دعا رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي، أمس، بيلل في غليزان، رئيس الجمهورية إلى إعادة النظر وسحب مشروع الإصلاحات لأنها، كما قال ''لا تكون عن طريق النخبة، وإنما تكون نابعة من عمق الشعب''. وطلب تواتي من الشباب ''قول كلمته سنة ''2012، في إشارة للانتخابات المقبلة، من أجل التغيير وإجراء القطيعة مع الماضي. وأكد موسى تواتي، لدى إشرافه على لقاء تحسيسي للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، على ''ضرورة إعطاء الفرصة للشباب في تسيير شؤون البلاد''. مضيفا أن ''الشباب الجزائري قادر على صنع المعجزات''. كما دعا نفس المتحدث الشعب إلى ''صنع كرامته من خلال حبه للوطن وثقافة التعايش''. وجدد موسى تواتي، بالمناسبة، موقف حزبه الرافض لمسار الاصلاحات السياسية، معتبرا أنها ''لن تحل الأزمة''، وقال ''إننا نطلب من رئيس الجمهورية إعادة النظر، وسحب مشروع الإصلاحات، لأنها لا تكون عن طريق النخبة، وإنما تكون نابعة من عمق الشعب''. ولدى حديثه عن المرأة، دعا تواتي إلى تمكينها من الوظائف القارة في الحكومة والإدارة والمؤسسات مناصفة مع الرجل، بدلا من نظام الحصص (الكوطات)، لأنه كما قال ''المرأة ليست ناقصة، ولم تطلب ذلك''. كما انتقد رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية الوضع الاقتصادي في البلاد، وأشار إلى ''أنه لم يتم بناء المصانع التي من شأنها توفير مناصب الشغل للشباب''، منددا من جهة أخرى ''بإنجاز مشاريع سكنية ومؤسسات بالأراضي الفلاحية''. من جانب آخر، اتهم موسى تواتي نواب البرلمان بفقدان الشرعية، حيث وصفهم ب''فاقدي الشرعية الشعبية نتيجة الدور السلبي وغير الفعال الذي يؤديه هؤلاء داخل قبة البرلمان''. وذكر رئيس الأفانا، أول أمس، في معسكر، خلال تجمع لمناضلي حزبه، أن ممثلي الشعب ''لم ينزلوا مرة إلى الميدان من أجل إحصاء انشغالات المواطنين وهمومهم ورفعها إلى الجهات المعنية''. وقال ''إن الشعب في وادي والمنتخبون في وادي آخر''. ودعا موسى تواتي رئيس الجمهورية إلى إعادة النظر في القوانين التي نزلت إلى البرلمان للمصادقة عليها، حيث انتقد ''حكام البلاد''. واتهمهم ''بتطبيق إملاءات خارجية يهرولون من أجل تجسيدها ميدانيا''. مضيفا في ذات السياق بأن الأفانا ومناضليه ''لم يشموا رائحة الإصلاحات الفعلية التي أقرها رئيس الجمهورية''. والواقع، كما أشار نفس المتحدث، أن ''هناك أزمة أخلاقية، والإصلاح لا يجب أن يكون أفقيا، وكل ما بني على باطل فهو باطل، وأن الأفانا غير راضية على ما يصدر من الحكام ما لم تعد الكلمة إلى الشعب. خاصة وأن الشعب مل السلطة الأبدية والحفرة''. مطالبا بالتداول السلمي على السلطة، مؤكدا بأن الأفانا ترفض أن يتكرر سيناريو ما يحدث بليبيا في الجزائر، وأن الشعب الجزائري يريد إعطاء درس لأعدائه، الذين يكنون لنا ضغينة وحقدا دفينا، مشيرا إلى دولتي فرنسا وأمريكا.