توقع القيادي المعارض في تكتل اللقاء المشترك اليمني محمد مسعد الرداعي، والذي يشغل منصب الأمين العام المساعد للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، أن يتنصل الرئيس صالح من التزامه بتنفيذ المبادرة الخليجية التي تنص على تنحيه بعد 30 يوما من التوقيع وتسليم السلطة لنائبه، مشيرا في حوار مع ''الخبر'' إلى أن دول الخليج غير مقتنعه بموافقة صالح كونه نقض العديد من الاتفاقيات في السابق. وتحدث القيادي المعارض عن أسباب موافقة المعارضة على الاتفاقية، وغيرها من القضايا الدائرة في اليمن. وافقتم على المبادرة الخليجية في وقت رفضها شباب الثورة المعتصم في الميادين منذ أسابيع، هل يمكن أن تضعنا في الصورة حول الأسباب التي دفعتكم لاتخاذ هذا الموقف؟ - الموافقة على المبادرة المقدمة من مجلس التعاون الخليجي تمت على أساس عدم مشاركة المعارضة في الحكومة الانتقالية التي يتم تشكيلها من قبل الحزب الحاكم لتنجز النقاط المتفق عليها، والجانب الثاني رفضنا رفع الاعتصام والمظاهرات لأنها حقوق لا يمكن التنازل عنها، والثالثة قضية الضمانات المطلوب توفيرها، كون هناك حقوق وشهداء، وكذا ملف الفساد.. وهي القضايا التي لا يمكن التنازل عنها ويجب متابعتها، فلا يمكن للقاء المشترك التدخل بقضايا في الدستور، والتي لن يوافق عليها الحزب الحاكم والرئيس صالح، والجانب الثاني سنقر بشرعية هذه السلطة التي نرفضها. لكنكم مازلتم تشككون في حقيقة قبول الرئيس صالح على المبادرة الخليجية؟ - نحن متيقنون بأنه غير جاد، وهو يحاول اللعب بآخر الأوراق الموجودة بين يديه، ونحن نعلم بأنه مع بعض دول الخليج كانوا يريدون أن ترفض المعارضة المبادرة من أجل البحث عن غطاء دولي وإقليمي لإجهاض الثورة. ونحن ندرك بأنه من خلال موافقتنا هذه سحبنا الغطاء عنهم ووضعناهم على المحك، وأعتقد بأن عدة دول خليجية غير مقتنعة بموافقة صالح، لأنهم قد تجرعوا كما تجرع اللقاء المشترك المعارض نقضه لعدة اتفاقيات سابقة. هل الموافقة الأخيرة للمعارضة هي نتيجة حصولكم على ضمانات؟ - حقيقية لا ننتظر أي ضمانة منهم، بل ننتظر إنجاز رحيل صالح بأقل التكلفة وضمانات المعارضة هو الشعب اليمني، وندرك جيدا أن صالح يريد جر اليمن إلى الصدامات، لكن نحن نعمل على عدم الوقوع في هذا الفخ. وما تعليقك على رفض الشباب للمبادرة؟ - المعارضة مع مطالب الشباب، وهناك شيئان في العمل السياسي، وهو ما يقوم به اللقاء المشترك المكمل لما يقوم به شباب الثورة، ولا توجد قوة ستعلن وصايتها على الشباب وتقوم برفع الاعتصامات. كيف تنظر لمستقبل اليمن بعد تنفيذ المبادرة؟ - اللقاء المشترك واللجنة التحضيرية وكافة أطراف الساحة اليمنية مع هذه الثورة لإسقاط النظام وإزالته، والبحث عن الدولة المدنية الحديثة، التي تكفل حقوق المواطنة المتساوية والشراكة الوطنية وسيادة القانون والقبول بالآخر، واعتقد بأن صالح لن يقوم بتنفيذ المبادرة. في حال تنصل الرئيس صالح من الاتفاقية، ماذا تعتزمون فعله؟ - لدينا خطوات تصعيدية لإسقاط صالح، وسنقدم تضحيات. لكن المعارضة تنظر إلى أن يكون لدى القوى الإقليمية والدولية موقف تجاه ما يمارسه النظام والدماء التي سيجري سفكها. هل يعني أن المرحلة القادمة في حال تنصل صالح أنكم ستزحفون إلى القصر الجمهوري؟ - طبيعي هذا في معظم المحافظات قد سقط نظامه، وحتى المؤتمر الشعبي الحاكم لن يبقى منه شيء كونه مختزلا بشخصية الرئيس صالح فقط. ما مستقبل تكتل اللقاء المشترك الذي يضم ستة أحزاب قومية ويسارية وإسلامية؟ - لن تنتهى مهمته بهذه الثورة، بل نحن بحاجة إلى عشرين سنة قادمة لترسيخ العملية الديمقراطية، وهو ما تم الاتفاق بين تكتل اللقاء المشترك، وما خلفه هذا النظام خلال 32 سنة لن تعالجه دورتان انتخابيتان أو ثلاث. ما رؤيتكم كمعارضة لما بعد الرئيس صالح؟ - رؤيتنا واضحة ومحددة في وثيقة الإنقاذ الوطني التي قدمناها، والتي مثلت جزءا من مسألة انسحابنا من السلطة. الحل الوحيد هو حوار وطني شامل يضم كافة القوى، منها الحوثيين والحراك الجنوبي ومعارضة الخارج، لمناقشة أزمات اليمن وإعداد دستور يتوافق مع هذه المعالجة.