تطلق ولاية الجزائر بعد عيد الفطر مباشرة أكبر عملية لإعادة الإسكان بالعاصمة، حيث سيتم ترحيل ثلاثة آلاف عائلة دفعة واحدة وفي أجل أقصاه أربعة أيام إلى سكنات اجتماعية، في خطوة لتفادي تكرار سيناريو الاحتجاج على توزيع السكن الذي عرفته ولاية الجزائر الصائفة الماضية، وإبعاد أي شرارة تدخل العاصمة في دوامة من العنف. ستمس عملية إعادة الإسكان في يومها الأول الذي سيكون على الأرجح السبت المقبل، الأحياء الشعبية ذات الكثافة السكانية، ويتعلق الأمر بأحياء ديار الكاف وجنان حسان بوادي قريش، كما يشمل سكان ديار المحصول وجزءا من ديار الشمس بالمدنية، وتشمل العملية كذلك سكان حي ديار البركة ببراقي وحي النخيل بباش جراح، إلى جانب نزلاء مواقع الشاليهات الكائنة بالجهة الشرقية للعاصمة. كما يشمل البرنامج العائلات المقيمة في البيوت الفوضوية في كل من وادي كنيس والعافية بالقبة، أين سيتم ترحيل هؤلاء جميعا إلى أحياء سكنية جديدة تقع في كل من الدرارية، وحوش مقنوش بجسر قسنطينة وأخرى تقع ببئر توتة والسويدانية وبني مسوس والحمامات. وقد خصصت الولاية 5 آلاف شاحنة و300 حافلة لنقل العائلات المرحلة وأمتعتها، كما ستعرف هذه العملية تهديم أحياء بحي النخيل وجنان حسان بوادي قريش، مع التهديم الكلي للبيوت الفوضوية فور ترحيل أصحابها. وجاء قرار ترحيل 3 آلاف عائلة دفعة واحدة وفي ظرف أربعة أيام بناء على توصيات قدمها وزير الداخلية والجماعات المحلية دحو ولد قابلية إلى والي العاصمة، إذ ترى الداخلية في ترحيل السكان على مراحل سبيلا لتأجيج كل السكان المعنيين بإعادة الإسكان وانخراطهم في دوامة من الاحتجاجات، والتي تتزامن هذه المرة مع التهديد قطاعات كالتربية والصحة بالعودة إلى الاحتجاج بعد العيد مباشرة، وهو ما دفع اللجنة الأمنية الولائية التي عقدت اجتماعا موسعا نهاية الأسبوع الجاري إلى إعداد مخطط أمني وقائي لمواجهة احتجاجات متوقعة عقب تنفيذ عمليات إعادة الإسكان، حيث سيتمّ نشر وحدات مكافحة الشغب التابعة للشرطة والتدخل والاحتياط التابعة للدرك في المناطق والأحياء المعنية بالترحيل، وتطويقها قبل انطلاق العملية، وقد شرعت مصالح الأمن من شرطة ودرك، في استنفار وحداتها المختصة في حفظ النظام ومكافحة الشغب، تحسبًا لحركات احتجاجية متوقعة بعد توزيع السكن وإبداء بعض العائلات معارضتها للشقق المسلمة لها، كما أن الولاية اختارت هذه الفترة لتمكين التلاميذ لالتحاق بمدارسهم في الأحياء الجديدة قبل الدخول المدرسي المقرر 11 سبتمبر المقبل.
الطعون تجاوزت 11 ألف على قوائم السكن الاجتماعي أقصت البطاقية الوطنية للسكن، والأخرى الخاصة بالوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره ''عدل'' 120 عائلة من قوائم السكن الاجتماعي التي تم الإعلان عليها في مختلف بلديات العاصمة بعد استفادتهم من سكنات اجتماعية وأخرى تساهمية أو التي تدخل ضمنة صيغة البيع بالإيجار التابعة لوكالة عدل في وقت بلغت الطعون على قوائم المستفيدين من 1932 سكن اجتماعي التي تم الإعلان عنها في بداية شهر جوان الماضي عبر 27 بلدية بالعاصمة أزيد من 11 ألف طعن تسلمتها اللجنة الولائية لدراسة ملفات الطعون. وذكرت مصادر عليمة من ولاية الجزائر ل''الخبر'' بأن الطعون التي وصلت تخص بلديات كل من باب الوادي وادي قريش والمرادية والدرارية وجسر قسنطينة وتلك التي شهدت حركة احتجاجات واسعة مثل بلديات حسين داي والمدنية وبئر خادم والجزائر الوسطى والشرافة. وبحسب ذات المصادر فإن القراءة الأولية لملفات الطعون المسجلة على مستوى ولاية الجزائر تصب في مجملها في إعادة دراسة طلبات العائلات المقصاة من السكن الاجتماعي.