قالت لويزة حنون إن المشاورات السياسية الجارية حول الإصلاحات، بدأت تنحرف عن مسارها بفعل دعوة ''كل من هب ودب''، وطالبت بإنزال النقاش إلى الشارع، باعتبار أن الأحزاب كما الشخصيات الوطنية لا يمكنها أن تكون وصية على الشعب. وأوضحت الأمينة العامة لحزب العمال، في ندوة صحفية نشطتها في ختام أشغال الدورة الثالثة للجنة المركزية أمس، بزرالدة أن مصداقية المشاورات السياسية باتت على المحك، بعدما لاحظ المواطن تمييعا جراء دعوة ''الجثث السياسية'' للمشاورات، التي دُعيت لها منظمات تابعة لأحزاب لا تمثّل شيئا، وشخصيات لا وزن لها في الساحة الوطنية. وطالبت هيئة بن صالح بانتقاء الأطراف الجدية للتشاور. فيما أكدت وجوب إنزال النقاش إلى الشعب ''لأن المشاورات لا تكفي''، بعدما اكتشفت مقترحات جدية قدّمها شباب بسيط. وشددت حنون، في معرض انتقاداتها ''تمييع المشاورات''، أطرافا سياسية قالت إنهم لا يحوزون سوى على الاعتماد، وتمت دعوتهم للوقوف بجانب عبد القادر بن صالح ومعاونيه. وركزت زعيمة حزب العمال على أسبقية تعديل الدستور، على قوانين الإصلاح، كما طالبت بانتخابات تشريعية مسبقة قبل انقضاء العام الجاري ''من أجل تكريس برلمان حقيقي، يحوز على السلطة السيادية، واحترام رزنامة الإصلاحات''. وشددت المتحدثة على أن حزبها قدم مقترحات عملية للجنة المشاورات، من تسعة وثائق، اثنتان منها خاصة بتعديل الدستور، علاوة عن مقترحات تخص استقلالية القضاء وتعزيز رقابة الأحزاب، كما العدالة للانتخابات ومنع التجوال السياسي للنواب، فيما انتقدت صيغة القوائم الحرة في الانتخابات التشريعية، باعتبار أن معظمها تقع في قبضة رجال المال والأعمال. وانتقدت مسؤولة حزب العمال، قرار المجلس الاقتصادي والاجتماعي ''الكناس'' تنظيم جلسات وطنية للمجتمع المدني على المستوى المحلي، وتساءلت: كيف لهيئة شهدت الجمود طيلة أربع سنوات، تعمل حاليا على الحوار. وقالت ''هناك مشكل في الكناس ورئيسه، وكأنه ممثل للأفامي أو البنك الدولي''، بينما أطلقت النار مجددا على مكتب المجلس الشعبي الوطني، قائلة إن ''الحكومة تقول إنه يجب أن نتريث في الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية التي لن نجن منها شيئا، بينما يحضر المجلس ليوم برلماني حول الانضمام إلى الهيئة الدولية؟''، كما كشفت أن مكتب المجلس حرم رؤساء الكتل من إبداء الرأي بخصوص مشروع قانون المالية التكميلي للعام الجاري، خلافا للمرات السابقة، مشيرة إلى أن المشروع سوف يمرّر كقانون وليس كأمرية، وأوّلت ذلك بالقول إنه يخدم رجال الأعمال الموجودين داخل قبة البرلمان، لذلك سيمرّر لا محالة. وفي سياق الحديث عن الشغل، وجّهت زعيمة الحزب سهامها للوكالة الوطنية لتشغيل الشباب والصندوق الوطني للتأمين عن البطالة، وقالت إنهما ''لا يفيدان في التشغيل، وإنما يستفيد منهم رجال الأعمال وزوجاتهم وأبناؤهم''، على أن عملهما أصبح ''تبذيرا المال العام''، واقترحت أن يحوّل لإعادة فتح المؤسسات العمومية. وكشفت حنون عن التحضير لتجمهر كبير، بالعاصمة، بمناسبة الذكرى ال12 لتأسيس الحزب.