجيش.