عبَّر السفير السعودي بالجزائر، سامي عبد الله الصالح، عن أمله في أن يصل الوفد الجزائري رفيع المستوى، الّذي سينتقل إلى المملكة خلال الأيّام القادمة لخوض مفاوضات مع سلطات الطيران المدني السعودي، لحل يُرضي الطرفين، كاشفاً في نفس الوقت عن نقله شخصياً لسلطات بلده انشغالات الجزائر. يتهيّأ هذه الأيام وفد جزائري للتفاوض مع الطرف السعودي على خلفية تمديد فترة إقامة الحجاج بالبقاع المقدسة، فهل هناك إمكانية لمراجعة هذا القرار وتقليص هذه المدة، أم أنّ الإجراء نهائي؟ الإجراء لا بد أن نعرف مسبباته أوّلاً، هناك أعمال ضخمة تقوم بها المملكة في المطارين الدوليين في جدةوالمدينةالمنورة، والّتي ستنتهي الأشغال بهما خلال عامين، ممّا يعني خلق نوع من الضغط على رحلات جميع الحجاج الميامين من جميع أنحاء العالم. الوفد سيقابل المسؤولين في إدارة الطيران المدني، خلال الأيام القادمة، وأتمنّى أن يصلوا إلى حل يُرضي الطرفين. وقد نقلتُ انشغالات الجزائر إلى السلطات المعنية في المملكة، وأنا واثق أنّ الطرفين سيصلان إلى اتفاق يرضي الجميع. ولعلمكم فإنّ شركة الخطوط الجزائرية الوحيدة الّتي كانت لها المفاضلة قبل سنتين في النزول على مطار المدينةالمنورة، كما لا أخفي عليكم أنّه كان هناك اقتراح خاص لكبار السن والمرضى الجزائريين بأن يذهبوا في آخر رحلتين تغادر الجزائر، على أن تكون عودتهم في أوّل رحلتين قادمتين بعد انتهاء موسم الحج إن شاء الله، وذلك محاولة منّا للتّخفيف على كبار السن والمرضى الجزائريين. هل هذا القرار يشمل جميع حجاج الدول العربية والإسلامية؟ بالطبع ليست الجزائر المعنية الوحيدة بالقرار، فكل البعثات معنية، هناك بعثات كبيرة من أندونيسيا وإيران وتركيا ومصر. والشيء الأهم في القضية هو تعاون الجميع، وهو ما سيسهّل أداء مناسك الحج في يسر وسهولة إن شاء الله تعالى. ألاَ ترون بأن مثل هذا القرار سيؤثر على حجاج الدول الفقيرة مثلاً؟ بلا شك، البقاء لفترة طويلة، وخاصة لكبار السن وحتّى المرضى، يؤثّر عليهم، والسبب يعود للأعداد المتزايدة لموسم الحج عاماً بعد عام. فكلّ عام يتم تدشين مشاريع جديدة، وهي تحتاج عاماً بعد آخر لإنجاز توسعة بعد أخرى. هل هناك إمكانية في المستقبل لرفع حصة الحجيج الجزائريين المستقرة منذ سنوات عند 36 ألف حاج فقط؟ الحصة كما هو معلوم ملزمة لكلّ الدول الإسلامية، وهي مقرّرة من قبل منظمة التعاون الإسلامي (المؤتمر الإسلامي سابقاً) في اجتماع القمّة، حيث تمّ تحديد نسبة حاج واحد لكلّ 1000 نسمة لكلّ دولة، ونسبة 36 ألف حاج جزائري تعادل نسبة سكانها 36 مليون نسمة. فكلّما ارتفعت نسبة عدد السكان كلّما ارتفعت النسبة. فبعد أن أصبحت المشاعر المقدّسة لا تستوعب كلّ المسلمين، جاء هذا المقترح، لأنّ الأماكن محدودة جداً في المشاعر المقدّسة، و3 ملايين حاج لا تستطيع أن تتحرّك كما يلزم، لهذا نسعى عاماً بعد عام إلى استدراك النقائص لتمكين الحاج أو المعتمر من أداء مناسكه في يُسر وسهولة. وأعتقد أنّ هذا الإجراء هو الصّحيح والواقعي والعادل. وهل من بدائل لحل مشكل بُعد العمارات عن الحرم، وتقريبها بالنسبة للجزائريين كبار السن؟ المنطقة المركزية للحرم أُزيلَت كلّها لتوسعة المسجد الحرام، وأمّا الفنادق القائمة الآن بجنب الحرم ستُزال خلال الأشهر القادمة. فالمنطقة كلّها ستخصّص للحرم الشّريف، والتوسعة الجديدة ستمكّن الحاج والمعتمر من أداء مناسكه بيسر وسهولة. وبخصوص بُعد العمارات أو قربها، فإنّ هناك قطار المشاعر الّذي سيربط المناطق المحيطة بالحرم، وهذا الإجراء سيُسهِّل أداء المناسك والانتقال إلى الحرم على الزوار والمعتمرين والحجاج. حيث أن البعد عن الحرم كان دوماً هاجساً للسلطات السعودية، وهذا القطار سيستفيد منه جميع الحجاج 100 بالمائة. وهو ما سيُمكِّن النّاس من التواصل وتسهيل عملية اتصالهم. ما هي أهم الإجراءات الّتي حضّرتها السلطات السعودية لإنجاح موسم الحج المقبل؟ تقوم السلطات السعودية، بعد نهاية كلّ موسم حج، بعقد اجتماعات متواصلة لتقييم الموسم ومستوى الخدمات الّتي قدّمت والنّقائص والمشاكل الّتي حدثت ومعالجتها في الموسم الّذي يليه، وأثناءها يتم إنشاء العديد من المشاريع الّتي تخدم حجاجنا الميامين. إلى جانب إقامة العمارات في منى، وتوسعة الساحات الشّمالية للحرم، والّتي سوف يضع الحجر الأساس لها خادم الحرمين الشريفين في العشر الأواخر من هذا الشهر المبارك. وهي التوسعة التي ستستوعب أزيد من 5,1 مليون حاج ومعتمر، على أن تنتهي الأعمال منها خلال العامين المقبلين إن شاء الله. سلّمت السلطات السعودية حوالي 6 ملايين تأشيرة عمرة عبر العالم في هذا الموسم، فما نصيب الجزائريين منها؟ نسبة المعتمرين هذا العام زادت ب 106 بالمائة مقارنة بالعام الماضي، ووصل عدد المعتمرين الجزائريين حتّى الآن 174500 معتمر منذ المولد النّبويّ الشّريف إلى الآن، وعددهم خلال شهر رمضان بلغ 102 ألف معتمر. أمّا ترتيب الجزائر مع باقي الدول العربية والإسلامية، فلا يبدو لي أنّها الأولى، حيث يصل عدد المعتمرين المصريين إلى 280 ألف معتمر. إلاّ أنّنا نلاحظ أنّ الزيادة كلّ عام مقتصرة على الجزائريين فقط، لأنّ النسبة في بعض الدول تتوقف. ولعلمكم فإنّ عدد المعتمرين الجزائريين عام 2006 بلغ 65 ألف معتمر، وبعد 5 سنوات قدّرت الزيادة ب174 بالمائة. هل فعلا يتعامل مسؤولو الطيران المدني السعودي بنوع من المفاضلة في أسبقية رحلات العودة لحجاج بعض الدول على الحجاج الجزائريين، وكيف يتم منح هذه الرخصة؟ هذا غير صحيح، هذا عذر العاجز، ومن السّهل إيجاد المبرّر لتقصير الآخرين، أعطني أيّ سبب وجيه يجعل السلطات السعودية تفاضل بين دولة مسلمة وأخرى. وشركات الطيران كلّها متساوية من خلال نفس التعليمات، ونفس دفتر الشروط. أنا لم يصلني أيّ شيء عن أي تقصير من هذا القبيل من طرف الطيران المدني السعودي، أمّا إذا وقعت أخطاء سيتم معالجتها في حينها. السلطات السعودية تقدّم خدمات وأعمال خلال موسم الحج لجميع شركات الخطوط الجوية العالمية بدون أيّ استثناء، وهي تسعى لتطبيق ملف الشروط والالتزامات المقدمة لكلّ شركات الطيران، فهناك مواعيد اعتماد الرحلات، وعندما تتأخّر الطائرة حوالي ست ساعات أو أكثر عن موعد وصولها لمطارات المملكة فإنّ ذلك سيحدث اختلالا في البرمجة، بسبب العدد الهائل من الطائرات القادمة والمغادرة، حيث تحط على مطار جدة فقط طائرتان اثنتان كلّ دقيقة في موسم الحج.