يعتقد الشاعر الجنوب إفريقي برايتن برايتنباخ، أن القارة الإفريقية قادرة على تجاوز المحنة التي تعيشها منذ استقلالها عن أوربا، بفضل اللجوء إلى تخيّل قيم جديدة لا تنفصل عن الإرث الثقافي، معتبرا أن ظاهرة نهاية الأيديولوجيات، تؤدي بالأفارقة إلى التفكير في وضعيتهم، بغرض التخلص من التجاوزات التي تسببت فيها أنظمة غير ديمقراطية. اعتبر برايتنباخ، خلال نزوله ضيفا على ندوة ''الخبر''، أمس، أن الواقع القبلي الإفريقي يمكن تجاوزه نحو مرحلة أكثر سموا، تعتمد على قيمة التعددية كمفتاح للتطور. قال برايتنباخ إن إفريقيا تملك الخصوصيات اللازمة من أجل الخروج من الوضعية المأسوية التي تعيشها حاليا. وطرح السؤال التالي: ''ماذا يعني أن تكون إفريقيا؟''، وردّ قائلا: ''يعني أن تملك حس العيش الجماعي''. واعتبر أن إفريقيا قادرة على بلوغ نهضتها بشرط تجاوز الأنظمة القمعية، التي نتجت عن فكر استعماري يريد ربط الدول الإفريقية بالروح الاستعمارية. داعيا النخب إلى التخلص من رواسب الهيمنة الاستعمارية، وربط تواصل مع الفئات الشعبية ضمن تقاليد ثقافية أكثر إنسانية. وأشاد برايتنباخ بربيع الشعوب العربية، واعتبره بمثابة خطوة للتحرر من ثقل القمع السياسي الجاثم على النفوس. وبشأن علاقته بالشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، قال برايتنباخ: ''إنه شاعر كبير. مازلت اكتشفه عبر الترجمات الجديدة التي تصدر من حين إلى آخر. أكن له كثيرا من الاحترام بسبب التزامه السياسي ومواقفه المناصرة لقضية شعبه''. وقد عاش برايتنباخ قريبا من الثقافة العربية. تحصل في باريس على جواز سفر جزائري، وتعرف على رشيد بوجدرة، وعبد اللطيف اللعبي ومحمد برادة والطاهر بن جلون. وكان ضيف ''الخبر'' قد زار الأراضي الفلسطينية عام 2002 تضامنا مع الانتفاضة والشاعر محمود درويش، وكتب على إثر ذلك رسالة شديدة اللّهجة موجهة إلى ''الجنرال شارون''، عبّر فيها عن مساندته لقضية الشعب الفلسطيني.