مخاوف المسؤولين من فخ الفساد واستبعاد التراضي يرهن مشاريع ضخمة تمت قبل أسبوعين المصادقة على برنامج الاستثمار لسوناطراك المعد في ديسمبر 2010، وتضمن، إلى جانب مشاريع مؤجلة من البرنامج ما قبل الأخير، مشاريع أخرى من العيار الثقيل في مجال الغاز والبترول والتوزيع، وهي مشاريع مبرمجة على طول الفترة الممتدة بين 2011 و2015، ويبقى تجسيدها مرهونا بإزالة معوقات الماضي. من مجموع ال11 مشروعا كبيرا في المخطط الجديد لشركة سوناطراك على مدى الأربع سنوات القادمة، أربعة منها كانت ضمن المخطط السابق المؤجل والمعدل في المخطط الجديد ويتعلق الأمر بأربعة مشاريع كبرى تتعلق بشبكة أنابيب الغاز والبترول ومحطات الضخ، كلها منشآت كان الهدف من ورائها تشكيل بنية كافية يتم في المستقبل استعمالها لتجسيد مشاريع نقل الغاز والبترول إلى الخارج. ومن بين ما كان سببا رئيسيا في تعثر تلك المشاريع ملفات الفساد التي فجّرت أخيرا في وجه سوناطراك، التي كبحت حركية الاستثمار بشكل زرع ترددا وخوفا لدى مسؤولي القطاع في اتخاذ قرارات بخصوص صفقات ضخمة قد تنتهي بهم إلى نفس مصير المسؤولين الذين يواجهون تهمة الفساد، كما كان للمنظومة القانونية المعدلة لقانون الصفقات أثرها على المشاريع ذات البعد الاستراتيجي والتي لا توجد كفاءات داخل الوطن بإمكانها التكفل بها، حيث وبعد إلزامية إعلان صفقات وطنية قبل إعلانها دولية، وهي مناقصات كانت فاشلة وأعلن عدم جدواها بسبب العروض التقنية والتجارية الهزيلة. وأثبتت السياسة المنتهجة بعد التعديلات القانونية وسلسلة الفضائح أن الشركات الأجنبية ذات الحقوق الأجنبية قبل تعديل قانون الصفقات نفسها بدون منافس، والوحيدة القادرة على مشاريع بحجم تلك المسطرة في المخطط الجديد، وبالمقابل فشلت الشركات الوطنية في المنافسة، وهو ما تعكسه المناقصات الفاشلة. فقد قسم البرنامج إلى ثلاثة أجزاء، في محوره الأول المشاريع الجديدة المعتمدة التي بلغت مرحلة النضج، والثانية تتعلق بمشاريع جديدة في طور الإنجاز، وأخيرا مشاريع إعادة تأهيل، ويشمل البرنامج المعتمد بالخصوص 11 مشروعا هاما، من بينها مشروع ''أل أر1 '' لتوسيع خط الأنابيب الرابط بين حاسي مسعود وحاسي الرمل وأنبوب الغاز ''جي أر ''4 ب48 بوصة الرابط بين رورد النص وحاسي الرمل، ثم أنبوب الغاز الجنوبي الغربي ''جي أر 5 '' ب48 بوصة الرابط بين رفان وحاسي الرمل. كما سطر إقامة المركز الوطني الجديد لتوزيع الغاز بقيمة 88 ,24 مليار دينار وتجهيز خمس محطات ''جي زاد 1 و2 و''3 بأنظمة تبريد للغاز الطبيعي، فضلا عن إضافة شاحن توربيني ثالث في محطة الضغط ''تي أف تي'' بمحطة ''أس تي سي جي أر'' وتحويل أنابيب ''جي زاد ''2 بقدرة 40 بوصة و''جي زاد ''3 بقدرة 42 بوصة على مستوى مسارات وأشطر ''سي أس 5 تي أ بأرزيو'' وإعادة تأهيل أنبوب الغاز ''جي زاد ''3 بقدرة 42 بوصة على شطر ''أس سي 4 الناظور أس سي 5 قنادسة''، وإقامة خط أنبوب النفط ''أو بي ''2 بقدرة 24 بوصة بين حوض الحمراء وبجاية وإقامة مخازن جديدة إلى جانب قواعد حياة. فبالنسبة لمشروع ''أل أر ''1 لتوسيع الأنابيب بين حاسي مسعود وحاسي الرمل، فإن كلفته قدرت ب 24 مليار دينار وتشغيله في أفريل 2013، مع الإشارة إلى تحديد الرزنامة في حالة اعتماد التراضي، أما في حالة رفض مقترح التراضي المقدم من قبل مديرية النقل عبر الأنابيب، فإنه يضاف إلى الرزنامة سبعة أشهر ليتم تشغيل المشروع على الأقل في حدود جويلية .2013 أما مشروع ''رورد النص وحاسي الرمل'' فقد قدرت قيمة إنجازه ب61 مليار دينار مع تحديد تاريخ الثلاثي الثاني من 2013 لتشغيله في حالة اعتماد التراضي أيضا، وبعد جويلية 2013 في حالة المناقصة. أما أهم المشاريع المسطرة فهو أنبوب الغاز الجنوب الغربي ''جي أر ''5 الذي يربط رفان وأدرار وتيميمون وحاسي الرمل وتقدر قيمة إنجازه ب122 مليار دينار، أي قرابة 7, 1 مليار دولار على طول 760 كلم وبرمج تسليمه في الثلاثي الثاني من .2014