في تشريحه لواقع الصحة بالجزائر، أكد البروفيسور بن قونية عبد الوهاب، رئيس مصلحة أمراض الأوبئة بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، أمس، أنه يعاني أزمة تسيير حادة ''وإلا كيف يوجد 13 مستشفى جامعيا فقط منذ 26 سنة مضت، ضاقت بمرضاها وحتى بطلبة الطب الذين لم يعد لهم مكان لتكوين طبي نوعي، في الوقت الذي نحتاج لعدد أكثر من ذلك بكثير''. جاء ذلك خلال الندوة الصحفية التي نشطها، أمس، بفوروم جريدة ''المجاهد'' والتي أكد خلالها على الواقع المزري الذي يعيشه قطاع الصحة، انطلاقا من سوء التكفل بالمرضى، حيث تم تسجيل أكثر من 300 شكوى ضد الأطباء من قبل مرضى خلال الأربع سنوات الأخيرة، ناهيك عن انقطاع الأدوية الذي تواصل على مدار 8 سنوات، متسائلا ''كيف نفسر تأكيد التقرير الرسمي للصيدلية المركزية للمستشفيات لمارس 2004 حول نفاد مخزون الأدوية، وهو الوضع الذي استمر حتى .''2011 ولدى تناوله لمشكل نفايات المستشفيات ''الخطيرة''، اعتبر بن قونية أنه مشكل صحة عمومية لما تشكله من خطر على صحة المواطن، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي أكدت منظمة الصحة العالمية على عدم تجاوز النفايات الخطيرة لنسبة 20 بالمائة من مجموع النفايات، فإنها تتجاوز في الجزائر 38 بالمائة. يحدث هذا في ظل انعدام قانون منظم للصحة في البلاد، رغم وجود نص صادر في فيفري 2002، لكنه بقي مجرد مشروع. واغتنم بن قونية المناسبة للمطالبة بضرورة الإسراع في إنشاء مركز وطني لليقظة الصحية الذي من شأنه، كما قال، الكشف عن بعض الأمراض المنتشرة وتحديد أسبابها، وبالتالي يعجل بعلاجها، مشيرا إلى أن مشروع المركز متواجد بمكتب المسؤولين بوزارة الصحة منذ 10 سنوات.