الجزائر عدلت 36 قانونا وأجابت عن 1640 سؤال منذ العام 1998 مساعد مدير المنظمة العالمية للتجارة يطالب الجزائر بحسم موقفها السياسي حذر مسؤول في المنظمة العالمية للتجارة الجزائر من تضييع الوقت والفرص المتاحة أمامها للانضمام إلى المنظمة، فيما اتهم وزير التجارة المنظمة بالكيل بمكيالين في معاملة الدول، واستثناء الجزائر من تسهيلات تحصل عليها دول أخرى. قال المدير العام المساعد للمنظمة العالمية للتجارة، أليخاندرو خارا، في كلمة أمام المشاركين في اليوم البرلماني حول انضمام الجزائر إلى المنظمة، إن ''كل جولة مفاوضات تفسح المجال أمام جولة أخرى والوقت يضيع، وما تم الشروع فيه من جهود من قبل الجزائر منذ ,2005 وتوقيعها على خمسة اتفاقات ثنائية لحد الآن ومفاوضاتها مع حوالي 12 بلدا آخر، كل ذلك معرض لأن تتم المجازفة به ويذهب سدى''، مضيفا أن ''أي تأخير إضافي بشأن الانضمام قد يعرض الجزائر إلى تكاليف إضافية''. وطالب خارا الجزائر بأن تحسم قرارها السياسي وأن ''تظهر الشجاعة الكافية للدفاع عن قرارها بالانضمام وتضاعف جهودها لإنهاء المفاوضات في أقرب وقت ممكن، عبر تكييف تشريعاتها مع القواعد العامة للمنظمة''. وقال: ''الانضمام يتطلب قرارات سياسية صعبة معقدة وعلى الجزائر أن تستدرك التأخر''، مضيفا أن ''الجزائر تتفاوض منذ زمن بعيد، ورغم ما تم تنفيذه إلا أن المشوار مازال بعيدا، الجزائر طلبت فترة انتقالية لكن التجربة أثبتت أنه لم يتم وضع ترتيبات حقيقية''. لكن وزير التجارة، مصطفى بن بادة، دافع عن موقف الجزائر واتهم المنظمة بخلق عراقيل للجزائر، والكيل بمكيالين فيما يتعلق بتعاملها مع ملف انضمام الجزائر إليها من خلال فرض شروط لم تفرض على دول أخرى، وأكد أن الجزائر قامت بتعديل تشريعاتها عبر مراجعة 36 نصا تشريعيا وأجابت عن 1640 سؤال، وقطعت 10 جولات من المفاوضات منذ العام 1998 قائلا: ''ليس من العدل أن يتم التعامل مع الجزائر دون الأخذ بعين الاعتبار الظروف العصيبة التي مرت بها خلال العشرية السوداء''. وأضاف: ''هناك مسألة تحيرنا في الجزائر، الكثير من الدول الأعضاء استفادت من تفضيلات لم تستفد منها الجزائر''. وأكد الوزير بن بادة أن الجزائر تلقت إشارات إيجابية من المنظمة بعد تناقص عدد الأسئلة في كل جولة إلى أدنى حد، من 300 إلى 96 سؤالا ردت عليها الجزائر، عقب آخر جولة في جانفي .2008 وقال: ''لا زلنا ننتظر رد فوج العمل بخصوص هذه الأسئلة التي أجبنا عنها منذ سنة، ننتظر تعيين رئيس جديد لفوج العمل المكلف بملف انضمام الجزائر في جويلية القادم''. وقال السفير الدائم للجزائر في الأممالمتحدة في جنيف، إدريس الجزائري، إن المفاوضات بين المنظمة والجزائر لم تعرف أي تقدم منذ جانفي ,2008 مشيرا أن ''التجربة السلبية لصندوق النقد الدولي وإخفاق اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي الموقع العام 2004 ولد مخاوف في الجزائر من الانضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة''. وقال: ''المشكلة أصبحت جزائرية جزائرية، وإذا فشلنا في الدخول خلال جولة الدوحة الحالية سنتحمل تكاليف أخرى''، معترفا بأن المنظمة تفرض شروطا جائرة على الجزائر. وقبل ذلك، كان رئيس المجلس الشعبي الوطني، عبد العزيز زياري، أكد أن انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة لا مفر منه وأنه سيحدث تغييرا عميقا في الاقتصاد الجزائري''. وعرض رئيس الوفد السعودي المفاوض تجربة انضمام السعودية إلى المنظمة، وقال إن المخاوف التي كانت في السعودية أكبر من تلك التي في الجزائر، لكنها زالت بعد ذلك، وزادت صادرات البلاد خارج النفط إلى 20 بالمائة، مشيرا أن ''11 دولة عربية مازالت خارج المنظمة، والجزائر هي الدولة الوحيدة التي بقيت فترة 24 سنة دون انضمام''.